غلب التصعيد الميداني على الوضع في الاراضي الفلسطينية حيث اعاد الجيش الاسرائيلي احتلال مدينة بيت لحم، ليستكمل بذلك فرض سيطرته على مجمل مدن الضفة الغربية باستثناء أريحا. كما شنت القوات الاسرائيلية عمليات عسكرية على اكثر من محور شملت جنين في الضفة وخان يونيس ودير البلح في قطاع غزة، قامت خلالها باعتقالات وهدم منازل. راجع ص5 في غضون ذلك، بدأ زعيم حزب "العمل" الاسرائيلي عمرام متسناع عهده كزعيم للمعارضة العمالية بتحديد الخطوط العامة لسياسته، مؤكدا في مقابلات صحافية انه سيثبت للاسرائيليين ان ثمة خيارا اخر غير الخيارات التي يطرحها رئيس الوزراء الليكودي ارييل شارون او منافسه بنيامين نتانياهو. واستبعد مشاركة حزبه في حكومة "وحدة وطنية"، مشيرا الى انه في حال فوزه سيستأنف المفاوضات مع الفلسطينيين "بهدف الانفصال عنهم"، وسيتفاوض مع الرئيس ياسر عرفات اذا اختاره الفلسطينيون، وسينسحب من قطاع غزة وسيفكك المستوطنات وسيعترف بالدولة الفلسطينية. وكما كان متوقعا بعد وقوع هجمات فلسطينية، رد الجيش الاسرائيلي على هجوم القدس الذي خلّف 11 قتيلا، باجتياح مدينة بيت لحم التي يتحدر منها المهاجم، بعدما حصل على الضوء الاخضر ليلا من شارون. وخلال العملية التي اطلق عليها "سلسلة ردود"، فرض الجيش حظر التجول على المدينة وتمركز امام كنيسة المهد لمنع الناشطين من اللجوء اليها، كما انتشر في بلدة بيت جالا ومخيم الدهيشة المجاورين، وشن حملة اعتقالات طاولت 25 فلسطينيا من اصل 50 تعتبرهم اسرائيل "مطلوبين"، وهدم منزل عائلة منفذ العملية نائل ابو هليل واعتقل والده وشقيقيه، لكنه اخفق في اعتقال الناشط في "حماس" علي علان بعدما اعلن ان اعتقاله هو هدف الاجتياح. وعلى محور آخر، توغل الجيش في طوباس وجنين ومخيمها حيث قتل طفلا فلسطينيا خلال محاولته اعتقال احد كوادر "الجهاد". ووقعت اشتباكات في المخيم قتل خلالها الموظف البريطاني ايان هوك المسؤول في "وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" اونروا عن اعادة اعمار المخيم الذي دمره الجيش. واطلق الرصاص على الموظف وهو في مكتبه في حين منع الجيش سيارات الاسعاف من الوصول اليه مدة نصف ساعة، وما لبث ان توفي في سيارة الاسعاف التي كانت تقله الى المستشفى، في حين اعلنت مصادر طبية ان الرصاصة التي قتلته هي من نوع "دمدم" المتفجر. ولام الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الجيش لمنعه انقاذ هوك. واصدر الناطق باسم انان بيانا قال فيه ان "الامين العام مضطرب جدا من رفض قوات الدفاع الاسرائيلية الوصول الفوري لسيارة اسعاف طلبتها اونروا لنقل هوك الى المستشفى". وحسب بيان صحافي ل"اونروا"، فان هوك وفريقه وجدا نفسهما محجوزين في مقر "اونروا لعدد من الساعات بعدما دخلت قوات الدفاع الاسرائيلية جنين من اجل اعتقال مطلوب، ما ادى الى نزاع مسلح مطول". من جهة اخرى، نفذ الجيش عمليات دهم وتجريف في دير البلح في قطاع غزة اثر مقتل جندي في عملية تبنتها "كتائب عز الدين القسام" التابعة ل"حماس"، كما هدم منزلين في بلدة القرارة في خان يونس. وافادت مصادر عسكرية اسرائيلية ان عسكريين اصيبا بجروح طفيفة في رفح جنوب قطاع غزة في انفجار لغم عند مرور الآلية المدرعة التي كانت تقلهما عليه. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان عشرة اشخاص جرحوا في انفجار شاحنة صهريج محملة بالغاز في المنطقة الصناعية في القدسالشرقية، ما ادى الى اندلاع حريق.