أعلنت اسرائيل أنها سترد بقوة على هجوم نفذه فدائي فلسطيني في مستوطنة ميتزر الزراعية القريبة من طولكرم شمال الضفة الغربية قبل منتصف ليل الأحد الاثنين واسفر عن مقتل خمسة مستوطنين بينهم عائلة.ونقل التلفزيون والاذاعة الاسرائيليان عن مسؤول كبير لم تكشف هويته في وزارة الحرب أن الرد سيكون قويا بعد أن أجرى رئيس الوزراء الصهيوني أرئيل شارون ووزير الحرب شاؤول موفاز وبعض اعضاء هيئة الاركان مشاورات بعد ظهر أمس. كما عقد شارون وموفاز لقاء طارئا في بلدة سديح بوكر في صحراء النقب (جنوبفلسطين) في ذكرى وفاة ديفيد بن غوريون الذي أعلن قيام دولة الاحتلال العبرية على الأرض الفلسطينية، وهذه الذكرى يحتفل بها الاسرائيليون بحسب التقويم العبري. وسبقت لقاء موفاز وشارون مشاورات أجراها الأول مع ضباط في جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية. واتهمت حكومة الاحتلال السلطة الفلسطينية بانها مسؤولة عن الهجوم بينما دعا وزير الخارجية بنيامين نتانياهو مجددا الى التخلص من ياسر عرفات. وامتنع شارون، بضغط من الامريكيين ومعارضة حزب العمل، عن هذا الاجراء الذي رفضه اجتماع الحكومة. وقال نتانياهو: عرفات مسؤول عن هذا الهجوم الرهيب ولا بد من التخلص منه، لن يمكننا التقدم باتجاه السلام من دون وضع حد قبل ذلك لنظامه الارهابي، الا اننا يجب ان نأخذ بالاعتبار الشروط الدولية. واعلن عرفات عن تشكيل لجنة تحقيق في هذ الهجوم الذي تبنته كتائب شهداء الأقصى المنبثقة عن حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني. وأعلنت فتح أنه لا علاقة لها بهجوم ميتزر وأنها تدين الأعمال التي تستهدف المدنيين من الجانبين. وقال ناطق رسمي باسم حركة فتح في بيان: لا علاقة لحركة فتح بالعملية .. ولا علاقة للحركة بالبيان الذي صدر عن كتائب الاقصى التي تبنت العملية. وقال عرفات ان هجوم ميتزر يهدف الى تخريب المفاوضات الجارية بين حركتي فتح والمقاومة الاسلامية (حماس). ودان في الوقت نفسه التصعيد العسكري على الشعب الفلسطيني والمقدسات الاسلامية والمسيحية وتخريب مزارعنا ومصانعنا ومنشآتنا وبنيتنا التحتية. وكان الفدائي قد نجح في التسلل الى المستوطنة الزراعية الجماعية (كيبوتز) وأطلق النار وتمكن من الفرار. وقام شارون بزيارة المستوطنة. واستشهد فدائيان أمس الأول في وقت سابق من العملية في حقل قريب من ميتزر لدى قيامهما بتفجير شحنات ناسفة كانا يحملانها بعدما رصدتهما الشرطة الاسرائيلية. واشارت الشرطة الى أنهما ينتميان ايضا الى كتائب شهداء الاقصى. ولا تزال الشرطة الاسرائيلية في حال استنفار في منطقة شمال شرق تل ابيب، خوفا من وقوع عمليات جديدة. ولفظ الرضيع الفلسطيني نافذ خالد مشعل (عامان) أنفاسه اثر اصابته برصاص متفجر اطلقته دبابة اسرائيلية خلال عملية توغل في حي السلطات في رفح جنوب قطاع غزة بالقرب من الحدود المصرية. وأصيب ثلاثة أطفال وهم يلعبون خارج منزلهم. كما لفظ الطفل محمد أبو النجا (8 سنوات) أنفاسه بعد ظهر أمس متأثرا بجراح أصيب بها في رفح في 17 أكتوبر بفعل رصاصة اسرائيلية في رأسه، اضافة الى أنه تم العثور على جثة شاب فلسطيني متحللة وكان قد قتل قبل أيام برصاص الجيش الاسرائيلي قرب الخط الفاصل شرق بيت حانون شمال قطاع غزة. وبذلك يرتفع الى 1968 عدد الشهداء الفلسطينيين منذ اندلاع الانتفاضة نهاية سبتمبر 2000 بينما سقط في الجانب الاسرائيلي 647 قتيلا ومئات الجرحى.