علمت "الحياة" من مصادر بريطانية وفرنسية مطّلعة، ان اتصالات تجرى بين فرنساوبريطانيا والدول الأخرى الأعضاء الدائمة العضوية في مجلس الأمن، للتوصل الى موقف موحد بشأن القرار حول العراق. وذكرت المصادر ان هذه الاتصالات تجرى في كل من باريسونيويورك. وزار رئيس قسم المصالح الفرنسية في العراق السفير اندريه جانييه باريس الأسبوع الماضي في اطار هذه الاتصالات. ويجري اليوم الثلثاء مدير دائرة الأممالمتحدة في وزارة الخارجية الفرنسية السفير جان باغانون، اتصالاً هاتفياً مع نظيره البريطاني حول الموضوع نفسه. وفيما تعتبر الديبلوماسية البريطانية ان هناك تقدماً يتمثل في اقتراب الموقف الفرنسي من موقفها، تبدي مصادر فرنسية حذرها، في هذا الشأن وتؤكد ان موقفها من آلية البدء بتعليق العقوبات المطبّقة على العراق لم يتغيّر وان شروط تعليق العقوبات اكثر مرونة في اطار الموقف الفرنسي منه في اطار الموقف البريطاني والأميركي الأكثر تشدداً. ويقول الجانب البريطاني انه تقدم خلال الأسبوع الماضي بأفكار جديدة حول العراق تتضمن مرونة أكبر بالنسبة الى شروط تعليق العقوبات، وان بريطانيا تطلب ان يكون هناك تقدم على صعيد ما تحقق من نزع للتسلح من دون ان يعني ذلك توفّر أدلة قاطعة على نزع التسلّح هذا. اما الموقف الفرنسي من هذه المرونة البريطانية فيطالب بالمزيد من الوضوح حول مسألة التقدم، وما اذا كان ذلك يعني انهم يريدون المزيد من المعلومات حول ما تحقق من نزع للتسلح في الفترة السابقة، علماً ان هذا مستحيل. ولكن فرنسا ترى ان العراق يجب ان يبدي انفتاحاً حيال المساعي الهادفة للحصول على مثل هذه المعلومات. الموقف الاميركي اما الموقف الاميركي فهو لا يزال بعيداً جداً عن الموقف الفرنسي اذ ان بعض المسؤولين في الادارة الاميركية يرى انه ينبغي على العراق ان يلتزم بشكل تام كل القرارات قبل رفع العقوبات، ويرفض مبدأ تعليقها. يذكر ان وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين كان تحدث للمرة الأولى امام الصحافة الاميركية في نيويورك عن نظام الرئيس العراقي صدام حسين، في معرض اجابته عن سؤال عن المعارضة العراقية والدعم الاميركي لها، فقال: "انا اعرف من الدول التي لديها اتصالات مع المعارضة العراقية ان لا احد يتوقع انها المعارضة ستقلم نظام صدام حسين". وأضاف فيدرين: "اعتقد انه يوم يسقط نظام صدام حسين سيكون ذلك جيداً جداً للجميع وسيكون هناك بديل مختلف تماماً يضم اشخاصاً لا نعرفهم اليوم ولكنهم لن يكونوا من السياسيين العراقيين القدامي". وأشار الى انه ليست لديه أية مآخذ على المعارضة العراقية لكنه يشكّك في فاعليتها وانه لا يمكن ابداء العداء حيال اشخاص يعملون على قلب صدام. وذكر ان البعثة الفرنسية في نيويورك على اتصال مع بعض المعارضين العراقيين، لكنه قال: "لا تتوقعوا ان يعمل هؤلاء على قلب صدام".