طلب السودان من الاتحاد الافريقي وضع نقاط مراقبة على حدوده مع اريتريا، فيما حذرت أسمرا من حملات اعتقالات "تعسفية" ضد رعاياها في السودان. وفي غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية السوداني أنه سيلتقي نظيريه اليمني أبو بكر القربي والاثيوبي سيوم مسفن في الخرطوم منتصف الشهر الجاري للبحث في "التهديد الاريتري لدول الاقليم". تناقش آلية فض النزاعات التابعة للاتحاد الافريقي الأربعاء المقبل طلباً من السودان لوضع نقاط مراقبة افريقية على حدوده مع اريتريا، كما تبحث في تقرير لجنة تقصي الحقائق في الاتهامات السودانية لاريتريا بالاعتداء على مناطق في شرق البلاد بعد زيارتها الخرطوم وأسمرا الشهر الماضي. وقال السفير السوداني لدى اثيوبيا عثمان السيد إن حكومة بلاده ستودع طلبها لدى الاتحاد الافريقي بعد تأكيدات من اريتريا بأنها ستوافق على مراقبة الحدود إذا صدر قرار من الاتحاد الافريقي في هذا الشأن، موضحاً أن طلب بلاده "يدعو إلى تبني موقف واضح ازاء تهديدات اريتريا للأمن السوداني عبر اتخاذ اجراءات عملية من واقع مسؤولية الاتحاد تجاه أمن الاقليم". وأضاف ان الطلب يدعو أيضاً إلى ادانة أسمرا حال رفضها الرقابة الحدودية، واقترح بدائل تحفظ للسودان حقه في "حماية حدوده من التوغل الاريتري المتواصل"، لافتاً إلى أن اجتماع الآلية الذي سيرأسه الأمين العام للاتحاد عمارا عيسى سيستمع إلى افادات من السفيرين السوداني والاريتري بعد طرح تقرير اللجنة التي زارت البلدين. وتدهورت العلاقة بين الخرطوم وأسمرا قبل شهرين عندما اتهمت الحكومة السودانية اريتريا بمساندة المعارضة المسلحة والاعتداء على ثماني نقاط حدودية والاستيلاء على مدينة همشكوريب. وسمحت الخرطوم للمعارضة الاريترية بنشاط سياسي وإعلامي واسع، وعقد قادة "التحالف الاريتري" المعارض ووزير الدفاع الاريتري السابق مسفن حقوص لقاءات مع قادة الحكم وكبار المسؤولين ووعدت الحكومة بفتح مكاتب لهم في مدن سودانية. إلى ذلك، أجرى وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل محادثات هاتفية مع نظيره اليمني الدكتور أبو بكر القربي واتفقا على عقد لقاء يجمعهما مع وزير الخارجية الاثيوبي سيوم مسفن في الخرطوم منتصف الشهر الجاري، وهو اللقاء الثالث لهم بعد اجتماعهم على هامش قمة صنعاء التي جمعت زعماء الدول الثلاث ثم في أديس ابابا الشهر الماضي. وقال السفير عثمان السيد إن الاجتماع سيناقش التهديد الاريتري لدول الاقليم والأوضاع في القرن الافريقي وتعزيز التعاون السياسي والأمني والاقتصادي وتسريع جهود المصالحة الصومالية. من جهة أخرى، حذرت الحكومة الاريترية من حملات اعتقالات تعسفية وسط الجالية الاريترية في السودان، محملة الخرطوم مسؤولية الحفاظ على أمن رعاياها. وذكرت وزارة الخارجية الاريترية في بيان أمس ان السلطات السودانية نفذت أخيراً حملات اعتقالات واسعة بين أفراد الجالية الاريترية في السودان. وأشارت إلى شروع الحكومة السودانية في دهم منازل اريتريين واعتقالهم في مدن كسلا والخرطوم تحت مزاعم "أنهم جواسيس للحكومة الاريترية". ولم تحدد أسمرا عدد المعتقلين ل"عدم حصرهم، خصوصاً أن عددهم كبير وفي مناطق مختلفة". وكانت الخرطوم أكدت أنها اعتقلت 84 من الرعايا الاريتريين وقدمت بعضهم إلى محاكمات، وقررت إعادتهم إلى بلادهم لدخولهم بطريقة غير شرعية عبر الحدود إلى السودان". واتهمت الخارجية الاريترية "عناصر من جهاز الأمن السوداني بالاعتداء على الاريتيريين ونهب أموالهم وممتلكاتهم ضاربين بعرض الحائط بأبسط القوانين والأعراف الدولية". ونفت أسمرا "أن يكون هؤلاء الرعايا ارتكبوا أي جريمة بحق السودان"، وحملت "النظام السوداني مسؤولية ما يلحق بمواطنيها من أضرار مادية ومعنوية".