شددت واشنطن ضغوطها على بغداد ولم تستبعد حرباً "قد تدوم خمسة ايام او خمسة اشهر" بسبب نزع اسلحة الدمار الشامل، لكنها "لن تكون الحرب العالمية الثالثة". وحذر وزير الخارجية الاميركي كولن باول العراق من ان "اي انتهاك" سيبرّر عملاً عسكرياً لاطاحة نظام الرئيس صدام حسين، فيما اعلن رئيس لجنة "انموفيك" هانس بليكس ان عمليات التفتيش عن الاسلحة المحظورة ستسأنف في العراق في 27 الشهر الجاري. في الوقت ذاته، كشفت صحيفة "يو إس أي توداي" امس ان ادارة الرئيس جورج بوش وايران تتجهان الى تعاون هادئ في أي حرب على العراق، وان الطرفين يتباحثان، "عبر وسطاء عرب في دولة خليجية صغيرة"، في شأن ترتيبات للتعامل مع حالات طوارئ عسكرية، كما جرى في الحرب في افغانستان قبل سنة. واكد مسؤول في البنتاغون للصحيفة ان هناك "محاولات جس نبض اولية" بين البلدين، تتناول التعامل مع حالات طوارئ مثل سقوط طيارين او حوادث بحرية في الخليج. واشار تقرير الصحيفة الى ان النظام الايراني وافق ايضاً على السماح لتنظيم شيعي عراقي معارض مقره في طهران، بالتعاون مع القوات الاميركية لاطاحة صدام. واكد مسؤولون في الخارجية الاميركية احتمال السماح لسفير ايران لدى الاممالمتحدة محمد جواد ظريف بزيارة واشنطن للمرة الاولى منذ سنة. ويتوقع ان يلتقي مجموعة من اعضاء الكونغرس في مأدبة غداء مطلع الاسبوع المقبل. كما وجّهت الدعوة الى ظريف لحضور حفلة استقبال في معهد الشرق الاوسط الاثنين. ويحتاج المبعوث الايراني الى إذن للسفر خارج نيويورك بسبب عدم وجود علاقات ديبلوماسية بين واشنطنوطهران. وتزامنت الضغوط الاميركية على بغداد مع تحذير جديد وجهه اليها الرئيس جاك شيراك الذي حضها على عدم ارتكاب اي خطأ مع الاممالمتحدة، في حين اكدت موسكو ان لا مبرر في هذه المرحلة لضرب العراق، وطالبت بخفض فترة عمل المفتشين، و"احكام الربط بين التفتيش وتعليق العقوبات" راجع ص2 و3 و4. التفتيش يبدأ في 27 الجاري الى ذلك فصل بليكس استئناف عمليات التفتيش عن بيانات برامج أسلحة الدمار الشامل، وأعلن في مؤتمر صحافي في الأممالمتحدة امس ان عمليات التفتيش ستستأنف قبل البيانات التي على العراق تسليمها قبل 8 كانون الأول ديسمبر. وتابع ان "استئناف التفتيش" سيبدأ في 27 الشهر الجاري. ويغادر بليكس نيويورك ليصل الى باريس اليوم في طريقه الى قبرص مع فريق محدود العدد حيث سيلتقيه محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية مع فريقه، وسيصل الفريقان الى بغداد بعد غد. وقال بليكس انه والبرادعي طلبا لقاء مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى، وحض الحكومة العراقية على التدقيق في ما لديها من أسلحة وبرامج لم تكشفها لربما تكتشف عند اعادة النظر في الأرشيف انها نسيت أمراً. وقال انها "غيرت رأيها" في الماضي، وربما تفعل ذلك هذه المرة وتكتشف ان لديها أسلحة أو برامج أسلحة محظورة لم تكشفها سابقاً. لكن بليكس أكد انه في حال عدم توفر أدلة لديه على اخفاء شيء أو انتقاصه في البيانات، وفي حال توافر أدلة لدى دول تدحض مزاعم العراق بأنه خال من أسلحة الدمار الشامل "على الآخرين ان يطرحوا ما لديهم على الطاولة". وزاد انه لا يملك أدلة قاطعة على امتلاك بغداد أسلحة محظورة، "لكن آخرين قد يمتلكون هذه الأدلة". وشدد على "الأهمية الفائقة لوثيقة" البيانات، واصفاً تلقيها بأنه "احدى أهم اللحظات التي نتوقعها". وتابع ان امام العراق نحو شهر "لإعادة النظر في الأرشيف، وليروا اذا عثروا على شيء أم لا"، محذراً من ان "الانتقاص" أمر "ذو أهمية فائقة" شأنه شأن عرقلة حركة المفتشين، وملمحاً الى ان هذا هو التعبير الذي سيستخدمه عند ابلاغ مجلس الأمن بانتهاك جوهري أو عرقلة، واكد ان اعلان ارتكاب بغداد "خرقاً مادياً" ليس عائداً اليه بل الى مجلس الامن.