بدأت وفود عربية تمثل "الإخوان المسلمين" في العالم العربي في التوافد على القاهرة لتقديم التعازي، بوفاة المرشد العام للجماعة مصطفى مشهور الاسبوع الماضي، إلى نائب المرشد،المستشار مأمون الهضيبي، فيما كشفت مصادر في الجماعة أن الهضيبي تلقى برقيات تعزية من عدد كبير من المسؤولين الرسميين في مصر، في مقدمهم رئيس الوزراء الدكتور عاطف عبيد. ورفضت المصادر الربط بين هذه البرقيات والموقف الحكومي من الجماعة. ورجحت أن يكون الأمر يتعلق بأداء واجب التعزية ويدخل ضمن العلاقات العامة. والملاحظ أن البرقيات وجهت إلى الهضيبي باعتباره نائب المرشد كما أرسلت على عنوان الجماعة الذي يقع في شارع الملك الصالح في منطقة المنيل على نيل القاهرة، مما يمكن اعتباره اعترافاً ضمنياً بوجود الجماعة وتأثيرها رغم رفض كل أجهزة الدولة التعاطي معها في العلن أو الموافقة على منحها الحق لمزاولة نشاط سياسي. وإلى عبيد، تلقت الجماعة برقيات من عدد كبير من المسؤولين منهم رئيس مجلس الشعب أحمد فتحي سرور ورئيس مجلس الشورى الدكتور مصطفى كمال حلمي وعدد من الوزراء وشيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي والمفتي أحمد الطيب وعدد من المحافظين إضافة بالطبع إلى رؤساء الأحزاب. وكان الهضيبي الذي يتوقع أن ينصب رسمياً مرشداً عاماً لپ"الإخوان" خلفاً لمشهور في غضون أيام، دعا الحكومة إلى مصالحة مع "الإخوان". وأكد نبذ الجماعة العنف والإرهاب، وقال في حفلة إفطار رمضانية أقامتها الجماعة الأحد الماضي إن "الإخوان يسعون إلى فتح قنوات للاتصال مع الحكومة وتناسي ما جرى في الماضي". ولم يشارك أي مسؤول حكومي في جنازة مشهور أو حفل تأبينه. من جهة أخرى قام وفد أردني بزيارة مقر "الإخوان" أمس لتقديم التعزية بوفاة مشهور، ضم المراقب العام السيد عبد المجيد الزنيبات، ونائبه الدكتور همام سعيد ورئيس حزب "جبهة العمل الإسلامي" الشيخ حمزة منصور ورئيس مجلس شورى الحزب الدكتور عبد اللطيف عربيات. واعتبر المراقبون الزيارة تعبيراً عن مساندة "الاخوان" في الأردن لما ستسقر عليه الجماعة في مصر في شأن خلافة مشهور.