طلب وزير المال البريطاني غوردون براون من وزارة الدفاع وضع استراتيجية جديدة للمشاركة في الحرب على العراق لا تعتمد على نشر قوات برية، لأن وزارته لا تستطيع تمويل العملية. وعشية أسبوع حاسم في مجلس الأمن، جدد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف، خلال اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني جاك سترو، الدعوة إلى عودة المفتشين الدوليين بسرعة إلى العراق، وأكدت موسكو أن القرار في شأن العراق يعود إلى مجلس الأمن وليس إلى دولة بعينها. وأعلن وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان "كله أمل بالتوصل إلى اجماع على قرار في مجلس الأمن". لندن، موسكو، واشنطن، نيويورك - "الحياة"، رويترز، أ ب، أ ف ب - طلب وزير المال البريطاني غوردون براون من المخططين العسكريين وضع خطط جديدة بعد أن قدر بحوالى ثلاثة بلايين جنيه 69،4 بليون دولار أو 71،4 بليون يورو كلفة المشاركة البريطانية في حملة بقيادة اميركية على العراق. وتتجاوز هذه القيمة كلفة المشاركة البريطانية في حرب الخليج عام 1991 بنصف مليون جنيه استرليني 4،1 بليون دولار حسب المصدر نفسه. وأوضحت صحيفة "ديلي تلغراف" أن "المسؤولين العسكريين غاضبون لكونهم مرغمين على خفض العديد الذي يعتبرونه ضرورياً لشن الحرب". وأضافت ان نصف كلفة الثلاثة بلايين جنيه ستخصص لنشر فرقة مدرعة في الكويت لمواجهة الحرس الجمهوري العراقي. وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع: "طلبوا من المخططين في القيادة العامة المشتركة للأركان وضع خطة لا تتطلب نشر قوات برية". ونقلت الصحيفة عن مصدر آخر ان "كبار المسؤولين مستاؤون جداً من ذلك". وقدر المخططون العسكريون المساهمة البريطانية في عملية تستمر اكثر من سنة وتتطلب قوة تبقى في المنطقة بعد الحرب بما لا يقل عن 15 بليون جنيه 45،23 بليون دولار أو 55،23 بليون يورو. روسيا: مجلس الأمن وحده يقرر التدابير اللازمة وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن ايفانوف وسترو ناقشا أمس في اتصال هاتفي الوضع في العراق، عشية اسبوع مصيري في الاممالمتحدة بالنسبة إلى القرار الجديد المنتظر حول العراق. وجاء في البيان الصادر عن الخارجية الروسية ان ايفانوف شدد على "ضرورة استئناف المفتشين أعمالهم بأسرع وقت ممكن". وتعارض موسكو، العضو الدائم في مجلس الأمن، الموقفين الاميركي والبريطاني المطالبين بقرار يفتح الباب امام اللجوء التلقائي الى القوة في حال عدم تجاوب العراق مع القرار الجديد المتعلق بمهمة المفتشين الدوليين. وأعلنت الخارجية الاميركية الجمعة ان واشنطن تتوقع حصول تصويت على القرار في مجلس الامن "خلال أسبوع تقريبا". واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف في تصريح إلى وكالة "ايتار تاس" انه يعود الى مجلس الامن وليس الى دولة وحيدة، ان يقرر التدابير الواجب اتخاذها "لضمان احترام العراق قرارات" الاممالمتحدة، في اشارة الى الولاياتالمتحدة. وقال إن السؤال الرئيسي في اطار القرار الجديد المحتمل صدوره من مجلس الامن هو "من يتخذ القرار في حال لم يحترم العراق مقررات الأممالمتحدة، وماذا ستكون انعكاسات ذلك". وأبدت واشنطن في الأيام الأخيرة مؤشرات إلى نفاد صبرها حيال الوضع، وأعلنت أنها تنتظر تصويتاً على القرار "في غضون اسبوع". وكرر فيدوتوف تصريحات وزير خارجيته ومفادها ان "تباينات مهمة لا تزال قائمة في ما يتعلق بعدد من المسائل الرئيسية" بين اعضاء المجلس على رغم "بعض التقارب في المواقف". وقال إن المهمة الرئيسية لمجلس الأمن تتمثل حالياً في تنسيق المواقف حول "اللجوء التلقائي الى القوة أو عدمه وتدابير التفتيش" لنزع سلاح العراق. وأضاف ان عمليات التفتيش يجب ان تكون "قابلة للتنفيذ وفاعلة ومطابقة بدقة للمهمة التي حددها" مجلس الأمن. أنان يأمل باجماع في مجلس الأمن وأعلن فيشر الجمعة في نيويورك أن أنان يأمل في التوصل الى اتفاق بالاجماع في مجلس الامن الدولي حول قرار لنزع اسلحة العراق. وقال بعد محادثات أجراها مع انان، إن الامين العام "مفعم بالأمل بأن يتوصل مجلس الأمن الى اتفاق بالاجماع". وأشار إلى ان بلاده لا تزال "مرتابة" من استعمال القوة للتأكد من ان بغداد تحترم قرارات الاممالمتحدة. وأوضح انه بحث مع الامين العام للامم المتحدة الوسائل الكفيلة "الحؤول دون عمل عسكري من خلال تطبيق جميع القرارات المتعلقة بهذه المسألة". واضاف ان "الكرة في ملعب بغداد لاحترام هذه القرارات بشكل كامل وتحاشي العمل عسكري" العراق يتهم أميركا بالسعي إلى "احتواء المفتشين" نشرت صحيفة القادسية أمس أن الادارة الاميركية تسعى الى "احتواء" لجنة التفتيش والوكالة الدولية للطاقة الذرية و"فرض الوصاية" عليهما "تمهيداً لشن عدوان عسكري على العراق". ووصفت الصحيفة الاجتماع بين الرئيس الاميركي جورج بوش وهانز بليكس كبير المفتشين بأنه "غريب"، وقالت إنه يأتي "وسط التصريحات المتكررة لبوش الصغير باستعداده لرفض أي قرار لمجلس الامن لا يتيح له شن العدوان العسكري على العراق". وكان بلكيس التقى الاربعاء في واشنطن مستشارة شؤون الأمن القومي الاميركي كوندوليزا رايس ووزير الخارجية كولن باول. وأضافت ان "اللعبة الاميركية الجديدة القديمة باتت مفضوحة بأهدافها ومراميها للقاصي والداني، وبات الموقف الاميركي العدواني ضد العراق موضع رفض وازدراء وسخرية العالم كله". واعتبرت صحيفة "العراق" التحركات في مجلس الأمن لاصدار قرار جديد "محاولات تهدف إلى تمييع القضية الاساسية المتمثلة برفع الحصار المفروض على العراق" وأكدت أن "ادارة الشر الاميركية تسعى بشكل محموم الى اذابة مطالب العراق ودفع مجلس الامن الى الهرب من تنفيذ التزاماته المتقابلة بوضع مستحقات العراق موضع التنفيذ من خلال المماطلة والتعنت على استصدار قرار جديد من مجلس الامن والتدخل في شؤون المنظمة الدولية". أما صحيفة "بابل"، التي يديرها عدي صدام حسين النجل الأكبر للرئيس العراقي، فأشارت الى ان بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير "يمثلان دورين في مسرحية هزلية ليضحكا الناس فيها عليهما".