احتجت وزارة الخارجية الامريكية أن الولاياتالمتحدة لدى مصر على مسلسل يعتزم التلفزيون المصري بثه ويتضمن عناصر من خطاب التيارات المعادية لليهود في القرن التاسع عشر. وقال الناطق باسم الخارجية ريتشارد باوتشر أن دبلوماسيين امريكيين اجروا اتصالات بدول أخرى في الشرق الأوسط حيث يتوقع أن يعرض المسلسل المصري (فارس بلا جواد) الذي يرتكز الى كتاب (بروتوكولات حكماء صهيون). واوضح باوتشر للصحافيين انه مسلسل يقولون انه يتناول مواضيع أخرى لكنه يتضمن او يرتكز الى بروتوكولات حكماء صهيون. واستخدمت المانيا النازية ودول أخرى في أوروبا الوثيقة التي تكشف مؤامرة صهيونية للهيمنة على العالم، ذريعة لاضطهاد اليهود.. وأضاف باوتشر لقد طرحنا المسألة مع مصر وحكومات أخرى. ورفض التعليق على مضمون الرسائل الامريكية الا أن مسؤولا كبيرا في الخارجية الامريكية أكد لاحقا أن البرنامج لا يروق لواشنطن التي ترى انه يستند الى مصادر غير موثوق بها وعنصرية. وقال المسؤول للصحافيين لا نعتقد أن على محطات التلفزيون الحكومية عرض برامج نراها عنصرية وغير صحيحة. وكان وزير الاعلام المصري صفوت الشريف اعلن الاربعاء ان المسلسل من 41 حلقة سيعرض خلال شهر رمضان وانه لا يشجع على معاداة السامية.. وقال ان سياسة وسائل الإعلام تقضي باحترام جميع الأديان السماوية. وفي رسالة الى وزير الخارجية الاميركي كولن باول وصفت رابطة مكافحة القدح والذم للدفاع عن حقوق اليهود ومقرها الولاياتالمتحدة البرنامج بانه آخر حلقة في مسلسل التحريض على معاداة السامية في وسائل الإعلام المصرية. كما حذرت الرابطة من انه قد يكون للمسلسل وقع يتجاوز حدود مصر نظرا الى ان المحطة الفضائية دريم تي في التي تعرض البرنامج يلتقط بثها في جميع أنحاء الشرق الأوسط ويتابع عدد كبير من المشاهدين المسلسلات خلال شهر رمضان. وفي 25 اكتوبر قال كاتب افتتاحية في صحيفة نيويورك تايمز انه يبدو ان المسلسل المثير للجدل يترسخ شيئا فشيئا في انحاء العالم العربي. من جهته نفى محمد صبحي بطل المسلسل الذي سيعرض اعتبارا من الاول من شهر رمضان الاتهامات باللاسامية (معاداة اليهود) التي وجهت الى هذا المسلسل بسبب ارتكازه الى كتاب بروتوكولات حكماء صهيون.. وقال أن المسلسل لم يقدم اجابة على زيف او حقيقية كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون" معتبرا ان ما تمارسه اسرائيل على ارض فلسطين اكثر خطورة من الكتاب. واضاف صبحي لا اعير اي انتباه الى كل ما تحدث ويتحدث به الاميركيون والاسرائيليون والاتهامات التي وجهوها للمسلسل وافتخر بالحكومة المصرية التي وقف وزير اعلامها صفوت الشريف مدافعا عن حرية الابداع والفكر. وتابع صبحي ان وزير الاعلام اكد ان مجتمعنا لا يتعدى على الاديان الاخرى موضحا ان اللجان الرقابية المصرية شاهدت المسلسل ولم تجد فيه اي شيء يتعارض مع قيمنا او مع الاديان. واضاف نعلم ان الكتاب المثارة حوله الضجة كان محظورا خلال 100 عام لانهم كانوا يعملون في الخفاء وهاهم الان يعملون في العلن لكننا لم نصدر بحقه حكما وهل هو حقيقة ام هو مفبرك. واضاف نعير اهتماما فقط للحركة الصهيونية التي القت شباكها لسرقة وطن من شعبه (...) وديننا الاسلامي علمنا الا نتعدى على اي دين اخر او رجال دين ونحن نتعرض فقط للفكر الصهيوني وهيمنته. يشار الى وجود روايات عدة ومتناقضة حول حقيقة بروتوكولات حكماء صهيون. والشائع ان الاستخبارات الروسية كشفت عام 1870م عن كتاب يدون مؤامرات احبار اليهود للسيطرة على العالم.. لكن الاوساط اليهودية تنفي ذلك بشدة وتتهم اجهزة امن القيصر اسكندر الثاني بكتابته بهدف شحذ العواطف ضدهم وسط تصاعد موجة اللاسامية في روسيا وقتذاك. وكانت صحيفة يديعوت احرونوت قد هاجمت فيها بشدة المسلسل وسماح السلطات المصرية ببثه. وقالت في نشرتها الالكترونية على الانترنت باللغة العربية لو رغب الرئيس المصري حسني مبارك بمنع هذا المسلسل لتمكن بكل تأكيد مضيفة لكن مبارك يعتبر الدعاية الفظيعة المعادية لليهود صماما امنيا وشرعيا لمواجهة البخار الإسلامي الأصولي، الذي يتكاثف في الشارع المصري. واعتبر المقال ان الرئيس المصري مخطئ لان تشجيع المعاداة لليهود لم ينقذ أي نظام في العالم. واضاف المقال ان كتاب بروتوكولات حكماء صهيون كان جزءا من التحريض الروسي أيام القيصر وكانت الرسالة "أضربوا اليهود لتنقذوا روسيا" (...) لكن امبراطورية القيصر لم تنج فقد اسقطتها الثورة في اشارة الى الثورة الشيوعية عام 1917. وختمت الصحيفة مقالها قائلة هذه هي عبرة يجدر بالرئيس المصري حفظها قبل البدء ببث هذا المسلسل، الذي يبعث رسالة كراهية، ويتناقض في روحه ومضمونه ليس مع اتفاق السلام مع إسرائيل فقط، بل مع الأخلاق الإنسانية. والمسلسل من 41 حلقة يتطرق الى فترة 1850-1948 في المنطقة العربية ضمن مراحل الاحتلال المختلفة التي تعرضت لها مصر من العهد العثماني الذي استمر حتى عام 1882 الى البريطاني ومن ثم وعد بلفور عام 1917 حتى هزيمة الجيوش العربية امام اسرائيل عام 1948. ويبدأ البطل باسترجاع هذه الفترات عام 1948 مع اعلان قيام دولة اسرائيل. واوضح صبحي انه من الصعب تصنيف المسلسل فهو يجمع بين الكوميديا والدراما والتاريخي والمعاصر لكن الصدمة الكبرى انك لن تجد في حلقاته ما هو اشرس من دقيقة واحدة تعرضها شاشات تلفزيونات العالم للمذابح التي يتعرض لها الفلسطينيون. من جهته، قال كاتب السيناريو والاغاني محمد بغدادي ان المسلسل دراما اجتماعية سياسية مكتوبة على اساس خلفية تاريخية (...) ونستفيد دراميا من كتاب بروتوكولات حكماء صهيون. ويقوم محمد صبحي بلعب شخصية حافظ نجيب الذي قاد المقاومة ضد الانكليز. وخلال ذلك يقع في يده كتاب باللغة الروسية يبحث عمن يترجمه فيكتشف انه بروتوكولات حكماء صهيون وان العدو الرئيسي ليس الانكليز. وتكتشف الاوساط الصهيونية في مصر ان الكتاب بحوزته فتحاول ان تغتاله وتسترده لمنع تداوله. ولخص بغدادي موقفه بانه ليس لدينا اية مشاكل مع اليهود ولكننا ضد عنصرية الصهاينة. والى جانب صبحي، تلعب الفنانة سيمون دور كونتيسة إسبانية من أم مصرية متعاطفة مع البطل وتحاول مساعدته في حين يقوم الفنان عهدي صادق والفنان محمود ابو زيد بدور شخصيات صهيونية. واخرج المسلسل احمد بدر الدين الذي سيعرض في شهر رمضان على 22 قناة عربية بينها القناة الثانية المصرية وفي سوريا والسعودية والامارات والعراق ولبنان ودول عربية أخرى. محمد صبحي