سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جولة المفاوضات في مشاكوس ترفع غداً ... واتجاه الى تمديد الهدنة حتى نهاية آذار السودان : اغلاق جامعة الخرطوم الى اجل غير مسمى بعد مواجهات عنيفة بين طلابها واستمرار الاعتصام
أغلقت السلطات السودانية جامعة الخرطوم الى أجل غير مسمى بعد اشتباكات عنيفة بين طلاب موالين ومعارضين واستمرار الاعتصامات احتجاجاً على ارجاء انتخابات اتحاد الطلاب. وفي موازاة ذلك ترفع غداً جولة محادثات السلام في بلدة مشاكوس الكينية بين وفدي الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" من دون اعلان تقدم في قضايا قسمة السلطة والثروة، فيما يتوقع تمديد اتفاق الهدنة بين الجانبين الى نهاية آذار مارس المقبل. قررت ادارة جامعة الخرطوم اغلاقها الى اجل غير مسمى بعد تصاعد العنف وحصول اشتباكات عنيفة بين الطلاب المنتمين الى الحزب الحاكم والمعارضين لهم، ودخول اعتصام الطلاب عن الدراسة اسبوعه الثالث احتجاجاً على ارجاء انتخابات اتحاد الطلاب الى كانون الثاني يناير المقبل. وقال مدير جامعة الخرطوم الدكتور عبدالملك محمد عبدالرحمن في بيان امس ان ادارته سعت الى احتواء الاحداث التي وقعت في الاسبوع الثالث من الشهر الماضي بعدما تظاهر الطلاب احتجاجاً على اقتحام الشرطة الحرم الجامعي وضربها اساتذة وطلاباً، ودخلوا في اعتصام مفتوح عن الدراسة. لكنها فوجئت بتصعيد خطير في كلية التربية في مدينة ام درمان حيث استخدم الطلاب اسلحة بيضاء ومقذوفات حارقة في صدامات دامية احرقت خلالها قاعة الطعام ومكاتب صندوق رعاية الطلاب واعتقال وتعذيب مشرف داخلية الطلاب. وذكر ان الاشتباكات انتقلت الى مجمع شمبات الذي يضم خمس كليات في مدينة الخرطوم بحري شمال العاصمة الخرطوم واستخدم الطلاب الهراوات والاسلحة البيضاء وقنابل المولوتوف واعتقل وعذب بعضهم بعضاً مما ادى الى اصابة العشرات، بعضهم في حال خطرة نقلوا على اثرها الى المستشفى. واتهم قلة من الطلاب بالسعي الى اشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار وصولاً الى غايات لا علاقة للجامعة بها "فترهب الغالبية المغلوبة على امرها وتمنع قسراً الاساتذة والطلاب من دخول قاعات الدراسة". وتتهم التنظيمات المعارضة السلطة بتجميد اتحاد الطلاب ست سنوات خوفاً من فوز المعارضة بمقاعده واستغلاله سياسياً في مواجهة الحكومة وقيادة انتفاضة شعبية عبره، كما حدث خلال فترة حكم الرئيسين السابقين ابراهيم عبود وجعفر نميري، بينما ترى الحكومة ان فصائل المعارضة بعدما عجزت عن منازلة السلطة شعبياً في الشارع تسعى الى استغلال الطلاب لإحداث اضطرابات واحراجها سياسياً. واعتذر وزير الداخلية اللواء عبدالرحيم محمد حسين وحاكم ولاية الخرطوم عبدالحليم اسماعيل عن وقوع تجاوزات من الشرطة في تصديها للتظاهرات الاخيرة، وتعرض اساتذة في الجامعة وطلاب الى ضرب وشكلت لجنة للتحقيق ووعدت الحكومة بمحاسبة المتورطين في الاحداث. على صعيد آخر تتوقف غداً جولة محادثات السلام السودانية الجارية في بلدة مشاكوس الكينية منذ منتصف تشرين الاول اكتوبر الماضي، من دون الاتفاق على قضايا رئيسية تتصل بقسمة السلطة والثروة بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" ويتوقع ان يعلن اليوم تمديد الهدنة الموقعة بين الطرفين الى نهاية آذار مارس المقبل. وقال مستشار الرئيس السوداني لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين ان المفاوضات احرزت تقدماً في بعض القضايا "واوشك اكتمل الاتفاق في شأنها" موضحاً ان هناك مسائل لا تزال تحتاج الى معالجة و"بأي حال لن نكون في المربع نفسه الذي كنا فيه في بداية جولة التفاوض" لكنه لم يفصح عن نقاط الخلاف والاتفاق بين الطرفين. لكن الناطق باسم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" ياسر عرمان قال في تصريحات نشرت في الخرطوم امس ان المحادثات لم تصل حتى ليل اول من امس الى حل قضيتي السلطة والثروة، وهي ثماني قضايا رئيسية في موضوع السلطة واربع في الثروة، مشيراً الى ان الحركة ابدت مرونة واسعة بينما ظل موقف الحكومة ثابتاً. وقال عرمان ان الحكومة قبلت باقتراح الوسطاء بان تكون مؤسسة الرئاسة من رئيس ونائب له بدلاً عن الرئاسة الدورية التي طالبت بها الحركة، كما قبلت بأن تحصر العاصمة الخالية من الشريعة الاسلامية في الخرطوم مع استثناء مدينتي العاصمة الاخرتين "ام درمانوالخرطوم بحري" وقبلت ايضاً بمناقشة قضايا المناطق المهمشة "جبال النوبة وابيي والانقسنا" بعد الفراغ من موضوعي السلطة والثروة.