الناصرة - "الحياة" - أصدرت وزارة الدفاع الإسرائيلية تعليمات إلى السلطات المحلية باتخاذ الاستعدادات والتدابير اللازمة لمواجهة انعكاسات الحرب على العراق، وضرورة تجهيز الملاجئ ومستودعات الوقود والمياه لحالات الطوارئ. وأعلنت وزارة الداخلية أن المدارس والفنادق ستتحول في حال الطوارئ إلى ملاجئ ضخمة قادرة على استيعاب 180 ألف شخص. وفيما اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي السابق شمعون بيريز أن الحرب على العراق باتت وشيكة، شهدت تل أبيب أمس تدريبات واسعة للتحقق من جهوزية قوات الأمن والانقاذ لمواجهة عملية تفجير كبيرة تستخدم خلالها مواد كيماوية خطرة. وشملت التدريبات اخلاء بناية شاهقة قريبة من المباني التي تعرضت لصواريخ "سكود" العراقية في حرب الخليج. إلى ذلك، توقع الرئيس السابق لفريق تفتيش سكوت ريتر أن تبدأ الولاياتالمتحدة هجومها منتصف كانون الأول ديسمبر المقبل. وقال في حديث إلى اذاعة الجيش الإسرائيلي إنه في حال باشر فريق المفتشين الجديد عمله في العراق واتضح له أن المسؤولين العراقيين "يكذبون في تقاريرهم"، يخشى أن تحول واشنطن دون عودة الفريق إلى مجلس الأمن، ليطالبه بخطوات مناسبة. وزاد ان أميركا وبريطانيا تصران على أن العراق يملك أسلحة جرثومية وكيماوية، وسترفضان اعلاناً عراقياً ينفي ذلك، ما سيدفعهما إلى "بدء الهجوم أواسط الشهر المقبل". وأشار إلى أن حرب الخليج الأولى لم تهدف إلى إطاحة الرئيس صدام حسين، مستبعداً أن تكون إسرائيل مهددة فعلاً بصواريخ عراقية. وختم بأن من مصلحة الدولة العبرية دعم قرار مجلس الأمن الرقم 1441 واستئناف عمل المفتشين و"ليس إعلان دعمها عملية عسكرية ضد العراق". الى ذلك أشار التقرير السنوي لمعهد جافي للدراسات الاستراتيجية في جامعة تل ابيب الى وجود فجوة كبيرة في الميزان العسكري بين اسرائيل واعدائها المحتملين لمصلحة الدولة العبرية، خصوصاً في المجالات التقنية. لكن كاتب التقرير البروفسور شاي فيلدما حذر من تسارع حدث في المجال النووي في الشرق الأوسط، وفي قدرات بعض الدول على شن هجمات صاروخية على اسرائيل. واعتبر التقرير ان الجيش العراقي ضعف الى حد كبير على مدى العقد الماضي و"لا يملك القدرة على الصمود امام القوة الطليعية الاميركية التي تحشد في الخليج". واضاف: "وفقاً للتقديرات، ستحتاج الولاياتالمتحدة، من أجل إلحاق الهزيمة بالجيش العراقي، الى قوات برية أقل عدداً من تلك التي كانت لازمة في حرب الخليج عام 1991، على رغم انها اميركا تستعد لاستخدام عدد أكبر من القوات". وأعرب محرر التقرير الذي نشر أول من امس البريغادير جنرال احتياط شلومو بروم عن اعتقاده بأن حجم الجيش العراقي يقرب من نصف الجيش الذي واجهه الاميركيون في حرب الخليج. وقدّر بروم ان منع اطلاق صواريخ أرض - أرض عراقية ذات رؤوس حربية تقليدية أو كيماوية أو جرثومية لن يكون ممكناً إلا باحتلال غرب العراق. ويعتقد ان لدى اسرائيل القدرة على التعامل مع هذا "الخطر المحدود" بقدرات هجومية وبالدفاع النشط ضد الصواريخ باستخدام نظام الصاروخ "أرو".