أجرى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني محادثات في باريس مع كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير الخارجية برنار كوشنير في خصوص الوضع السياسي في العراق والتطور الاقتصادي في إقليم كردستان والعلاقة مع فرنسا. وفيما أقام كوشنير مأدبة غداء على شرف ضيفه الكردي في قصر الخارجية، استقبل ساركوزي بارزاني في حضور السفير الفرنسي في بغداد بوريس بوالون، المعاون السابق للرئيس الفرنسي الذي عينه شخصياً في بغداد، في إشارة لاهتمامه بالعلاقة معها، والسفير العراقي الجديد في فرنسا فريد ياسين القريب إلى عادل عبدالمهدي نائب الرئيس المنتهية ولايته. وتحدث بارزاني مع ساركوزي عن ضرورة التوصل إلى حكومة وحدة وطنية في العراق، وتوقع أن تستغرق مزيداً من الوقت وربما ثلاثة أشهر إضافية. وقال إن هناك عدداً من المرشحين، ما سيأخذ وقتاً لحل المشكلة، لافتاً الى أن المهم ألاّ يهمش أحد. وتحدث عن زيارته الأخيرة الى تركيا والعلاقة المستجدة مع هذا البلد وتطور سياسة تركيا إزاء الأكراد، وقال إن تركيا الآن تمد يدها إلى الإقليم الكردي، لافتاً الى أنها تركّز على العلاقة الاقتصادية. وأضاف أن إقليم كردستان يستطيع أن يكون جسراً بين تركيا والخليج، مشدداً على أن الشركات التركية موجودة في المنطقة. وقال بارزاني إن الموقف التركي حيال مشكلة «حزب العمل الكردستاني» تغيّر في ظل عدم وجود حل عسكري لهذه المسألة، مشدداً على وجوب أن يكون الحل سياسياً. وتحدث بارزاني عن ضرورة المصالحة الحقيقية في العراق. وأعرب ساركوزي عن سروره البالغ لاستقباله «شخصية بارزة في إقليم كردستان»، مشيراً الى الانطلاقة الجديدة في العلاقة الفرنسية - العراقية منذ زار العراق. وأعرب عن اهتمامه بعمل الشركات الفرنسية في العراق وفي إقليم كردستان تحديداً، إذ أن هناك مشاريع استثمار لشركتي «لافارج» و«فيوليا» (للمياه). ووعد ساركوزي بأن يعود مجدداً الى العراق، وأكد رغبته في إرسال وزيره للزراعة برونو لومير لافتتاح «بيت الزراعة الفرنسي في أربيل» في الصيف أو في أيلول (سبتمبر) المقبل. وأعرب بارزاني عن استيائه الكبير للقصف الحدودي من إيران الذي جرى أخيراً. يذكر أن برنامج زيارة بارزاني حافل خلال اليومين المقبلين من لقاءات مع رؤساء الشركات الأوروبية واستقبال في دار السفارة العراقية يقيمه السفير ياسين ليل اليوم، وزيارة الى مجلس الشيوخ الفرنسي.