واشنطن، لندنالكويت - "الحياة" - وسّعت السلطات الأميركية دائرة الدول المطلوب أخذ بصمات رعاياها الراغبين في دخول الولاياتالمتحدة وضمت اليها 13 دولة جديدة بينها البحرين وقطر والإمارات وتونس ولبنان والجزائر واليمن وعُمان. وجاء ذلك في وقت دعت الإدارة الأميركية الى عدم استباق نتائج التحقيقات الجارية في الكونغرس في شأن فشل أجهزة الاستخبارات في اكتشاف ما كانت تُخطط له حركات معادية في طليعتها "القاعدة". وقال الناطق باسم مجلس الامن القومي الاميركي شون مكورماك خلال زيارة الرئيس جورج بوش الى رومانيا: "في وجود تحقيق مستمر من المهم عدم القفز الى النتائج". وكان الناطق يُعلّق على مزاعم أوردتها وسائل إعلام أميركية عن احتمال تلقي بعض منفّذي هجمات 11 أيلول سبتمبر أموالاً من شخصين كانا يتلقيان أموالاً من الحكومة السعودية. ولاحظ مراقبون ان الكلام عن أموال من الحكومة السعودية وصلت الى الخاطفين الانتحاريين يتضمن سوء فهم مرده ان آلاف الطلاب السعوديين "المبتعثين" الى الخارج يتلقون إعانات من حكومة بلادهم. ولذلك فإن تحويل طالب أو طالبين أموالاً الى أشخاص تبيّن لاحقاً ان لهم علاقة بنشاطات إرهابية لا يعني ان الحكومة أو الطلاب كانوا على معرفة مسبقة بنيات الإرهابيين. وأشارت وسائل الإعلام الأميركية ا ف ب، رويترز الى ان التحقيق في الكونغرس تناول إمكان ان تكون أموال سعودية وصلت الى الخاطفين الانتحاريين خالد المحضار ونواف الحازمي من خلال عمر البيومي وهو سعودي كان يعيش في سان دييغو. وكتبت "واشنطن بوست" ان احد ضباط مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي اي عثر على رقم هاتف تابع للسفارة السعودية في شقة البيومي. وابلغ مسؤولون سعوديون الصحيفة بأنه لا توجد صلة بين البيومي وأي موظف حكومي سعودي. وقال مسؤولون في البيت الابيض ان مكتب التحقيقات الفيديرالي يجري تحقيقاً في الهجمات ومصادر تمويلها. وأوضح مكورماك في هذا الإطار ان المحققين الأميركيين "لديهم معلومات تلقوها ببعض التعاون من السعوديين في هذا التحقيق". وتابع: "انهم المحققين لا يملكون رفاهية وضع افتراضات. يتعين عليهم التعامل مع حقائق ومتابعتها". وأوردت اجهزة اعلام اميركية وبريطانية ان المحققين يعتقدون بأن البيومي ساعد في تمويل استئجار المحضار والحازمي شقتهما في سان دييغو. وقُتل الرجلان في الطائرة التي صدمت مبنى "البنتاغون" قرب واشنطن. وفي هذا الإطار، ذكرت مجلة "نيوزويك" في عددها الذي يصدر الإثنين ان عشرات الآلاف من الدولارات ارسلت الى طالبين سعوديين يُشتبه في علاقتهما بالمحضار والحازمي. ونقلت عن مصدر في الشرطة الفيديرالية ان الأموال نقلت مطلع العام 2000 الى سان دييغو كاليفورنيا الى حساب الطالب عمر البيومي قبل وصول المحضار والحازمي الى لوس انجليس. وأضافت ان البيومي كان على صداقة مع الرجلين، واقام حفلة لدى وصولهما الى سان دييغو وساعدهما على استئجار شقة. وغادر البيومي الولاياتالمتحدة في تموز يوليو 2001. غير ان تحويلات شهرية بقيمة 3500 دولار ارسلت الى حساب طالب آخر هو اسامة باسنان الذي وصفته المجلة بأنه قريب من البيومي ومن أنصار "القاعدة". وأُوقف البيومي في بريطانيا بناء على طلب أميركي. لكن السلطات أفرجت عنه كون التهمة التي وجهتها اليه السلطات الأميركية مخالفة شروط التأشيرة ليست تهمة يُمكن ترحيله بسببها. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، من جهتها، ان تقريراً عن تحقيق برلماني أولي في اعتداءات 11 ايلول سبتمبر يوجّه انتقادات شديدة الى وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي اي اي ومكتب التحقيقات اف بي اي، ويأخذ أيضاً على السعودية انها لم تتعاون بما فيه الكفاية في التحقيق خصوصاً في ما يتعلق بالأموال التي حوّلت الى كاليفورنيا. واوضحت ان موظفين في السفارة السعودية استُجوبا، لكنها نفت في الوقت نفسه وجود اي علاقة بين البيومي واي موظف في الحكومة السعودية. وفي الكويت، استجوبت السلطات الكويتية خالد الشمري، وهو ضابط صف يعمل في وزارة الداخلية، بتهمة اطلاق النار الخميس على جنديين اميركيين نُقلا للعلاج في المانيا. وتسلمته الكويت ليل الجمعة - السبت من السلطات السعودية في مركز السالمي الحدودي. وذكرت صحف كويتية ان الشمري لا ينتمي الى اي مجموعة دينية، الا انه يعاني من اضطرابات نفسية. الى ذلك ا ف ب أعلنت السفارة الاميركية في الامارات العربية المتحدة امس انها تنتظر نتائج تحقيق تجريه سلطات الامارات في اطلاق نار اصيب فيه موظف جمارك في مطار الفجيرة الذي تستخدمه القوات البحرية الاميركية ايضاً لاغراض لوجيستية. وقال ناطق باسم السفارة الاميركية في ابو ظبي: "ننتظر نتائج تحقيق حكومة الامارات" في اطلاق نار قالت السلطات انه جرى الجمعة في مطار الفجيرة، موضحاً ان المطار تستخدمه "وحدة لوجيستية صغيرة" تابعة للبحرية الاميركية. ونقلت وكالة انباء الامارات الرسمية عن مسؤول في الداخلية ان "الموظف محمد عبد الله العبدولي حاول ... الدخول بسيارته الى منطقة ممنوعة في مطار الفجرية وبدأ باطلاق النار على عناصر الشرطة المكلفين الأمن ما اضطرهم الى الرد". وأصيب العبدولي اصابة بالغة.