فور إعلان وزير الإعلام صفوت الشريف واتحاد الإذاعة والتلفزيون موافقتهم على عرض مسلسل (فارس بلا جواد ) لمحمد صبحي واخراج احمد بدر الدين على شاشات التلفزيون المصري وبعض الفضائيات العربية خلال رمضان المقبل ،أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية على لسان الحاخام ميخائيل ملكيئور ان بث هذا المسلسل يضر بالتعاون المشترك في المنطقة والعلاقات الإسرائيلية المصرية. لم يقتصر الامر على ذلك بل وضعت إسرائيل محمد صبحي على قائمة المعادين للسامية ، مبررة ذلك باعتماد المسلسل على كتاب محاضر حاخامات صهيون الذي يعتبره اليهود أشهر الكتب معاداة للسامية في العالم رغم تأكيد صبحي بأنه اعتمد في المسلسل على مذكرات حافظ عفيفي،! وتدور أحداث المسلسل الذي تأخر عن العرض العام الماضي بسبب مشكلات فنية وسياسية حول المؤامرة الصهيونية للاستيلاء على فلسطين. وتعتبر اسرائيل كتاب محاضر حاخامات صهيون الذي يوثق خطة اليهود للسيطرة على العالم بأكمله.و تم تأليفه قبل حوالي 100 عام وترجمُ منذ بداية القرن العشرين الى عشرات اللغات وبيع بآلاف الطبعات.بانه مؤامرة ضد اليهود. يشارك في المسلسل الذي يعد من اضخم مسلسلات التلفزيون إنتاجا بمشاركة محمد صبحي 200ممثل مصري ،ويناقش المؤامرة الصهيونية لتأسيس دولة عبرية تمتد من نهر النيل حتى نهر الفرات بجانب وصف المسلسل كيف قتل الصهاينة خمسة أشخاص بسبب كشفهم هذه المحاضر من خلال اربع عشرة شخصية يجسدها صبحي هي دوره في المسلسل. وكانت وزارة الخارجية الاسرائيلية قد مارست ضغوطا سياسية كبيرة لمنع عرض هذا المسلسل من العام الماضي عن طريق السفارة الاسرائيلية بالقاهرة والجاليات اليهودية بالولايات المتحدةالامريكية ،مما تسبب في تأخير عرض المسلسل عاما كاملا عن العرض.وذكر نائب وزير الخارجية الاسرائيلي ان الفضائيات العربية بها الكثير والكثير من الاعمال اللا سامية. ويقوم صبحي بشخصية حافظ عفيفي كما هو في الواقع وطبقا لمذكراته الشخصية التي نشرت في عام 1946، والتي اعاد الكاتب والباحث ممدوح الشيخ تقديمها عام 1996 ،وحافظ كان يمارس الاحتيال والنصب وكان ضابطا، وجاسوسا وشاعرا، ومحتالا، وخادما اخرس، وقسيسا وفي حياته العديد من الاسرار المرتبطة بهذه المهنة فقد أحب أميرة روسية وحاولت اغتياله، كما اقام علاقة بالزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد، ودخل الدير بواسطة الاحتيال فكتب شعرا، ورشح أسقفا للحبشة، وخدم مع الجنرال جورو في الجزائر وفي المخابرات الفرنسية، وطارده البوليس المصري فألف كتابين في الفلسفة. وعن المسلسل والادعاءات والمزاعم الصهيونية يقول صبحي انه يعمل في المسلسل منذ ثمانية اعوام لكشف الادعاءات الصهيونية الحقيقية في المنطقة بالاعتماد على مذكرات هامة ومدعمه بمذكرات كثيرة وتقارير رسمية ، ويرى صبحي أن السبب في هذه الهجمة الصهيونية هو كشف المسلسل لمخططات الصهيونية للاستيلاء على فلسطين وترجمت اسرائيل بالمسلسل منذ بدء تصويره، ووصل تربعهم الى احتجاجات علنية.. كان لها صداها في الكونجرس الأميركي الذي ناقش الأمر،ويؤكد صبحي ان هذا المسلسل يعد أول عمل درامي يتعرض بأسلوب ساخر لبداية تكوين الفكر الصهيوني ويغطي الفترة من تولي الخديوي سعيد عام 1855 وحتى وعد بلفور عام 1917 وما استتبع ذلك من أحداث مؤسفة يدفع العرب ثمنها حتى الآن.. ولا يخفى الفنان محمد صبحي اعجابه الشديد بالعمل ويقول، أشعر أحيانا بأنني بذلت جهدا أكبر مما يجب، وكان أسهل لي أن أقدم أفلاما تسجيلية واعلق عليها بصوتي،كما يقدم المسلسل نموذج للبطل الشعبي المصري في زمن الاحتلال من خلال حافظ الذي عاش في طفولته زمن الاحتلال العثماني ثم كبر مع تواجد قوات الاحتلال البريطاني الى أن شهد فلسطين تغتصب على أيدي ابناء صهيون ليقيم عليها اليهود دولتهم ليزداد الموقف اشتعالا في المنطقة العربية ، ويكشف صبحي ان كل المشاهد التي تظهر فيها شخصيات يهودية وإسرائيلية مدتها المجمعة ساعة واحدة فقطا ،اما عن السبب في الهجوم والغضب الإسرائيلي هو أنه يناقش سؤالا طرح نفسه بعد أحداث 11 سبتمبر هو.. هل مقاومة الاحتلال وطنية مشروعة أم ارهاب؟ وكان تأثير اللوبي الصهيوني بامريكا قد نجح في منع خبراء المكياج الأمريكان عن عدم الحضور الى القاهرة للعمل معه في تنفيذ الماسكات التي يستخدمها في التنكر من خلال أحداث حلقات المسلسل رغم حضورهم قبل ذلك ويشارك صبحي في المسلسل الطفل هادي الذي يقدم شخصية البطل الشعبي حافظ نجيب ويصفه صبحي بانه خامة فنية طيبة ينتظره مستقبل بجانب جميل راتب وسيمون واشرف عبدالغفور ومها أبوعوف ومجدي صبحي وأيمن عزب وشعبان حسين وهناء الشوربجي ووفاء عامر وشوقي طنطاوي وعبدالله مشرف ومجموعة أخرى من الوجوه الجديدة. وتزيد ميزانية المسلسل على 10 ملايين جنيه بالاشتراك مع مدينة الانتاج الاعلامي . ويذكرنا الموقف الإسرائيلي من المسلسل بموقف سيئ الذكر ببنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق عندما أبلغ الرئيس عرفات أيام مفاوضات واي بلانتيشن اعتراضه وامتعاضه من إحدي حلقات البرنامج التليفزيوني الفلسطيني افتح يا سمسم لعرضها لقطة لطفلة صغيرة فلسطينية وهي تلعب بعروستها الناطقة التي تردد فلسطين لنا.. والقدس عربية قائلا: إن العروسة بترديدها هذه الكلمات تنمي لدى الطفلة ومثيلاتها من الأطفال الفلسطينيين والعرب روح الانتماء لفلسطين والمقاومة ضد إسرائيل. وليس هذا الرفض والتزمر الصهيوني هو الاول ضد المسلسلات او الاعمال الدرامية على شاشات التلفزيون العربي بل كان برنامج شارونيات العام الماضي الذي تم عرضه بقناة ابو ظبي والكويت للمؤلف يوسف معاطي النصيب من الزعم الصهيوني وكان رد الفعل الإسرائيلي علي البرنامج هو المزيد من الاحتجاجات ووصفه بأنه يكرس العداوة ضد السامية واليهود.