سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لا يستبعد ولا يؤكد استجواب الرئيس العراقي ... والمفتشون سيعودون أولاً بفريق تمهيدي ثم ينضم الآخرون . بليكس ل "الحياة": المفتشون لن يقتحموا أي باب وسيتصرفون بحزم والمواقع الرئاسية ليست الأكثر صعوبة
اعرب رئيس لجنة الاممالمتحدة للمراقبة والتفتيش والتحقق انموفيك هانز بليكس عن ثقته بأن العراق سيقبل التعاون مع العراق، واعتبر ان التصويت السوري عزز القرار الجديد وشكل تأييداً عربياً له. وقال بليكس، في حديث الى "الحياة"، انه يشعر بالارتياح الى ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا تقولان إن هذا القرار هو من أجل السلام وليس للحرب. وفيما اشار الى ان الاستحقاق الأهم الذي انبثق من القرار الجديد هو ضرورة ان يقدم العراق "اعلانه" عما يملك من اسلحة وبرامج في غضون ال 30 يوماً، مؤكداً ان "تقريرنا سيكون موضوعياً، وسنلتزم الوقائع، ونستخدم المنطق والحجة". هنا نص الحديث: هل ناقشتم بالتفصيل ما هي الخطوة التالية؟ - كلا، أوضحنا ما سنفعل، والقرار ينص على أنه من المتوقع أن نتوجه إلى بغداد في غضون سبعة إلى عشرة أيام بعد صدور القرار. هذا ما سنفعله. سيكون هناك فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونحو 10 أو 20 شخصاً من جانبنا، وسأمضي والسيد البرادعي مدير الوكالة نحو يومين في بغداد، على أن يبقى الآخرون الذين سيهتمون بالشؤون اللوجستية. فنحن في حاجة إلى تأمين الهواتف والحاسوب وما إلى ذلك. إذاً هذا فريق تمهيدي وليس الفريق المعاين؟ - صحيح. كيف سيكون الوضع في حال لم يتجاوب العراقيون في غضون 7 أيام. هل يعني هذا خرقاً حسياً للقرارات؟ - انني واثق بأنهم سيجاوبون في خلال 7 أيام، وسيكون الجواب ايجابياً. لماذا أنت واثق؟ - اشعر بهذا، فهم يواجهون موقفاً تم تبنيه بشكل جماعي في مجلس الأمن، كما اعتقد بأن الكثيرين من أصدقائهم تحدثوا إليهم، وشعرنا بشكل عام بأنهم راغبون في التحدث إلينا. ماذا عن الموقف السوري، هل فاجأك؟ - اعتقد بأن السوريين يتفهمون جيداً أن العراقيين هم جيرانهم، وبالتالي فإن هذا القرار لم يكن سهلاً بالنسبة إليهم. لقد سررت جداً للايجابية التي أبدوها تجاه القرار. فما يعزز هذا القرار هو أن تصوّت دولة عربية لصالحه وهي سورية. وسورية تمثل المنطقة العربية. اعتقد بأن هذا يعني أن المنطقة تريد من سورية أن تتبنى القرار، وأن المنطقة تريد من العراق قبول القرار. فيما تشعر أنت وآخرون بالرضا للاجماع الذي ناله القرار، ثمة آخرون يشعرون بأن هذا ليس سوى مسودة للحرب على العراق. فما يقرأونه بين السطور يثير قلقهم، وهم لا يصدقون ما يقوله الجميع بأن هذا حل ديبلوماسي. ما هو ردك على هذه المخاوف، وما هي الأسباب التي تدعوك إلى الشعور بالرضا؟ - اشعر بالرضا لأن الولاياتالمتحدة وبريطانيا تقولان إن هذا القرار هو من أجل السلام وليس للحرب، وأنه بمثابة فرصة. وهذا ما قاله الرئيس بوش للسيد البرادعي ولي أنا، بأنهم يرغبون في العودة إلى الأممالمتحدة، وإلى حل سلمي. وهذا لا يعني أنهم في حال فشل القرار لن يلجأوا إلى طرق أخرى. لكن في الوقت الحاضر انهم يتطلعون إلى حل سلمي. شرط أن يتعاون العراق... - هذه فرصة أمام العراق، والجميع يقولون إنها فرصته الأخيرة. الكثيرون يعتقدون أن ما طلب من العراق بمثابة مهمة مستحيلة. لنبدأ مثلاً بالمواقع الرئاسية، كانت هناك مذكرة تفاهم ادرجت اجراءات معينة للمواقع الرئاسية، هل يمكنكم اليوم أن تقتحموا الباب الذي ترغبون فيه وتدخلوا إلى قصر رئاسي؟ ما هو مفهوم المذكرة التي أصدرها مجلس الأمن؟ - لا اعتقد بأننا سنقتحم أي باب على الإطلاق، سنتصرف بلباقة وحزم، ولكن بجدية. لا اعتقد بأن المواقع الرئاسية هي الأكثر صعوبة، اعتقد بأن القرار الأساسي بالنسبة إلى العراقيين هو ما إذا كانوا سيقدمون خلال 30 يوماً الإعلانات المطلوبة عن كل ما يملكونه بما فيها أسلحة الدمار الشامل، وأن يعطوا وصفاً لصناعاتهم السلمية. كان بإمكانهم أن يفعلوا ذلك في العام 1991، ولو فعلوا لما كانت هناك اليوم أي عقوبات أو أنها كانت لترفع في خلال عام. اعتقد أن أمامهم فرصة اليوم لتحقيق ذلك، وآمل بأن يفعلوا. لنتحدث عن مهلة ال30 يوماً، فهي فقط الأكثر أهمية، هل تعتقد بأن من الممكن أن يعطي العراق شرحاً كاملاً من دون أن يحذف شيئاً ضمن هذه المهلة. هل هذا ممكن تطبيقه؟ - في ما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل لناحية مواقعها وما إلى هنالك، نعم، هذا واقعي، لأن هذا الأمر طلب منهم مراراً عديدة في السابق. لذا اعتقد أنهم يعلمون جيداً ما نبحث عنه، ويعلمون ما قد تغاضوا عنه وما يجب أن يعلنوا عنه اليوم. أما في ما يتعلق بالإعلان عن البرامج المدنية كالكيمياء مثلاً، فأعتقد اننا قد نواجه بعض الصعوبات هنا، لأن العراق يملك صناعة بتروكيماوية كبيرة، ولا شك أن عملية الإعلان عنها أمر صعب. قلت ذلك أمام المجلس، واعتقد أنهم يعون أنه قد يستغرق المزيد من الوقت. دعني اركز على برنامج الأسلحة، لنفترض أن هناك أموراً قد تكون لديك معلومات عنها من إحدى الدول الأعضاء ولم تدرج ضمن ما أعلن عنه العراق، فهل ستعتبر عدم ورودها في الإعلانات اخفاء، وهل يكون هذا الشرارة؟ - أي ادعاء تتقدم به إحدى الدول الأعضاء لا يعتبر دليلاً. علينا أن نرى دليلاً. في حال رأينا أنهم حذفوا أمراً ما عندئذ سنتقدم بتقرير، لكن لا يمكننا أن نعتمد على ادعاء يتقدم به أحدهم. قد يكون هناك ادعاءات من وكالات استخباراتية، وبعضها قد يكون صحيحاً، لكن مع مجلس الأمن نحن في حاجة إلى رؤية الدليل. هل انت متأكد بأن في إمكان العراقيين أن يتقدموا بإعلان كامل عن أسلحتهم في غضون 30 يوماً إذا اختاروا ذلك حقيقة؟ - في ما يتعلق ببرنامج الأسلحة، نعم انني واثق. عودة المفتشين لن تحدث قبل 30 يوماً، هل هذا صحيح؟ - نعم... عدد منهم سيعود خلال 30 يوماً، وبعد مرور أسبوع على ذهابنا إلى هناك لتنظيم الاجراءات اللوجستية، سيكون هناك الفريق الأول من المفتشين. لكنك قلت ان هذا الفريق لن يكون الفريق المعاين؟ - كلا... بل سيكون فريقاً تمهيدياً وليس معايناً. الذين سيصلون يوم الاثنين في 18 تشرين الثاني نوفمبر، بمن فيهم أنا، ليسوا المفتشين، مع أن البعض منهم مؤهل لذلك. لكن بعد نحو أسبوع سيكون هناك نحو 12 مفتشاً، وسيقومون بعمليات تفتيش تمهيدية، ثم يتوجه فريق أكبر، وفي غضون 45 يوماً حسب ما يقرر مجلس الأمن، سيكون هناك نحو 80 إلى 100 مفتش في العراق. هل سيكون هناك أي تفتيش أساسي قبل الحصول على "الإعلانات"؟ - اعتقد ذلك، في الفترة الممتدة بين ال30 و45 يوماً. إذاً سيحصل ذلك بعد الإعلان؟ - نعم... لكن اعتقد أن بعض التفتيش قد يحصل قبل ذلك، لأنه في خلال أسبوعين سيصل الفريق الأول، وكما قلت سيقومون بتفتيشات تمهيدية لا تختلف كثيراً عن الأخرى، والعملية ستكون تدريجية. هل هذا يعني أنه لن يكون هناك نظام تفتيشي حقيقي وأساسي قبل "الإعلانات"؟ - قد يحدث ذلك قبل الإعلانات هذا ممكن. نعم آمل بذلك. هل تخطط لحدوث ذلك؟ - لن افصح لك من مخططاتي، وكما قلت، في غضون أسبوعين سيكون هناك مفتشون في المنطقة، وسيقومون بعمليات تفتيش. ستكون هذه أول رحلة لك للعراق بمنصبك الجديد، لأنك كنت هناك سابقاً كمدير للوكالة الدولية للطاقة الذرية. كيف تشعر لناحية ذهابك إلى بغداد، هل أنت قلق؟ - هذا تحد، واعتقد بأن هذه فرصة أمام العراق. والمجلس يقول إنها فرصته الأخيرة. نحن بالطبع نرغب في انهاء مسألة نزع الأسلحة، ونرغب في اتمامها. آمل بأن يخرج العراق من النفق الموجود فيه منذ أعوام عدة وبشكل غير ضروري. فلو حدث ذلك في العام 1991 لما كانوا عانوا من العقوبات طوال التسعينات. كيف تشعر ازاء أن يكون تقريرك أو تقرير السيد البرادعي إلى مجلس الأمن، في حال تضمن بعض الشوائب، هو الذي سيشعل شرارة العمليات ضد العراق؟ هل هذا عبء كبير وهل تشعر بأن مستقبل المنطقة رهن يديك؟ - كلا... علينا أن نوضح أن مجلس الأمن واعضاءه هم الذين يقررون الحرب أو السلام. تقريرنا سيكون موضوعياً، وسنلتزم الوقائع، ونستخدم المنطق والحجة. وقبل أن نقدمه إلى المجلس، هناك أمور مختلفة يمكنهم القيام بها، قد لا يلجأون إلى الحرب مباشرة، فالمجلس لديه وسائل عدة في خدمته، وآمل بأن لا يلجأوا إلى الحرب. هل هذا عبء عليك، خصوصاً أن الجميع راهن على عودة المفتشين كوسيلة لتفادي شن الولاياتالمتحدة حرباً على العراق. فالجدول الزمني بين يديك. وكذلك الأمر بالنسبة إلى اتخاذ القرار أو اصدار الحكم وطريقة التفتيش وتسلسل الأمور. من هو مرجعك، هل هو ضميرك أم الاستخبارات أم أحد أعضاء مجلس الأمن، إذ أنك تعرضت للكثير من الضغط؟ - لم أشعر بهذا الضغط، سنعمل وفق المذكرة التي أصدرها المجلس ككل ولم يصدرها عضو واحد فيه. هذه هي الإرادة الجماعية للأمم المتحدة. الهدف ليس التفتيش، الهدف هو نزع الأسلحة. هذا ما نريد تحقيقه. وعلى المدى البعيد نريد منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. ليس في العراق فحسب، بل في الشرق الأوسط برمته. أعربت عن تحفظاتك عن اخراج علماء ومسؤولين من العراق لاستجوابهم مع عائلاتهم لأسباب قانونية، ماذا عن داخل العراق، هل تشعر بأنك ترغب في استجواب الرئيس صدام حسين مباشرة؟ - لم نقرر بعد من سنستجوب داخل العراق. لكن الإعلان الذي سيقدم إلينا في غضون 30 يوماً سيقدم باسم الحكومة، أي وفقاً لسلطة الرئيس. لكن ما أكدناه هو رغبتنا في التحدث إلى أشخاص من دون أي وجود رسمي من الجانب العراقي، لأنه في السابق جرى بعض المقابلات وتخللها تهويل، كما كانت هناك مقابلات خالية من أي ترهيب. لكننا نرغب في أن يكون لدينا الخيار في أن نقرر مكان المقابلات وطريقتها. فنحن لن نرهب الشهود. هل تستبعد استجواب صدام حسين؟ - لا اعتقد انني سأرد على هذا السؤال الآن. ولا نعلم إذا كنا سنلتقيه. المذكرة تنص على أن لديك الحق في اختيار أي كان، مدنياً أو مسؤولاً رسمياً... - هذا صحيح، غير أنني لن اعطيك أياً من اسماء الذين سأقابلهم. إذاً أنت لا تستبعد ذلك؟ - أنا لا استبعد شيئاً على الاطلاق. كما انني لا أؤكد شيئاً. ماذا عن خارج العراق، يقولون إن لك حق الكتمان حول ما إذا كنت تريد اخراج مسؤولين، هل ستمارس هذا الحق؟ - لا أعلم... سنرى. قلت انني اتوقع بعض الصعوبات لناحية القيام بذلك، وانني سعيد لأن لدينا الحق في اتخاذ القرار حول مكان التفتيش وطريقته. لا بد أن أوضح أنه ليس تقرير بليكس أو البرادعي هو ما سيؤدي إلى اجتماع جديد لمجلس الأمن، بل أي تقرير من أي دولة عضو. هل تشعر بأن هذا قد يخفف من أهمية تقريرك، ولماذا ادرج هذا البند؟ - لا اعتقد بأن في امكاننا أن نمنع أي دولة من أعضاء المجلس من أن تقدم تقريراً للمجلس. لكن لماذا اعطي هذا البند أهمية؟ - ربما لأنهم ارادوا أن يعربوا أنه في حال حصولهم على معلومات مهمة يمكنهم أن يقدموها للمجلس. لن أحكم على المواقف التي يعتبرونها مهمة في هذا الصدد، بل سأحكم على الأمور المحتمة عليّ. هل تترجم هذا الأمر على أنه عدم ثقة بك، وأن الولاياتالمتحدة تريد التأكيد أنه في حال لم تقم أنت بالعمل فلها الحق بذلك؟ - اعتقد ان بإمكانها أن تقول لنا مباشرة ما علينا أن نفعله. ماذا لو وجدت أن ذلك هو ادعاءات فحسب وليس صحيحاً؟ - سنقول ذلك. سنقدم للمجلس تقريراً موضوعياً وغير منحاز، كما كنا دائماً في العملية التي سبقت اصدار القرار. انتقدك البعض لأنك رفضت عودة المفتشين أو على الأقل الفريق التمهيدي بعد الاتفاق على ذلك في فيينا. البعض قال انك رفضت ارسالهم إلى حين صدور قرار جديد، وانك بذلك ساهمت في امكان عدم عودة المفتشين. أي أن التاريخ قد يقول هانز بليكس ترأس هيئة في الأممالمتحدة لم تعد المفتشين، مع وقت عمل ريتشارد باتلر على اخراج المفتشين. إذاً البعض يقول انك إلى حد ما شوهت هذا الأمر؟ - لم اسمع بهذا من قبل. هناك ديبلوماسيون قالوا لي ذلك. - أولاً، لم نتفق في فيينا على أن نعود في 15 تشرين الأول اكتوبر. هذا التاريخ كان هدفاً ذكرناه أمام العراقيين في نيويورك، ثم جاء اقتراح القرار الجديد. وفي مرحلة سابقة أعربت عن موافقتي على قرار جديد، لم يكن ضرورياً أو قانونياً، كان بإمكاننا الذهاب وفق قرارات سابقة، لكن أردنا اصدار قرار جديد لأننا نبدأ بفصل جديد. لقد ناقشنا التدابير العملية مع العراقيين في فيينا، وما استجد هو ان القرار الجديد يحتوي على بنود تقضي باتخاذ تدابير اخرى. يمكنك أن تتصوري الدخول إلى العراق مع فريق من نحو 100 مفتش. وفي وقت يوافق بعض أعضاء المجلس على ذلك، يرفض اعضاء آخرون ذلك وقد يبدأون بالعملية العسكرية. لو حصل ذلك لكان تصرفاً غير مسؤول. لم ينتقدنا أي عضو من أعضاء المجلس على رفضنا لذلك. أردنا الانتظار قليلاً لنرى ماذا سيحتويه القرار الجديد. تعلم أن هناك مسؤولين في واشنطن، دعني اعطي اسمين منهم، نائب الرئيس ديك تشيني، ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، أعربوا سابقاً عن تحفظهم وعدم ثقتهم بالمفتشين. - هذا صحيح. هل تعتقد أن هذا القرار هو انتصار لمنطق باول، أم أنه انتصار لتشيني ورامسفيلد؟ - تحبين أن تدخلي بيّ في الدوامة الأميركية أليس كذلك؟ أحاول ذلك... - اعتقد بأن هناك رئيساً لهذه الدولة وقد انتخبه الشعب، كما أعتقد بأن مستشاريه، سواء كان وزير الدفاع أو وزير الخارجية، موالون للرئيس. اعتقد أنهم ناقشوا الأمر، وان هناك آراء مختلفة كما هي الحال دائماً في الحكومات. وتوصل الرئيس إلى استنتاج ينص على ضرورة اصدار قرار. وعمل على استخدام الطريق المتعدد الأطراف من خلال مجيئه إلى الجمعية العمومية. وها نحن هنا. التقيت الرئيس بوش؟ هل شعرت حقاً بأنه يرغب في أن ينجح المفتشون في مهمتهم، إذ أن البعض يعتقد بأن مسألة أن يتقدم العراق بإعلان في خلال 30 يوماً هي بهدف الحؤول دون عودة المفتشين، وليس فقط أن تكون الشرارة الأولى للحرب؟ - استمعنا جيداً إلى ما قاله الرئيس بوش، ولا أشك أبداً بأن ما اراد أن ينقله إلينا هو أنه يرغب في انتهاج الطريق المتعدد الأطراف، وان يقف وراء القرار. وبغض النظر عن كل التحفظات، فإنهم يدعمون المفتشين بشكل كامل ويدعموننا أيضاً. وهذه هي الرسالة التي أراد أن ينقلها إلينا. لم يذكر الكثير حول ما سيحصل عليه العراق في لعبة الجزرة والعصا، في حال امتثل بشكل كامل؟ - لم يذكر الكثير عن هذا الأمر، ولعل هذا الغموض يتبضع قليلاً في القرار 1284 الذي تحدث عن رفع العقوبات، هل يكفي القول إن الجزرة هي تفادي الحرب، وهل هذا عادل بالنسبة إلى الشعب العراقي؟ - اعتقد أن الهدف الأول هو تفادي الحرب، وهذه هي البداية، ومن ثم نرغب في رؤية العراق يعود إلى أن يكون دولة طبيعية مع الشرق الأوسط وفي الأممالمتحدة. أعلم انك أجريت اتصالات مع قادة عديدين خلال هذين الأسبوعين، فهل أجريت اتصالات مع قادة عرب أعربوا عن مشاعر معينة ازاء القرار؟ - اعتقد أنهم جميعاً يرغبون في عودة المفتشين. شعرت بدعم كبير من العالم العربي تجاه عودة المفتشين. كما أنهم علقوا الكثير من الآمال على هذا الموضوع. لكن الآمال يجب ألاّ تعلق علينا وحسب، بل على أن يتقدم العراقيون بإعلانهم. هذا هو الأمر الأساسي. هذا يعيدنا إلى عبء تقديم الدليل؟ أوضحت مراراً أن عبء تقديم الدليل يلقى على عاتق العراق. هلا شرحت لنا ماذا تتوقع أن يبرهن لك العراقيون؟ - هم يعلمون ماذا يجري داخل بلادهم، فهم يملكون الأرشيف والموازنة والتقارير وكل شيء، وفي حال كانوا كشفوا كل شيء كما يقولون سيكون بإمكانهم أن يبرهنوا على ذلك، أما إذا كانوا تغاضوا عن أمر ما، وهذا ما يعتقده الكثيرون، فإن الوقت الآن هو الوقت المناسب ليقولوا ما يزال هناك هذه الأمور وعلينا أن نعلن عنها، ودعونا نتلفها تحت اشرافكم. وفي حال قالوا نحن لا نملك الدليل على اتلافها عندها يصبحون مذنبين، أليس كذلك؟ - لا، ليس ضرورياً. انني اقول فقط اننا لن نعلن براءتهم، واننا سنقبل بالبراهين فحسب. فإذا لم يعطوا الدليل، عندئذ سنقول نحن متأسفون. وفي حال تقدموا بإعلان يقول ليس لدينا أي شيء. فهذا ليس دليلاً، هذا سيعتبر كذباً؟ فالسؤال سيبقى مطروحاً وما عليهم سوى أن يعطوا جواباً عن هذا السؤال. وماذا سيحدث في حال قالوا نسينا أمراً ما وها هو الآن مدرج في الإعلان، هل سيتهمون عندها بالكذب وتتم ادانتهم؟ وهل هذا سيكون الخرق الحسي الذي يتحدث عنه القرار؟ - البعض قد يقول حسناً هل أعلنوا عن ذلك كتابة الآن. وهل ما أعلن عنه هو 20 أو 50 في المئة. اعتقد بأن هذا سيكون أفضل بكثير من عرقلة المساعي. هل ستعتبرون ذلك خرقاً حسياً؟ - سنرحب بالإعلان، كما اعتقد بأن المجلس يتطلع إلى المضي قدماً وليس إلى الوراء. ما هو الوقت اللازم للنظر في الإعلان في حال تم تسلمه في خلال 30 يوماً للحكم عليه بأنه ينطوي على اخفاء أم لا؟ - لا يمكنني القول ما هو الوقت اللازم، علينا الآن انتظار الإعلان وقد يستغرق ذلك بعض الأسابيع. أنت إذاً تتوقع ما سيحصل؟ - لا أعلم ما سيعلنون عنه. لكنك تعرف ماذا تتوقع أن يعلنوه؟ - نعم نريد أن نصل إلى إعلان واضح جداً. وسيستغرق مراجعة ذلك بعض الوقت، غير أن هذه الإعلانات ليست موجهة إلينا وحدنا، بل إلى أعضاء المجلس، لذا فإن كثيرين سيعاينون ما يقدم إلينا.