سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سترو يهدد مجدداً باستخدام القوة اذا لم يتعاون العراق مع المفتشين . رامسفيلد يعد بعدم محاسبة العسكريين العراقيين غير المرتبطين بالمجموعة الحاكمة وبرامج التسلح
أكد مسؤولون اميركيون ان البيت الأبيض باشر استعدادات ديبلوماسية وعسكرية لشن حرب محتملة على العراق. واكد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان القوات الاميركية لن تتعرض للعسكريين العراقيين غير المرتبطين بالمجموعة الحاكمة في العراق أو برامج أسلحة الدمار الشامل، وهددت بريطانيابغداد امس باللجوء الى القوة اذا لم تتعاون بصورة كافية مع مفتشي الأسلحة الدوليين الذين وصلت طلائعهم الى بغداد أمس. سانتياغو، واشنطن، لندن - أ ف ب، رويترز - اعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها في حال حصول حرب في العراق، لن يتعرضوا للعسكريين العراقيين غير المرتبطين ب"زمرة" الرئيس العراقي صدام حسين او غير الضالعين في برامج اسلحة الدمار الشامل. وقال للصحافيين الذين رافقوه في الطائرة الى سانتياغو للمشاركة في مؤتمر وزراء الدفاع الاميركيين اليوم، ان قسماً من القوات المسلحة وحرس الحدود العراقيين "هو في الواقع قسم كبير من الشعب الذي تتخذه القيادة كرهائن". واضاف: "سنقول الحقيقة للشعب العراقي ان اولئك الذين يطورون اسلحة دمار شامل وأولئك الضالعين في استعمالها سيحاكمون كمسؤولين في حال رأى الرئيس الاميركي والاممالمتحدة ضرورة اللجوء الى القوة في العراق". واوضح ان "الرجال في الثكنات غير الضالعين في أسلحة الدمار الشامل او لا يهاجمون قوات التحالف لن يتعرضوا لأي مشكلة". واعتبر رامسفيلد ايضا ان اطلاق النار على الطائرات الاميركية والبريطانية في مناطق الحظر الجوي في جنوبالعراق وشماله قد يندرج في "موقف" يعتبره مجلس الامن الدولي خرقاً للقرار حول نزع الاسلحة العراقية. وقال ايضاً: "عندما تطلق النار على طائراتنا أرى ذلك غير مقبول. ان القرار يعالج هذا الامر. وسيعود الى مجلس الامن ان يقرر ما إذا كان صدام حسين قد خرق القرار. برأيي سيكون لهم موقف". وفي واشنطن، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس نقلا عن مسؤولين في الولاياتالمتحدة والدول الحليفة ان البيت الابيض باشر استعدادات على الصعيدين الديبلوماسي والعسكري تحسباً لشن حرب محتملة على العراق. وجاء في الصحيفة ان هذه الاستعدادات التي قد يستغرق بعضها أسابيع او ربما اشهرا، تهدف خصوصاً الى تحديد دور الحلفاء في أي عملية وثني الدول المجاورة للعراق مثل تركيا او اسرائيل عن القيام بتحركات منفردة وتحديد الوسيلة للحصول على دعم الاممالمتحدة للهجوم. وسيجري رامسفيلد مشاورات مع حلفائه خلال قمة منظمة حلف شمال الاطلسي هذا الاسبوع في براغ، للبحث في سبل نقل القوات الاميركية المتمركزة حاليا في اوروبا او الولاياتالمتحدة الى منطقة الخليج اذا اقتضت الحاجة. واشارت الصحيفة الى ان الولاياتالمتحدة حشدت دبابات وآليات ثقيلة لاكثر من 30 الف جندي في عدد من دول الخليج وعلى متن سفن. سترو وفي لندن، هدد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو العراق باللجوء الى القوة اذا لم يتعاون مع المفتشين الدوليين. وقال سترو في بيان أصدره أمس "دعونا لا نترك اي مجال للشك لدى صدام حسين في شأن تصميمنا على رؤيته يعمد الى نزع اسلحته بمحض ارادته او ان يتم نزع اسلحة الدمار الشامل التي لديه". وقال: "لي ملء الثقة في هانس بليكس ومحمد البرادعي وفريقيهما. ان المجتمع الدولي يعرف انهم سيرفعون تقريرا غير منحاز، من دون وجل، الى مجلس الامن". ووصل رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للامم المتحدة انموفيك هانس بليكس ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الى العراق أمس لمعاودة عمليات نزع الاسلحة العراقية بعد أربعة اعوام من التوقف. وحذر وزير الخارجية البريطاني قائلا "لكن اذا حاول العراق عرقلة عملهم وبدأ مجددا بلعبة القط والفأر المعقدة، فان الاسرة الدولية ستفقد صبرها". واضاف: "يعود المفتشون الى العراق لأننا أرفقنا ديبلوماسيتنا بتهديد صادق باستخدام القوة". وقال: "ان القرار 1441 يفتح الباب امام حلحلة سياسية، لكننا نعرف السلوك السابق لصدام حسين. ولن يختار هذا الطريق من دون ان يكون تحت التهديد. لقد حان الوقت لوضع حد لعشرة اعوام من العرقلة والخداع". ورداً على سؤال من هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي، أعرب سترو عن ثقته في أن المفتشين سيكونون قادرين على اكتشاف ترسانة صدام حسين المحتملة المخبأة. وقال: "في المرة السابقة استلزمت عمليات التفتيش وقتاً طويلاً، لكنها كشفت عن قسم مهم من الحقيقة". ولاحظ الوزير البريطاني ان "مفتشي نزع الاسلحة دمروا من اسلحة الدمار الشامل اكثر بأربعة اضعاف مما دمرته العمليات العسكرية خلال حرب الخليج في 1991". وأوضح انه "اذا وضع صدام حسين عقبات امام عملهم، فإن المفتشين سيطلعون مجلس الامن عليها وفقا للسلطة المعطاة لهم ولواجبهم". وتابع: "سيجتمع المجلس عندئذ لتقويم الوضع. وقد يتخذ - أو لا - قراراً جديداً". وأضاف جاك سترو: "ارادت بعض الاطراف ان يتضمن القرار 1441 ما يشير الى انه لا يمكن اتخاذ قرار بالقيام بعمل مستقبلي الا عبر قرار ثان. لقد قرر اعضاء المجلس ال15، وهم مدركون لذلك، التصويت على قرار مختلف". الاتحاد الأوروبي وايران يؤكدان ضرورة امتثال العراق على صعيد آخر، شدد الاتحاد الأوروبي وايران على ضرورة امتثال العراق لقرار مجلس الأمن، واكد وزير الخارجية الايراني كمال خرازي عقب محادثاته مع المندوب السامي للسياسة الخارجية خافيير سولانا بأن "الحديث عن الحرب سابق لأوانه"، لأن الجهود الجارية تركز على تنفيذ قرار مجلس الأمن المتصل بنزع أسلحة الدمار الشامل. ويجري خرازي محادثات في بروكسيل تمهد لانطلاق المفاوضات بشكل رسمي بين الاتحاد الأوروبي وايران من أجل ابرام اتفاق للتعاون الاقتصادي. وأكد خرازي ضرورة بذل الجهود كافة "لتفادي أي حرب جديدة لأنها ستكون مضرة"، وانتظار نتائج عمل المفتشين الدوليين و"التعرف على مدى امتثال العراق وتنفيذ القرار 1441"، واعتبر وزير الخارجية الايراني الحديث عن الحرب "مضراً، لأن العالم بأكمله يعارضه"، ودعا الاتحاد الأوروبي الى الاضطلاع بدور يحول دون تفجر الحرب في العراق. الا ان الوزير الايراني لا يستبعد خيار الحرب، وأوضح انه في حال انفجار الحرب فإن ايران "ستتفاعل مع الوضع وفق ما تمليه مصالحها".