مثل كرة الثلج زادت الضجة حول مسلسل "فارس بلا جواد" المقرر أن يعرضه التلفزيون المصري وقنوات أخرى بدءاً من أول أيام شهر رمضان المبارك. وفي حين استنفر المثقفون للدفاع عن المسلسل باعتباره "عملاً وطنياً"، وتصر القاهرة على عرضه رغم الاعتراضات الإسرائيلية والاحتجاجات الأميركية التي تراه عملاً معادياً للسامية، ظهر متغيرٌ جديد في القضية، وطرحت معلومات تشير إلى أن الفارس الذي يفخر به المصريون "ليس إلا جاسوساً" وأن البطل الوطني الكبير "ما هو إلا محتال". وتشير إعلانات المسلسل إلى أنه من تأليف بطله محمد صبحي والكاتب محمد بغدادي بالاستناد الى كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون" المثير للجدل، لكن الكاتب ممدوح الشيخ ظهر فجأة إلى سطح الأحداث ليعلن أنه أول من أعاد نشر رواية "اعترافات حافظ نجيب" وهو الشخص الذي تدور حوله الأحداث والتي دوّنَ فيها وقائع من سنوات حياته بين عامي 1855 و1909. وأعاد الشيخ نشر الرواية العام 1996 بوصفها نصاً أدبياً "وليس بوصفها سيرة مناضل". وفي مقابل عشرات المقالات والمقابلات التلفزيونية والندوات التي نظمت للتصدي لپ"الهجمة الصهيونية والاميركية على المسلسل"، كشف الشيخ ما اعتبره حقائقَ كانت غائبة. وأكد أن المذكرات التي دونها نجيب بنفسه "لم يرد فيها أي شيء عن نضال ضد الصهاينة". وأن نجيب "لم يتعلم التنكر والتخفي من الزعيم الوطني عبد الله النديم بل إنه عمل في الاستخبارات الفرنسية التي التحق بها وتلقى تدريبه فيها وتجسس لحسابها في ألمانيا". واستغرب الشيخ "محاولة إضفاء بُعد وطني على مسلسل يتحدث عن حياة شخص التحق بالجيش الفرنسي أثناء ذروة الهجمة الاستعمارية الغربية على العالم العربي". لافتاً إلى أن نجيب "كان أحد ضباط الجيش الفرنسي المحتل في الجزائر"، وأوضح "أن نجيب دخل السجن مرتين محكوماً في قضايا احتيال وأن الشطر الأكبر من حياته قضاه مجرماً فاراً من العدالة محكوماً بالعديد من الأحكام في قضايا احتيال عدة صنعت شهرته بوصفه أشهر محتال في مصر" آنذاك. وأكد الكاتب أن نجيب "لم يكن له موقف محدد من اليهود أو الديانة اليهودية"، مدللاً على ذلك بأن مذكراته "بها تصريح جازم بأنه أقام علاقة خاصة جداً استمرت سنوات مع يهودية غير مصرية ساعدته على الهروب من السجن والاختفاء من الشرطة". وقال الشيخ: "إذا تجاوزنا المذكرات التي ينتهي سياقها عند العام 1909 فإننا نصبح أمام معلومات متناثرة عن هارب من العدالة، ألّفَ، وهو فار، كتابين في الفلسفة ونشرهما باسم مستعار"، واضاف: "لا شك أن من حق أي مبدع أن يستلهم الشخصية ليبني أحداثاً مفترضة، لكنها عندئذ تظل أحداثاً خيالية أو مفترضة لا مثالاً حقيقياً حدث بالفعل".