بيروت - "الحياة" كرر الأردن أمس تأكيده "ان المناورات العسكرية المشتركة بين الاردن والولايات المتحدة الاميركية التي اجريت اخيراً لا علاقة لها، بموضوع الحرب على العراق". مكرراً موقف بلاده رفض استخدام الاراضي الاردنية في اي حرب ضد بغداد. وقال رئيس الوزراء الاردني علي ابو الراغب الذي يقوم بزيارة رسمية لبيروت "ان موضوع المناورات المشتركة قديم جديد، اذ هناك اتفاقات قديمة بين الاردن والولايات المتحدة الاميركية ودول اخرى لاجراء مناورات سنوية في الاردن للتدريب ولأمور تتعلق بالخبرات في مجالات مختلفة". وجاء كلام ابو الراغب رداً على سؤال بعد محادثات اجراها مع كل من رئىسي الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري. وصدر بعد المحادثات بيان مشترك شدد على تجديد الالتزام بقرارات قمة بيروت العربية لجهة رفض تهديد العراق بضربه واستخدام القوة ضده وعدم سماح البلدين باستخدام اراضيهما لشن عدوان على العراق. ورحب البيان بقبول العراق عودة المفتشين الدوليين من دون شروط، كخطوة متقدمة نحو حل المسائل العالقة بينه وبين الأممالمتحدة واعتبر ذلك منطلقاً لرفع الحصار عن العراق. واستمع ابو الراغب من لحود تأكيده "اهمية التضامن العربي في ضوء التحديات التي تواجه الدول العربية وعلى تفعيل المبادرة العربية للسلام التي بنتها القمة الفرنكوفونية. كما اكد انه لا يجوز تجاوز قرارات الشرعية الدولية وتجزئتها او ايجاد بدائل منها لا تحظى بالدعم العربي الشامل. وترأس ابو الراغب والحريري اجتماعاً موسعاً. وقال الحريري: "ان المنطقة تمر بمرحلة حساسة وحرجة بسبب تعثر العملية السلمية وتعنت الحكومة الاسرائىلية وانتهاجها سياسة الاستيطان والتهجير". وأكد ان الحكومة الاسرائىلية سدت ابواب السلام امام اي مبادرة أكانت عربية أم اوروبية ام اميركية ام دولية. وقال: "نعلم حراجة الوضع لكون الاردن دولة محاذية للعراق ونعرف الحكمة التي يتحلى بها جلالة الملك وتتحلون بها انتم للسير ببلادكم نحو الاستقرار". وأشار الحريري الى "ان في امكان كل من لبنانوالاردن الافادة من الميزات التفاضلية لكل منهما في السياحة، وان يفيدا من ميزات سورية، وتحدث عن معوقات بيروقراطية"، داعياً الى ازالتها والى الاتفاق على حجم معين للتبادل التجاري بين البلدين الحجم الحالي 90 مليون دولار. وأشاد ابو الراغب بجهود الحريري لاعادة بناء لبنان ولعقد مؤتمر "باريس -2". وأكد ضرورة تطبيق الشرعية الدولية على القضية الفلسطينية وإرغام اسرائىل على سحب قواتها وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس. وأشار الى تداعيات اقتصادية وسياسية لاستخدام القوة العسكرية ضد العراق على المنطقة كلها. وتشكلت لجنة مشتركة تجتمع دورياً بين البلدين برئاسة رئىسي الحكومتين. ووقع الجانبان 11 اتفاقاً لتسهيل العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ثم اذيع البيان المشترك الذي اكد الموقف العربي نفسه في ما يخص القضية الفلسطينية ودان الارهاب ودعا التمييز بينه وبين المقاومة ضد الاحتلال الاسرائىلي. وفي مؤتمر صحافي مشترك قال أبو الراغب رداً على سؤال عن امكان استغلال اسرائىل الضربة على العراق من اجل شن عدوان ضد لبنان وتنفيذ "ترانسفير" للفلسطينيين الى الاردن: "هناك الكثير من القصص الخيالية في هذا والاردنولبنان والدول العربية تمتلك مقومات لتحمي مصالحها. ومواضيع "ترانسفير" غير واردة ولا تخيفنا". وعن اغتيال الديبلوماسي الاميركي جيمس فولي في عمان قال انه لا توجد اشياء ملموسة في التحقيقات حول الموضوع، معتبراً انه اعتداء على الاردن اكثر مما هو على ديبلوماسي اميركي وان الاردن دولة آمنة.