اكدت المعارضة السودانية ان حكومة اديس ابابا طردت مقاتليها من الاراضي الاثيوبية "وحولتهم الى لاجئين"، واعتبرت هذا الاجراء "صفقة مع الخرطوم" في إطار النزاع الاريتري - الاثيوبي على الحدود بين البلدين اللذين وقعا الاحد الماضي اتفاقاً لوقف الحرب ومواصلة التفاوض لترسيم الحدود. وفي هذا الاطار، أكد مسؤول اريتري ل "الحياة" امس تعثر المفاوضات الجارية بين الجانبين في الجزائر، خصوصاً بعد مطالبة الوفد الاثيوبي بخفض عدد افراد الجيش الاريتري. وفي تطور ملفت في العلاقات الاثيوبية - السودانية، توجه وفد عسكري اثيوبي رفيع المستوى الى ميناء بورتسودان امس شرق السودان على البحر الاحمر لتفقد الاجراءات التي تنفذها سلطات الميناء منذ نحو ستة اشهر تمهيداً لمباشرة استخدام اثيوبيا الميناء لاستيراد وتصدير البضائع. وعلمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية في اديس ابابا، ان الوفد العسكري الاثيوبي مؤلف من ثلاثة ضباط برئاسة الجنرال برهانو نجاشي قائد إحدى جبهات القتال على الحدود الاريترية، ويرافقه وفد تجاري كبير. وسيجري الوفدان محادثات مع مسؤولين سودانيين لمناقشة تفاصيل استخدام الميناء عبر الطريق البري الذي يبدأ من بورتسودان الى منطقة القضارف داخل السودان امتداداً الى المناطق الحدودية الاثيوبية وصولاً الى اديس ابابا. واكدت المصادر نفسها، ان مهمة الوفد العسكري تتضمن تفقد الاجراءات التي اتخذتها السلطات السودانية اخيراً، خصوصاً المتعلق منها بالامن على الطريق البري، وضمان سلامة الشاحنات الاثيوبية لدى عبورها المناطق الحدودية في الاتجاهين من بورتسودان وإليه. يذكر ان اثيوبيا تحاول ايجاد بديل لميناء عصب الاريتري الذي كانت تمر عبره نحو 90 في المئة من الصادرات والواردات الاثيوبية قبل بدء نزاعها مع اريتريا في ايار مايو 1998، خصوصاً ان ميناء جيبوتي الذي تستخدمه اثيوبيا حالياً لا يستوعب كل حركة تجارتها. المعارضة السودانية بلا سلاح وفي اسمرا، قال الناطق باسم "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض الفريق عبدالرحمن سعيد في تصريحات ل "الحياة" ان اثيوبيا جردت قوات المعارضة من اسلحتها وحولت مقاتليها الى لاجئين. واستنكر الاجراء الاثيوبي في هذا الشأن، وقال انه "تم في اطار اتفاقات مع نظام الخرطوم في ضوء النزاع الاثيوبي - الاريتري على الحدود". ووصف قرار اديس ابابا طرد المعارضة السودانية بأنه "غير حكيم، خصوصاً ان اثيوبيا كانت تؤمن بعدالة قضيتنا". في موازاة ذلك، أكد مسؤول اريتري تعثر المفاوضات غير المباشرة، التي كانت تواصلت في الجزائر بعد توقيع وزيري الخارجية الاريتري هايلي ولد تنسائي والاثيوبي سيوم مسفن على اتفاق وقف النار. واشار الى تأجيلها حتى نهاية الشهر الجاري. وقال الناطق باسم الرئاسة الاريترية يماني غبري مسكل ل "الحياة" في اسمرا: "ان الوفد الاثيوبي ظل يقدم ذرائع بهدف نسف الاتفاق وعدم التوصل الى ترتيبات لنشر القوات الدولية وترسيم الحدود. ومن بين المطالب الاثيوبية غير الموضوعية الاصرار على خفض عدد افراد الجيش الاريتري". واضاف: "ان اثيوبيا ليست الجهة التي تحدد لنا حجم جيشنا. ومطلبها في هذا الشأن غريب وغير منطقي".