أعلن في القدسالمحتلة مساء امس ان الانتخابات التشريعية الاسرائيلية ستجرى في 28 كانون الثاني يناير 2003 بعدما اختار رئيس الوزراء ارييل شارون حل الكنيست وتقديم موعد الانتخابات، واصفاً ذلك بأنه "القرار الأقل سوءاً". راجع ص 6 ويؤدي رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو اليوم اليمين القانونية امام الكنيست الاسرائيلية بصفته وزيراً للخارجية، ليشكل الذراع اليسرى لحكومة شارون الذي اختار شاؤول موفاز ذراعه اليمنى بتعيينه وزيراً للدفاع، وأعلن انه "لن يخضع للابتزاز السياسي". بذلك تتشكل "حكومة تصريف المصالح" ذات العمر المحدد بثلاثة اشهر، أقصى حكومة يمينية في تاريخ الدولة العبرية، واعتبر هذا التطور انتصاراً لسياسة "البلدوزر" شارون كما يصفه الاسرائيليون. وأكد مسؤول اميركي ان واشنطن ستواصل جهود السلام في المنطقة، مشيراً الى ان الحكومة الاسرائيلية "ديموقراطية، تجري انتخابات ككل الحكومات الديموقراطية". وتوجه شارون الى الرئيس موشي كتساف صباحاً لإبلاغه فشله في تشكيل حكومة يمينية ضيقة، مفاجئاً خصومه ومؤيديه، ثم أعلن تبكير موعد الانتخابات العامة وحل الكنيست، وهي خطوة كان وصفها قبل ساعات بأنها "غير مسؤولة". وأعلن في مؤتمر صحافي انه "لن يخضع للابتزاز السياسي" محمّلاً حزب العمل مسؤولية هذا القرار، واصفاً انسحاب الحزب من حكومة "الوحدة الوطنية" بأنه "نزوة سياسية". واستند شارون في قراره الى الحشد الاسرائيلي لمصلحة اليمين والذي يعد سابقة في الدولة العبرية، والى استطلاعات الرأي التي تشير الى فوز ساحق لحزبه ليكود في الانتخابات المقبلة، في ظل تفاهمه المخفي مع منافسه على زعامة الحزب نتانياهو وحتمية الفوز في الانتخابات التمهيدية، وضعف الأحزاب "اليسارية" بما فيها حزب العمل. وعلى رغم محاولات زعيم حزب العمل بنيامين بن اليعيزر امتطاء حصان "العدالة الاجتماعية" ومهاجمة "سياسة التفضيل تجاه المستوطنات"، بدا موقفه ضعيفاً، لا سيما انه كان شريكاً كاملاً في هذه السياسة على مدى سنتين. وتتمتع حكومة "تصريف المصالح" التي سيقودها الثلاثي شارون - موفاز - نتانياهو بصلاحيات أي حكومة عادية، مع "حصانة" ضد أي محاولة لإسقاطها بحجب الثقة عنها خلال الاشهر الثلاثة التي تسبق اجراء الانتخابات، ما يفتح الباب امام الثلاثي لانتهاج الخط السياسي الذي يريد. ويعتقد الفلسطينيون ان هذه المدة الزمنية كافية كي "يستكمل" موفاز الرئيس السابق لأركان الجيش خططه العسكرية ضدهم، وهذه المرة من الموقع السياسي - العسكري الأول. اما نتانياهو الذي عقد مؤتمراٍ صحافياً امس، ليعلن قبوله حقيبة الخارجية، فيرى محللون انه سيستفيد من كل دقيقة في التسعين يوماً المقبلة لتحقيق مأربين: أولهما حشد اكبر مقدار ممكن من تأييد الاحزاب اليمينية المتطرفة له، والتي تحالف معها على مدى الشهور الماضية، وترسيخ صورته بوصفه رئيس الوزراء المقبل، وفقاً لرؤية اليمين المتطرف الرافض قيام دولة فلسطينية مستقلة. ويرى الاسرائيليون ان "خسارة" شارون تكمن في فقدانه الواجهة الديبلوماسية - السياسية المحنكة الممثلة بوزير الخارجية السابق شمعون بيريز الذي يسقط خروجه من الحكومة "ورقة التوت" عن اسرائيل في المحافل الدولية. لذلك، كما يرى مراقبون، شدد شارون في كلمته امس على تمسكه الكامل بعلاقته مع ادارة الرئيس جورج بوش التي يرجح انها ستكون "حليفه الوحيد" في الأيام المقبلة.