رفضت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا الاتهامات الاسرائيلية لها ب"مساندة الارهاب الفلسطيني". واعربت عن قلقها البالغ ازاء تصريحات المسؤولين الاسرائيليين التي يستشف منها تعريض موظفي المنظمة الدولية العاملين في الاراضي الفلسطينية للخطر. ونفى الناطق الاعلامي ل"اونروا" سامي مشعشع في تصريح ل"الحياة" اتهام تقرير "أمني سري" اسرائيلي "اونروا" ب"ممارسة نشاطات لمساندة الارهاب الفلسطيني" و"توفير المأوى للمخربين الفلسطينيين وملاجئ لهم في منشآتها". واوضح مشعشع ان وكالة الغوث، على رغم الانطباع السائد "لا تدير المخيمات الفلسطينية ونشاطها يقتصر على ادارة المساعدات للاجئين الفلسطينيين، أما تطبيق القانون والامن في هذه المخيمات فيتبع للدول المضيفة في حالات سورية ولبنان والاردن وللسلطات الاسرائيلية في الضفة وقطاع غزة". واضاف انه منذ بدء نشاط "اونروا" في العام 1950 حافظت المنظمة الدولية بصرامة على منع استخدام اي من منشآتها لاغراض امنية، مشيرا الى استثناء واحد وقع في احد المخيمات في لبنان في العام 1982. وكانت صحيفة "معاريف" العبرية نشرت اجزاء من التقرير "السري" الذي اعدته الجهات الامنية الاسرائيلية رداً على الانتقادات التي وجهتها الاممالمتحدة للدولة العبرية في اعقاب مقتل احد موظفيها ايان هوك في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين قبل ثلاثة اسابيع على يد قناص اسرائيلي. واشار التقرير الى "اعترافات" ثلاثة فلسطينيين قال انهم من موظفي "اونروا" وزعم ان احدهم "استخدم سيارة تابعة لاونروا في نقل اسلحة"، وأن آخر قال ان احدى المدارس التي تديرها المنظمة جرى فيها تدريب على الاسلحة وان الثالث قال ان سيارة اسعاف تابعة ل"اونروا" استخدمت لخدمة المقاتلين الفلسطينيين. واكد مشعشع ان فلسطينيين ممن وردت اسماؤهم في التقرير ليسوا من موظفي الوكالة، الامر الذي يثير علامات تساؤل كبيرة حول التقرير الاسرائيلي. اما الفلسطيني الثالث، وهو نضال نزال الذي اعتقل منذ اكثر من سنة، فأكد مشعشع ان مكتب "اونروا" حاول مرات عدة الاستفسار عن مصيره وطالب الجانب الاسرائيلي بتقديم براهين وأدلة قاطعة في كل ما يتعلق بقضيته الا ان المنظمة لم تحصل على اي رد على رغم الطلبات المتكررة. واستغرب الناطق الاعلامي باسم "اونروا" تصريحات من يسمى "قائد المنطقة الوسطى" في الجيش الاسرائيلي موشيه كبلنسكي التي قال فيها ان اسرائيل على استعداد لتوفير الحماية لموظفي "اونروا" من حاملي الجنسيات الاجنبية غير الفلسطينيين. وقال مشعشع ان محاولات السلطات الاسرائيلية ل"فرز" الموظفين حسب جنسياتهم مرفوضة. واضاف: "لدينا 22 موظفاً وجميعهم سواسية، وما يسري على الموظف الاجنبي يسري على الموظفين الفلسطينيين". واوضح ان مكتب المنظمة الرئيس في القدس رفع مئات الشكاوى من تصرفات الجنود الاسرائيليين على الحواجز ضد موظفي "اونروا" على مدى العامين الماضيين وان عملية تقديم الشكاوى متواصلة لان تحرشات الجنود واعاقتهم لعمل هؤلاء الموظفين مستمرة. وفي رده على قرار كبلنسكي "دعم" الجندي الاسرائيلي الذي اطلق النار على الموظف الدولي هوك في مخيم جنين وقراره عدم اتخاذ اي اجراء ضده، اشار مشعشع الى ان هذا القرار "يعزز مشاعر القلق والخوف على الموظفين، خصوصاً وان موظفين من الوكالة قتلا في قطاع غزة الاسبوع الماضي اضافة الى مقتل هوك". وكانت الاممالمتحدة طالبت على لسان الناطق باسم امينها العام كوفي انان السلطات الاسرائيلية بمعاقبة المسؤولين عن مقتل هوك.