سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اسرائيل سربت تقريراً لاستخباراتها العسكرية يطالب بتعديلات جوهرية على خطة التسوية . مسؤولون أميركيون كبار يناقشون اليوم وغداً "خريطة الطريق" مع شعث ومدير مكتب شارون
الناصرة - "الحياة" - استبقت اسرائيل اجتماعاً يعقده نواب عدد من كبار المسؤولين في الادارة الأميركية في واشنطن اليوم لبحث المسودة المعدلة للمبادرة الأميركية - الأوروبية لحل النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني المعروفة ب"خريطة الطريق"، بالتسريب الى وسائل اعلامها عن معارضة قادة الجيش لها وتحذيرهم صناع القرار في اسرائيل من "الاضرار الجسيمة" التي قد تلحقها المسودة باسرائيل ودعوتهم الى العمل الجدي لاقناع واشنطن بضرورة إحداث تغييرات جذرية عليها قبل بلورتها نهائياً. ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن مصادر عسكرية موثوقة ان رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الميجور جنرال أهارون زئيفي فركش رفع، أول من أمس الى كل من رئيس الحكومة ووزيري الخارجية والأمن مذكرة تتناول "الاضرار المتوقعة" والخطوات الواجب اتخاذها فوراً للحؤول دون اقرار "اجتماع النواب" اليوم الخريطة تمهيداً لاقرارها نهائياً في اجتماع خاص تعقده الرباعية الدولية في واشنطن في العشرين من الشهر المقبل. اضافت الاذاعة ان المذكرة تضمنت انتقادات غير مباشرة للمسؤولين الثلاثة على ما وصفته عدم ايلائهم مسودة الخريطة الاهتمام الكافي لاعتبارات انتخابية. وزادت ان مسؤولين في وزارة الخارجية اتهموا رئيس الحكومة ارييل شارون بالانشغال في المعركة الانتخابية على نحو حال دون انجاز تفاهم بينه وبين الادارة الاميركية حول الخريطة "التي قد تصبح، بعد الحرب على العراق، الأساس للتسوية السلمية للنزاع الاسرائيلي - الفلسطيني". وكان وزيرا الخارجية والدفاع بنيامين نتانياهو وشاؤول موفاز انتقدا فور تسلمهما منصبيهما قبل اسبوعين ما وصفاه قبول اسرائيل للخريطة وحضا رئيس الحكومة على رفضها علماً ان قبول الأخير لها جاء مشروطاً بتغيير أبرز بنودها وفي مقدمها وضع جدول زمني لتنفيذ المراحل الثلاث التي تتضمنها المبادرة وتشديد المطالب من الفلسطينيين في النواحي الأمنية ورفض تجميد البناء في المستوطنات القائمة. وأفادت مصادر صحافية اسرائيلية ان طاقماً أميركياً خاصاً، "طاقم النواب"، سيناقش اليوم وغداً مع مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين مسودة الخريطة. ويضم الطاقم كلا من نائب مستشارة الأمن القومي ستيف هيدلي ونائب وزير الخارجية ريتشارد ارميتاج ونائب وزير الدفاع بول وولفوفتش. واضافت ان الطاقم سيلتقي مدير مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية دوف فايسغلاس والوزير الفلسطيني نبيل شعث اللذين يزوران العاصمة الأميركية حالياً، علماً أن الهدف من زيارة المبعوث الاسرائيلي التقدم بطلب رسمي لإعانات مالية، عسكرية ومدنية قد تصل الى 14 بليون دولار لتغطية نفقات الحرب المتواصلة على الفلسطينيين وتمويل الاستعدادات لمواجهة الانعكاسات المتوقعة للحرب الأميركية على العراق. وزادت ان فايسغلاس الذي قدم الطلب رسمياً أمس الى مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس تناول معها الموقف الاسرائيلي الرامي الى ارجاء مناقشة "خريطة الطريق" الى ما بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة وتشكيل حكومة اسرائيلية جديدة. واللافت ان اعادة طرح "خريطة الطريق" يأتي بعد اسبوع فقط من تأكيدات اسرائيلية ان واشنطن تجاوبت مع مطلب شارون ارجاء البت في الخريطة الى ما بعد الانتخابات. ويبدو أن مرد ذلك النقاش الدائر بين البيت الأبيض الذي يميل الى قبول الطلب الاسرائيلي وبين الخارجية الاميركية التي ترى وجوب الالتزام بالجدول الزمني الأصلي وإقرار الخريطة نهائياً في اجتماع ممثلي اللجنة الرباعية الدولية في النصف الثاني من الشهر المقبل. وكانت الصحف الاسرائيلية أوردت الاسبوع الماضي ان مسودة معدلة للخريطة وصلت الى تل أبيب وأخذت بالاعتبار تحفظاتها عن المسودة الأولى لكنها تضمنت تغييرات اعتبرتها تل أبيب في مصلحة الفلسطينيين أبرزها اعلان اسرائيل التزامها اقامة دولة فلسطينية موقتة خلال العام المقبل ووقف العنف والتحريض ضد الفلسطينيين وتجميد الاستيطان كلياً. وكتبت صحيفة "هآرتس" أمس انه على رغم ان واشنطن أوضحت لحليفتها ان المسودة ليست سوى "ورقة اقتراحات متدحرجة"، فانها أبلغتها موقفها الحازم بتجميد كل اشكال البناء في المستوطنات. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين ان الادارة الاميركية تسعى الآن لتهدئة المواجهات بين اسرائيل والفلسطينيين وانها ستبحث امكان تحقيق وقف شامل للنار مع رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال موشيه يعالون خلال زيارته واشنطن هذا الاسبوع. وأعرب المسؤولون عن تفاؤلهم بتحقيق وقف النار بعد الانتهاء من الانتخابات على زعامة حزب "ليكود" التي تجري بعد غد الخميس.