بدأ وزير الدفاع الاريتري السابق مسفن حقوص الذي يقود جماعة معارضة لنظام الرئيس اساياس افورقي محادثات في الخرطوم مع المسؤولين السودانيين، فيما اعلنت السلطات السودانية انها اعتقلت شبكة تجسس اريترية في شرق البلاد تضم 84 "جاسوساً اريترياً"، ينتمي بعضهم الى اجهزة الامن الاريترية، وان هؤلاء تسللوا عبر الحدود السودانية الشرقية تحت شعار انهم لاجئون. اعلنت السلطات السودانية اعتقال 84 "جاسوساً اريترياً" في مدينة كسلا القريبة من الحدود الاريترية اثناء حملة تفتيش ودهم معسكرات اللاجئين الاريتريين. وقررت سلطات ولاية كسلا الشهر الماضي نقل معسكرات اللاجئين الاريتريين من الحدود الى داخل الاراضي السودانية، وقالت حملة للتأكد من هويات اللاجئين وحاملي البطاقات المزدوجة، ومراقبة المقيمين الاريتريين داخل المدينة، لكنها لم تنفذ قرار نقل المعسكرات بعد تدخل المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة. وعلم ان السلطات الامنية اعتقلت العشرات بتهمة انتمائهم الى اجهزة الامن الاريترية تسللوا عبر الحدود الشرقية كلاجئين واقاموا في المعسكرات. لكن السلطات رصدت تحركاتهم والقت القبض عليهم بعدما تبين لها انهم يقومون بأعمال تصنف "جاسوسية". واكد مسؤول حكومي ل"الحياة" عبر الهاتف من كسلا امس ان السلطات "حصلت على وثائق تثبت تورط المعتقلين في اعمال تهدد الامن القومي" لافتاً الى "اعداد تقارير عن الاوضاع الامنية والعسكرية ومواقع استراتيجية ومتابعة انشطة معارضين لنظام الرئيس اساياس افورقي". وقال حاكم ولاية كسلا الفريق آدم حامد موسى ان عمليات حصر اللاجئين وفحص الهويات ساهمت في استتباب الامن، مؤكداً ان حكومته اتخذت اجراءات احترازية لحماية كسلا من اي اختراق. واتهم الحكومة الاريترية بانها لا تزال تحشد قواتها قبالة الحدود السودانية بأعداد كبيرة، مشيراً الى ان كل الاحتمالات وارد في تطور التوتر الحدودي الى نزاع عسكري. وتابع: "نتحسب ومستعدون لكل الاحتمالات". واضاف ان تدفق اللاجئين والهاربين من العسكريين الاريتريين الى السودان ما يزال مستمراً. وكشف السفير السوداني لدى اديس ابابا عثمان السيد اخيراً ان خلية امنية اريترية تعمل من داخل السودان يقودها ولدي برهي تسعى الى تخريب الاقتصاد الوطني وتقديم رشاوى الى بعض المسؤولين، موضحاً ان في السودان خمسمئة شاحنة يملكها حزب "الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة" الحاكم في اريتريا لكنها مسجلة باسماء اشخاص تعمل في تهريب السلع والبضائع والخمور بين البلدين. المعارضة الاريترية في السودان الى ذلك وصل الى الخرطوم وزير الدفاع الاريتري السابق مسفن حقوص الذي يقود حزباً معارضاً لنظام الرئيس افورقي، في خطوة مهمة للتفاهم بين الخرطوم والمعارضة الاريترية. وقال حقوص للصحافيين انه بدأ بلقاءات مع المسؤولين لمناقشة القضايا التي تهم المعارضة الاريترية والسودان وفرض الوجود السياسي للحزب الذي اسسه المنشقون عن افورقي باسم "الجبهة الشعبية الحزب الديموقراطي". وذكر انه وجد تعاطفاً وتشجيعاً في جولته على الدول الاوروبية والولايات المتحدة من اجل تحقيق الديموقراطية واحترام حقوق الانسان، مؤكداً ان النظام الاريتري بدأ مسلسل الانهيار على رغم ما يحيط به نفسه من صورة غير حقيقية. وسبق حقوص، وهو شخصية عسكرية تتمتع باحترام وسط الجيش الاريتري الى الخرطوم، وفد من قيادة التحالف الوطني الاريتري المعارض ضم رئيسه عبدالله ادريس والامين العام حروي تدلا بايرو واجرى لقاءات مع المسؤولين وشرع في افتتاح مكاتب في الخرطوم وكسلا وبورتسودان.