لندن - "الحياة" - أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" امس ان مجموعة عمل تضم معارضين عراقيين انجزت، برعاية وزارة الخارجية الاميركية، وثيقة في عنوان "الانتقال الى الديموقراطية في العراق" تتناول مهمة تحويل البلاد من ديكتاتورية الى ديموقراطية علمانية خلال سنتين او ثلاث سنوات اذا اُطيح الرئىس صدام حسين. وأضافت الصحيفة ان واضعي الوثيقة الرئيسيين ناقشوها الاثنين الماضي في اجتماع مع كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي ومسؤولين آخرين في البيت الابيض. وزادت ان رايس دعت المجموعة الى لقاء آخر الاسبوع المقبل لمزيد من النقاش حول افكارهم. وذكر مسؤولون أنها عبّرت في وقت سابق عن تحفظات عن تشكيل حكومة انتقالية يمكن ان تستبعد بدائل داخلية للمعارضة في المنفى. وأكدت الصحيفة ان الوثيقة، التي تقع في 98 صفحة، تتضمن مجموعة من المبادئ التي يقول واضعوها انها تحظى بتأييد واسع بين تنظيمات المعارضة، مثل الديموقراطية والفيديرالية واحترام حكم القانون وحقوق الانسان، بالإضافة الى "خريطة طريق" للانتقال الى حكومة يبدأ تشكيلها في المنفى. وكان مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية رحّب الاثنين الماضي بما وصفه بآخر "مسودة" للوثيقة، وأيد مبادئ رئيسية عدة تضمنتها. لكنه اوضح ان الادارة لا تدعم "خريطة الطريق" التي اقترحتها الوثيقة وانها تعارض أي جهد لتشكيل حكومة في المنفى يمكن ان "تستبعد" معارضين محتملين لنظام صدام. وزادت الصحيفة ان بعض القضايا لا تزال موضع خلاف إلى درجة ان واضعي الوثيقة ارتأوا عرض خيارات أو تأجيل مناقشتها. وعلى رغم انهم اقترحوا تطبيق عملية تطهير مماثلة ل"إزالة النازية" في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية، فإن الوثيقة لاحظت ايضاً ان بعض تنظيمات المعارضة يعارض بقوة حظر نشاط حزب البعث. وعلى رغم ان واضعي الوثيقة يؤيدون بشكل واضح فصل الدين والدولة، فانهم ارجأوا القضية المتعلقة بما ينبغي ان تكون عليه العلاقة بين الدولة الجديدة والدين. وأشار التقرير الى ان العقبة الاساسية بالنسبة الى ادارة بوش تتمثل في العملية المؤلفة من مرحلتين التي تتبناها الوثيقة. وقال كنعان مكية، احد المشاركين الرئيسيين في اعداد الوثيقة: "نريد ان تخرج من هذه العملية قيادة ذات هوية معروفة، قيادة يمكن ان تصبح الزعامة المقبلة للعراق". ولتحقيق هذا الهدف، توكل الوثيقة دوراً محورياً في تشكيل "السلطة الانتقالية" الى جماعات المعارضة في المنفى والى الاكراد في شمال العراق. ويتوقع ان تُطرح الوثيقة على مؤتمر للمعارضة العراقية يفترض عقده في لندن في 10 الشهر المقبل.