حذر الرئيس حسني مبارك أمس من ان ضربة عسكرية للعراق ستؤدي الى اعمال "ارهاب وعنف"، وشدد أمام الهيئة البرلمانية للحزب الوطني الحاكم في مصر على أن هذه الضربة "ستؤثر على الجميع وستؤدي الى اعمال ارهاب وعنف قد لا تحصل فوراً لكنها تعطي الفرصة لجماعات الارهاب". وقال: "مخطئ من يتصور أن ضرب العراق سيرهب الدول الأخرى العربية". قال الرئيس حسني مبارك ان المسألة العراقية "معقدة جداً"، مشيراً الى أن "من يتصور ان ضرب العراق سيرهب الدول الأخرى العربية مخطئ، ويجهل طبيعة هذه المنطقة وشعوبها". وأوضح في حوار امس مع اعضاء الهيئة البرلمانية للحزب الوطني الديموقراطي، انه على اتصال مستمر بالرئيس الاميركي جورج بوش، ويبذل اقصى جهد كي تتجنب المنطقة أخطار العمل العسكري. وزاد ان "من المهم أن يعي العراق خطورة الوضع وان يستجيب قرارات مجلس الامن الى جانب نصحنا، ويسمح بالتفتيش من دون اي معوقات. هذا ما نقلته لوزير خارجية العراق ناجي صبري خلال لقائي معه". وأضاف: "عندما يشعر الرأي العام العالمي بأن ليست هناك اي اسلحة دمار في العراق فإن الرئيس الاميركي سيتجاوب. وأكد لي وزير خارجية العراق ان ليست لدى بلاده أسلحة نووية او اي سلاح آخر". واستدرك: "اذا وقعت ضربة عسكرية للعراق، فإن هذه ستكون لها انعكاسات كبيرة، وستؤثر علينا جميعاً وستؤدي الى اعمال ارهاب وعنف، قد لا تقع فوراً لكنها تعطي الفرصة لجماعات الارهاب". وحذر من ان "الارهاب أعمى، والحرب أسهل من الارهاب فالحرب معروفة الهدف، لكن الارهاب لا نعرف موقعه او مكانه". وتابع: "لا بد من ان ينفذ العراق قرارات مجلس الامن وعندئذ اعتقد ان الرئيس الاميركي لن يقدم على توجيه ضربة الى العراق طالما انه التزم قرارات المجلس ولم يبدِ اي معوقات". مبارك يحذر شاورن ووجه الرئيس المصري تحذيراً شديد اللهجة الى رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون من السعي الى "وطن بديل" للفلسطينيين، متسائلاً: "ماذا يريد شارون؟ إنني أحذر من أن هذا خطير جداً، وحين تطرد شعباً من أرضه لن يقف مكتوف الأيدي". وأكد أن مثل هذه الأفكار من شأنه أن يشجع الارهاب، و"علينا ان نعطي لكل ذي حق حقه كي يشعر الناس بالعدالة". وأوضح وزير الاعلام المصري صفوت الشريف أن مبارك كشف خلال الحوار مع النواب عن طبيعة الاتصال الأخير الذي تلقاه من وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز، اذ ابلغه مبارك ضرورة التفاوض مع الرئيس ياسر عرفات. وأبدى مبارك دهشته من طلبات اسرائيلية بتعيين رئيس وزراء لفلسطين واجراء انتخابات فلسطينية شرط عدم فوز عرفات. وأشار الى رسالة تلقاها من شارون يبلغه فيها أنه يريد ان يختم حياته السياسية بالسلام، وأعرب مبارك عن أمله بألا يكون هذا الوعد كوعود سابقة. وتناول الرئيس المصري ايضاً قضايا داخلية، داعياً "المتعثرين" في رد اموال المصارف والذين فروا الى خارج مصر الى "العودة اذا كانوا جادين"، مشدداً على أن الدولة "لا تنتقم" من أحد ولا تريد "للفساد ان يستشري فتصعب مواجهته".