كانت بريطانيا الدولة الوحيدة الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي التي اعلنت تأييدها التام للولايات المتحدة بعد مداخلة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول حول العراق، في حين اكدت فرنسا ان الحرب ينبغي ان تكون الخيار الاخير ودعت روسيا والصين الى مواصلة عمليات التفتيش. وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان الخلاصة الوحيدة الممكنة من كلمة باول ان العراق يرتكب انتهاكا واضحا جديدا لقرارات مجلس الامن الدولي التي تطالبه بنزع اسلحته المحظورة. وقال سترو ان قرار مجلس الامن الدولي رقم 1441 شديد الوضوح. ويحذر القرار العراق من عواقب وخيمة في حال عدم امتثاله، ما يعني باللهجة الدبلوماسية التلويح بضربة عسكرية. وقال سترو ان بريطانيا لا تريد الحرب لكن لا يمكن الخروج عن منطق القرار 1441. واضاف الوقت الآن قصير جدا، مؤكدا ان موعد 14 فبراير المحدد لتقديم المفتشين الدوليين عن الاسلحة تقريرهم الثاني، سيكون موعدا حاسما لمجلس الامن الدولطريقة تعامله مع العراق. وقال انه اذا استمر (العراق) في عدم التعاون سيتحتم على المجلس تحمل مسؤولياته. واكد ان صدام حسين حسين يتحدانا جميعا ويتحدى كل تي نمثلها، معتبرا ان عدم التحرك حيال بغداد لا يمكن الا ان يشجع الطغاة ويؤدي الى شرور اخطر. وسيعرض رئيسارض رئيسا المفتشين الدوليين عن الاسلحة في العراق هانس بليكس ومحمد البرادعي في 14 فبراير تقريرا جديدا حول نتائج عمليات التفتيش. وسيزوران بغداد السبت بدعوة من السلطات العراقية. وأكد الوزير الفرنسي أن علينا ان نعزز عمليات التفتيش التي نص عليها القرار 1441 الذي لم يستنفد بعد. واضاف لماذا نذهب الى الحرب وما زال هناك متسع في القرار 1441 لم يستخدم بعد؟. كما اصرت روسيا على استمرار اعمال التفتيش، وعرضت ايضا تعزيز فرق التفتيش بطائرات المراقبة وبالخبراء. وقال وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ان حديث باول يعني ان الانشطة الدولية يجب ان تستمر، مضيفا ان المفتشين وحدهم يمكنهم رفع توصية حول الوقت الذي يلزمهم لانجاز مهمتهم. واكد ضرورة ان يتم تسليم هذه المعلومات فورا الى لجنة التحقق والمراقبة والتفتيش (انموفيك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى تتأكد منها خلال اعمال التفتيش الميدانية. وطلب ايفانوف من بغداد ان ترد على المعلومات التي قدمها باول. وقال ان على الخبراء في بلادنا ان يبدأوا فورا بتحليل (المعلومات) واستخلاص النتائج الملائمة. واضاف علينا ان ندعو مجددا جميع الدول الى ان تقدم فورا الى المفتشين اي معلومات يمكن ان تساعدهم في اداء مهامهم. ودعا وزير الخارجية الصيني تانغ جياكسوان بدوره الى مواصلة عمليات التفتيش، وتسليم المعلومات التي ذكرها باول الى المفتشين. وقال انه من وجهة نظر المفتشين انهم ليسوا الآن في وضع يسمح لهم بتقديم استنتاجاتهم، وقد اقترحوا مواصلة اعمال التفتيش. واضاف علينا ان نحترم وجهات نظر (انموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية) وندعم مواصلة اعمال التفتيش. وتابع ان اللجنة والوكالة اشارتا الى بعض المشكلات خلال التفتيش. ندعو العراق الى تبني مقاربة ايجابية وتقديم مزيد من التوضيحات والتفسيرات باسرع وقت ممكن والتعاون في عملية التفتيش. ودعا وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر في مجلس الامن الدولي الى اعطاء الوقت للمفتشين الدوليين عن الاسلحة ومواصلة البحث عن حل سلمي في العراق. وقال: لا بد من اعطاء المفتشين فرصة حقيقية والوقت الذي يحتاجونه، علينا ان نواصل البحث عن حل سلمي للازمة. وتابع نحن بحاجة الى نظام تفتيش اكثر قسوة يضمن نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية بشكل كامل ودائم مشيرا الى الاقتراحات المثيرة للاهتمام التي قدمتها فرنسا في هذا المجال. واخذ على بغداد عدم تقيدها بالتزاماتها وقال لا بد ان ينزع العراق سلاحه بشكل كامل وسلمي عبر تعاون كامل مع المفتشين ومن دون تأخير.