ثماني مراحل فقط مضت من عمر الدوري المصري لكرة القدم، كان ضحيتها 8 مدربين بداية بمحمد صلاح في غولدي، وغانم سلطان في اسوان، وفاروق جعفر في الاسماعيلي، وانور سلامة ثم عبد الله درويش في المصري، والحملاوي في الترسانة، وطلعت يوسف في الاتحاد السكندري، وعبدالعزيز عبدالشافي في المقاولون العرب. نصف أندية الدوري لم تحتمل النتائج السيئة في بداية المسابقة وبادرت الى تغيير المدربين على رغم أن عدد الفرق التي ستهبط الى الدرجة الثانية لن يزيد على ثلاثة، ولكن ادارات الاندية تخشى الأزمة مبكراً وتبادر الى التغيير. المدربون في الكرة المصرية أشبه بقطع الشطرنج، يتحركون بطريقة لا إرادية ويخرجون من على رقعة اللعب في أي وقت، ويعودون الى الرقعة ايضاً، ولكنهم بلا جهة واحدة تحميهم. على رغم التفاؤل المبكر بتراجع سوق المدرب الاجنبي في مصر بعدما قل العدد عند بداية الدوري الى اثنين فقط هما الهولندي جو بونفرير والبرازيلي كارلوس كابرال، انقلبت الأمور رأساً على عقب وارتفع العدد أخيراً الى خمسة بعد تعاقد الاتحاد مع الالماني راينر تسوبيل مدرب الاهلي السابق، وتعاقد الاسماعيلي مع اليوغوسلافي ماكسيموفيتش في تجربته الاولى في مصر، ويسير مسؤولو المصري حالياً في اجراءات التعاقد مع مدرب بوسني جديد وصل الى بورسعيد. استقالات وإقالات المدربين الثمانية سارت في طرق مختلفة، وكان فاروق جعفر المدير الفني السابق للاسماعيلي والحالي للرياض صاحب القسط الأكبر من الجدل. وتولى جعفر تدريب الاسماعيلي بطل الدوري خلفاً لمحسن صالح المدير الفني الحالي للمنتخب. وتصاعدت الخلافات بين جعفر، بسبب اسلوبه الحاد، وبين اللاعبين الكبار الى حد هائل لا سيما مع هيثم فاروق وعبدالحميد بسيوني... وجاءت رحلة الاسماعيلي الى جدة لخوض مباراتين وديتيين امام الاهلي والاتحاد السعوديين لتفتح باب المفاوضات بين جعفر ومسؤولي الرياض. وفور عودة الاسماعيلي الى مصر وخسارته غير المتوقعة أمام بلدية المحلة صفر-1 في المرحلة الثالثة، بادر جعفر بإعلان استقالته. وسافر الى الرياض. وهو برر تقديم استقالته التي جاءت في توقيت غير سليم، بأنها مبادرة لاعادة المدرب المصري الى مكانته الرفيعة في السعودية ودول الخليج. وأكد أن ادارة الاسماعيلي ناقضت عهدها معه بالاستغناء عن النجم الأول للفريق محمد بركات للاحتراف في أهلي جدة من دون موافقته. وردت إدارة الاسماعيلي على جعفر بقرار مفاجئ بإقالته من عمله وعدم قبول استقالته! الجدل الثاني كان في أكثر أندية مصر هدوءاً واستقراراً وهو المقاولون العرب، وتعرض الفريق لبداية غير جيدة بخسارته في الكأس السوبر امام الزمالك وفشله في الفوز في مبارياته الأربع الاولى في الدوري وعدم تسجيله أي هدف مع مدربه عبدالعزيز عبدالشافي، وجاءت مباراة الاهلي في المرحلة الخامسة لتشعل النار بعد الخسارة الثقيلة وغير المسبوقة 2-6. وأعلن مسؤولو النادي فور نهاية اللقاء قبول استقالة عبدالشافي وتعيين لطفي نسيم وهو المدرب الذي أنهى الموسم الماضي وتعرض للابعاد بهدف استقدام عبدالشافي، ثم خرج عبدالشافي بتصريحات مفاجئة للصحافة مؤكداً أنه لم يستقل من منصبه ولم يتحدث معه أي مسؤول في الاقالة او الاستقالة، ولكنه رفض ايضاً إقامة دعوى قضائية ضد النادي للحصول على حقوقه المالية، مشيراً الى أنه لا يقبل الاستمرار في عمله في ظل حال عدم التوفيق الزائدة التي يمر بها الفريق. ولا تقل واقعة طرد الحملاوي من الترسانة غرابة، وحقق المدرب نتائج غير جيدة في بداية الدوري ما فتح الباب لإقالته بعد تولي حسن فريد رئاسة النادي بالانتخاب. لكن الحملاوي فاجأ فريد بتحقيق فوزين كبيرين خارج القاهرة على الاتحاد 4-1 في الاسكندرية وعلى اسوان 5-2 في الصعيد، وكمن حسن فريد في مكانه منتظراً كبوة للحملاوي وحدثت بالفعل الخسارة في القاهرة 1-5 امام انبي، وبادر الرئيس بحسم خمسة آلاف جنيه من راتب المدرب عقوبة على النتيجة السيئة ما رفضه المدرب وتقدم باستقالته للضغط على الادارة لإلغاء العقوبة. لكن الادارة قبلت الاستقالة من دون تردد، وعينت رأفت مكي مدرباً موقتاً وتعاقد مع انور سلامة لقيادة الفريق اعتباراً من مباراة الاهلي المقبلة.