يعود مسرح المدينة ومديرته الفنانة نضال الأشقر الى تنشيط الحياة الفنية في بيروت وإغنائها نهاية هذا العام، من طريق سلسلة من العروض الفنية عزفاً وغناء، ومن خلال برنامج وضع خصيصاً لشهر رمضان المبارك يمتد حتّى السادس من كانون الاول ديسمبر المقبل. ويقدّم البرنامج مجموعة من الفنانين الشباب من المغرب والمشرق العربيين. وتتنوع العروض التي يقدمونها على خشبة المسرح في بيروت، من حفلات السماع المقامي والأغاني الطربية الى الشيخ إمام... فموسيقى الراي وأغانيه. العرض الافتتاحي في العاشر من الشهر الجاري جاء من تونس بمؤلفات موسيقية مقامية هي باكورة تلاحين للعازفين التونسيين الشابين أمين وحمزة مرائحي اللذين ادهشا جمهور الحضور بمؤلفاتهما الموسيقية اليافعة التي قاما بعزفها بمهارة يشهد لها على آلتي العود والقانون، ولم يتركا تقنية من تقنيات العزف إلا وقاما باستعراضها امامنا بدراية وتمكن. كما قام بمصاحبتهما عزفاً على آلة الطبلة الهندية مواطنهما سفيان بن يوسف. يمتلك الأخوان مرائحي اضافة الى مهارة العزف، مهارة اخرى شابة هي مهارة التأليف الموسيقي التي تجلت في شكل خاص في عدد من المقطوعات مثل "عواطف خاصة جداً" و"همس الوتر". تلك المقطوعات التي ربما ارست نضجاً مبكراً يحتسب لهما في فن التأليف الموسيقي. الا ان بعض ما قدماه من المقطوعات، وعلى رغم مهارة العزف، والتلوين النغمي الذي قاما به، صيغت جملها على عجل من دون تمحيص فأتت متشابهة في صياغتها احياناً، ومفككة تفتقد الى الرابط في ما بينها احياناً اخرى. الا ان هذا الامر وعلى رغم اهميته البالغة، قد يحتسب لهما لا عليهما لحداثة سنهما، وتجربتهما المبكرة نسبياً في التأليف الموسيقي، فالشابان لم يبلغا الثامنة عشرة من عمرهما، ومع ذلك استطاعا وبمهارة العازف المحترف ان يقدما سلسلة من العروض على اهم المسارح التونسية بئر الاحجار، مهرجان المدينة... وخارجها في فرنسا والاردن ودار الاوبرا في مصر. والجدير ذكره، ان العرض الذي قدماه على مسرح المدينة في بيروت، هو الثاني لهما بعد عرضهما الاول في شباط فبراير من هذا العام.