في مبادرة فرنسية لها دلالاتها السياسية على الشأن العراقي، تستضيف باريس في 29 الشهر الجاري قيادات الأكراد العراقيين ومندوبين عن التيارات السياسية المعارضة المختلفة. وسيلتئم في العاصمة الفرنسية لقاء يجمع السيدين مسعود بارزاني رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني وجلال طالباني الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني في حضور وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان وفقاً للمصادر المعنية بتنظيم اللقاء. وأكد الدكتور فؤاد حسين، نائب رئيس المعهد الكردي في باريس، أن من المنتطر أن يقوم الوزير دوفيلبان، مساهمة في المؤتمر الذي ينظمه المعهد، بفصل رؤية فرنسا والاتحاد الأوروبي لدورهما في العراق المستقبلي. وأبلغ الدكتور حسين "الحياة" أن القائدين الكرديين ومسؤولين معارضين عراقيين عرب منهم الدكتور غسان العطية مسؤول "الملف العراقي" والدكتور موفق الربيعي، الشخصية الإسلامية المستقلة التي تبنت "إعلان شيعة العراق"، وعادل عبدالمهدي أحد المسؤولين الكبار في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، سيناقشون ثلاثة محاور هي: الاحتمالات المستقبلية للعراق والوضع السياسي الراهن في اقليم كردستان وبقية العراق، ودور الأقليات في كردستان، والمستقبل السياسي لأكراد العراق. ويساهم من الجانب الغربي سياسيون ومثقفون منهم آلان غرين رئيس تحرير مجلة "لوموند ديبلوماتيك"، وجيرار شاليان الكاتب المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، وبرنار كوشفير الممثل الدولي للإدارة المدنية في كوسوفو وهو وزير سابق له ارتباط بالملف الكردي. ومن الديبلوماسيين سيساهم وزير الخارجية الفرنسي السابق هوبير فيدرين وبيتر غالبريت السفير الأميركي السابق في كرواتيا والمبعوث الدول في شأن تيمور الشرقية. وتبدي فرنسا اهتماماً بالمناسبة التي تأتي في ظل الوضع الدولي المتوتر في العراق عشية عودة المفتشين الدوليين عن أسلحة الدمار الشامل أول من أمس إلى العراق. ووفقاً للدكتور فؤاد حسين، فإن باريس "تتطلع إلى تحديد مواقف الأطراف العراقية المعارضة في شأن مستقبل البلاد كجزء من محاولة رسم سياسة أوروبية محددة تستجيب لمصالح العراقيين والشعوب الأوروبية على حد سواء".