لندن - "الحياة" - قال الامين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك الفارو سيلفا كالديرون ان تجاوز الدول الاعضاء لحصص الانتاج التي حددتها المنظمة ليس مشكلة في الوقت الحاضر لان الاسعار مازالت داخل النطاق الذي حددته "أوبك" بين 22 و28 دولاراً للبرميل. وأضاف للصحافيين على هامش مؤتمر النفط والمال السنوي في لندن أنه لدى المنظمة آلية للتحكم في الوضع ولذلك لا يثير الامر قلق المنظمة في الوقت الحالي لان الاسعار تتحرك داخل هذا النطاق، لكنه حذر من ان المنظمة ستخفض الانتاج اذا تدهورت الاسعار دون حاجز 22 دولاراً للبرميل. وتراجع أسعار النفط أمس الى ادنى مستوياتها في خمسة شهور في بداية التعامل بعد ان اظهرت بيانات صناعة النفط ارتفاع مخزونات النفط الاميركية للاسبوع الرابع على التوالي، لكن الاسعار ارتفعت في الساعات التالية من التعامل بعد تصريحات الامين العام ل"أوبك". أبلغ الامين العام ل"أوبك" الصحافيين أمس انه يعتقد ان دول "اوبك" تلتزم الحصص الانتاجية، ولكن تضطر بعض الدول احياناً لزيادة انتاجها لأسباب خاصة طارئة "ولكن الوضع الحالي لا يثير قلقنا". وأكد ما ذكره امس رئيس "اوبك" الدكتور ريلوانو لقمان من ان المنظمة لديها احتياط فائض كبير يكاد يبلغ خمسة ملايين برميل يومياً. وكان سيلفا يتحدث للصحافيين في اليوم الثاني والأخير لمؤتمر "النفط والمال في عالم متغير" الذي عقد في لندن برعاية صحيفة "هيرالد تريبيون" الدولية وشارك فيه مديرون تنفيذيون ومسؤولون وخبراء في صناعة الطاقة من 33 دولة في العالم. ورداً على سؤال آخر قال سيلفا ان السعر الحالي الذي حددته "اوبك" بمعدل 22-28 دولاراً للبرميل معقول وملائم بالنسبة ل"أوبك" ولدول العالم والاستقرار الاقتصادي العالمي، مشيراً الى أن خفض وضبط الانتاج أدى الى بلوغ هذا المعدل المناسب. وحول احتمالات الضربة العسكرية ضد العراق وآثارها المحتملة، قال: "لا يعرف أحد عواقب الحرب والمنظمة تعمل لدعم السلام وتعمل من خلال سيناريو اقتصادي يقوم على استقرار النمو الاقتصادي في العالم وكذلك أسواق النفط". وشدد على ان المنظمة تعارض استخدام النفط "كسلاح للحرب" في الوقت نفسه. وزاد ان "اوبك" مستعدة في أوقات السلام لوفاء التزاماتها لتزويد العالم بالنفط ولكن في حالة نشوب حرب "لا نعرف عواقبها ويتعذر معرفة احتمالات الضربة العسكرية المحتملة ضد العراق بالنسبة لأوبك ولسوق النفط". ورفض ايضاً التكهن بالسعر الذي يمكن أن يصل اليه سعر برميل النفط في هذه الحالة. ورداً على سؤال آخر أعرب عن ثقته في آلية مراقبة التزام دول "أوبك" بنظام الحصص "وسنراقب الوضع وستتخذ لجنة المراقبة في المستقبل القرارات المناسبة"، مؤكداً ان الموقف من هذه الناحية تحت سيطرة المنظمة. وقال ان "ورشة عمل" تابعة ل"اوبك" ستعقد في بداية السنة المقبلة لمتابعة نظام الحصص، ولكنه لا يتوقع حدوث تغيير في هذا الشأن. وشدد" على أن المنظمة تتفاعل مع المتغيرات العالمية وستدخل التعديلات المناسبة "لأن العالم ليس ثابتاً ونحن نتحرك مع العالم". ودعا كالديرون في كلمته الرئيسية امام المؤتمر الى زيادة التعاون بين شركات النفط الوطنية والشركات النفطية العالمية من أجل دعم الاستقرار في أسواق الطاقة، مشيراً أيضاً الى أهمية استمرار الحوار بين دول "أوبك" والدول المنتجة من خارج المنظمة. ويرى كالديرون ان "أوبك" تحتاج الى استثمارات في مجال الطاقة في دولها المختلفة تقدر بمبلغ 10 بلايين دولار سنوياً. وحذر من أن المنافسة البالغة داخل المنظمة ولدى المنتجين الآخرين قد تؤدي الى انهيار الاسعار كما حدث في الماضي خلال أزمة عام 1986عندما هبط سعر البرميل الى أقل من عشرة دولارات. وشدد في هذا المجال على ضرورة اللجوء الى خفض الانتاج لدى دول "أوبك" وخارجها، اذا ما هبط السعر من جديد، ولكنه لا يتوقع ذلك حالياً. وأكد خبراء نفطيون عالميون خلال المؤتمر ان منطقة الشرق الاوسط تعتبر من اهم مناطق العالم بالنسبة لصناعة الطاقة، اذ لديها ثلثا احتياط النفط العالمي، اضافة الى سهولة الانتاج وانخفاض كلفته. وتحدث عن ذلك على نحو خاص الرئيس المدير التنفيذي لشركة "كونوكو فيليبس" جيمس مولف، الذي قال ان العالم سيعتمد على نفط الشرق الأوسط لعقود مقبلة طويلة، على رغم أي توسع في انتاج روسيا ومنطقة بحر قزوين. وأبرز متحدثون آخرون امام المؤتمر الآثار السلبية التي لحقت بصناعة الطاقة بعد احداث 11 أيلول سبتمبر والحرب ضد الارهاب، وكذلك الحرب المحتملة ضد العراق، علاوة على الفساد الذي وقع في شركات نفطية كبيرة. وقال المدير التنفيذي لمجموعة "رويال/داتش شل" بول سكيتر ان صناعة الطاقة واجهت سلسلة ازمات خلال التسعينات، ما ادى الى تقلبات كبيرة في الاسعار ومعدلات التركير. واضاف ان الصناعة تأثرت ايضاً بظروف الركود الاقتصادي العالمي وكذلك ارتفاع اسعار النفط عقب احداث 11 ايلول. وتحدث سكيتر ايضاً عن المتغيرات التي طرأت على دور شركات النفط الوطنية، اذ امتد نشاطها الى خارج حدود بلادها. وضرب مثالاً على ذلك بشركة "ارامكو السعودية" وشركة "بيميكس" اللتين اصبحتا شركاء ل"شل" في الولاياتالمتحدة الاميركية. وذكر ان التركيز داخل الشركات الوطنية للنفط اصبح اقل اهتماماً بتوفير اسواق لنفطها في الدول المستهلكة الكبيرة، اذ بدأت تهتم على نحو اكبر بالتوسع الاقليمي الانتقائي. العراق قال العراق أمس ان السوق النفطية العالمية ليست في حاجة الى زيادة انتاج النفط متهماً الادارة الاميركية بمحاولة ارباك هذه السوق أ ف ب. ونقلت صحيفة "الجمهورية" عن وزير النفط عامر محمد رشيد قوله "ان السوق النفطية العالمية ليست بحاجة الى ضخ كميات كبيرة من النفط الخام، وذلك يعود بالدرجة الاساس الى وجود توازن كامل بين العراق والطلب داخل السوق النفطية". وأضاف وزير النفط العراقي: ""غير ان التهديدات العدوانية ... للادارتين الاميركية والبريطانية ضد العراق هي التي خلقت حالة الارتباك والقلق في السوق العالمية". وعن موقف العراق من موضوع زيادة الطاقة الانتاجية، قال وزير النفط العراقي: "لقد كان ولا يزال موقف العراق ثابتاً ومعروفاً للجميع وتعزز هذا الموقف في مؤتمر الطاقة الوزاري لدول منظمة اوبك الذي اختتم اعماله أخيراً في اليابان". وقال مسؤولون في الاممالمتحدة أمس ان صادرات النفط العراقية قفزت الى ما يقرب من اربعة امثالها اذ وصلت الى 2.76 مليون برميل يومياً في الاسبوع المنتهي يوم الجمعة الماضي، الا ان متوسط الصادرات النفطية خلال اربعة اسابيع في اطار برنامج النفط مقابل الغذاء بلغ 1.78 مليون برميل يومياً في حين تصل قدرة العراق التصديرية الى 2.2 مليون برميل يومياً. الاسعار تراجع سعر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم كانون الاول ديسمبر في بورصة النفط الدولية في لندن في بداية التعامل أمس الى أدنى مستويات في خمسة شهور بعد ان اظهرت بيانات صناعة النفط ارتفاع مخزونات النفط الاميركية للاسبوع الرابع على التوالي. وهبط سعر "برنت" 12 سنتاً مسجلاً 24 دولاراً للبرميل بعد ان اغلق امس على ادنى مستوى في 19 اسبوعاً. لكن السعر تحسن في الساعات التالية من التعامل وارتفع "برنت" 20 سنتاً الى 24.34 دولار بعد تهديد الامين العام ل"أوبك" بخفض الانتاج اذا تدهورت الاسعار. وقال معهد البترول الاميركي رويترز أول من أمس ان مزونات النفط الخام الاميركية زادت 2.3 مليون برميل الى 291.6 مليون برميل في الاسبوع المنتهي في الاول من تشرين الثاني نوفمبر الجاري. وما ساعد في نمو المخزونات واردات الخام التي قفزت 9.35 مليون برميل يومياً من 8.8 مليون برميل يومياً في الاسبوع السابق، حسبما اظهرت بيانات معهد البترول. وعززت احدث بيانات اميركية من مخاوف السوق من تخمة في المعروض. وقالت وكالة انباء "أوبك" نقلاً عن امانة المنظمة ان سعر سلة خامات "أوبك" السبعة واصل الهبوط امس ليصل الى 24.39 دولار للبرميل مقابل 25 دولاراً يوم الاثنين.