لندن، انقره - "الحياة"، رويترز - تعهد حزب العدالة والتنمية التركي امس الاثنين باستكمال الاصلاحات اللازمة للحصول على الدفعة التالية من قروض صندوق النقد الدولي قبل ان يبحث في امكانات تعديل برنامج الاصلاح الذي تدعمه قروض من الصندوق بحجم 16 بليون دولار. وكان الحزب حقق فوزاً ساحقاً في الانتخابات التي أجريت الاحد ويواجه الآن سلسلة من التدابير الاصلاحية التي لم تكملها الحكومة السابقة من اجل صرف دفعة قدرها 1.6 بليون دولار من قروض الصندوق. وقال علي جوسكون المتحدث باسم الشؤون الاقتصادية في الحزب لرويترز "سنستكمل المراجعة اولاً ثم يمكننا تنفيذ تعديلات اذا اقتضى الامر باتفاق الجانبين، وان الحزب سيقترح على البرلمان الاصلاحات القانونية التي تتوقف عليها المراجعة التي تسبق صرف الدفعة الجديدة من القرض وهي الرابعة في الاتفاق الحالي بين تركيا وصندوق النقد". ومن التدابير التي يتعين اتخاذها اصلاحات ضريبية والاستغناء عن موظفين في القطاع العام واتخاذ خطوات تمهيدية لتخصيص مؤسسات رئيسية. وكان ممثلون عن مؤسسات مصرفية وقانونية بريطانية اعلنوا امس في العاصمة البريطانية انهم "سيتريثون في بت خطوات كانوا يتفاوضون على تنفيذها في مجالات اصلاح مؤسسات اقتصادية تركية وفي مشاريع قروض لشركات تركية كبيرة بانتظار اتضاح مسار الحكومة الجديدة في المجال الاقتصادي". وقال جوسكون ان حزب العدالة والتنمية يرى ان كل التعهدات التي التزمت بها تركيا من قبل للصندوق "ملزمة الى ان يتم التوصل الى اتفاق في شأن التعديلات المحتملة". ورحب برد الفعل الايجابي للاسواق على فوز حزبه الساحق في الانتخابات اذ ارتفع مؤشر بورصة اسطنبول بنسبة 7.2 في المئة في نهاية الجلسة الصباحية امس. لكن الليرة التركية تراجعت الى مستوى قياسي مسجلة اكثر من 1.7 مليون ليرة للدولار صباح الاثنين. وبلغ سعر الدولار 1.724 مليون ليرة للدولار في المعاملات المبكرة انخفاضا من اغلاق الجمعة على 1.686 مليون ليرة، ومقارنة مع الانخفاض القياسي الذي بلغته مطلع تموز يوليو عند 1.706 مليون ليرة للدولار. وكان مؤشر الاسهم الرئيسي لبورصة اسطنبول ارتفع 2.07 في المئة الى 10428.77 بعد فترة وجيزة من بدء التعاملات. من جهة ثانية دعت الجمعية التركية لرجال الاعمال والصناعيين حزب العدالة والتنمية الى مواصلة البرنامج الاقتصادي لاخراج تركيا من اسوأ ركود تشهده. واكدت في بيان "ان برنامج الاصلاح الاقتصادي الذي ابرم مع صندوق النقد الدولي يجب ان يتواصل". وبعدما هنأت الحزب على الفوز اكدت الجمعية، التي تتمتع بنفوذ كبير، على اهمية ان تتبنى الحكومة اتجاه التقارب الاقتصادي مع اوروبا. كما تعهد زعيم الحزب رجب ارضوغان بجعل تركيا بلداً أكثر انفتاحاً وجذباً للاستثمارات الاجنبية. وقال: "اننا نعمل بالكامل لصالح الاستثمارات الاجنبية وسنكون اكثر انفتاحا من ذي قبل".