لم يعد السؤال المطروح في الساحتين الاقليمية والدولية هو هل ستقع حرب ضد العراق أم لا، بل متى ستقع هذه الحرب؟ وتجاوزت التحليلات ذلك الى البحث في مرحلة ما بعد صدام وكيف سيكون وضع العراق بعد رحيله؟ ووسط سيل التكهنات والسيناريوات المطروحة في الساحة، لم يفطن كثيرون الى ان الحرب بدأت بالفعل مرحلتها التمهيدية، ليس فقط بحشد القوات الاميركية والبريطانية في منطقة الخليج وما حولها، ولا باستكمال الإعداد السياسي لها باستصدار تفويض من الكونغرس للادارة الاميركية بشن الحرب، والعمل على استصدار قرار متشدد من مجلس الامن يفرض على العراق قبول فرق التفتيش وحرية عملها المطلقة، وصفقات بناء التحالف الدولي المناهض للعراق، ولكن في بدء عمليات عسكرية فعلية تمثلت في تطهير مسرح العمليات من وسائل الدفاع الجوي العراقية، عبر ما يجري من قصف جوي اميركي شبه يومي لمحطات الرادار وبطاريات الصواريخ ارض - جو ومراكز قياداتها في شمال العراقوجنوبه وصولاً الى مطار البصرة. كما وقعت اشتباكات فعلية بين القوات الاميركية الموجودة في الاردن والقوات العراقية في قاعدة H3 غرب العراق والصحراء المحيطة بها، الى جانب ما يتردد عن تسلل عناصر استطلاع وقوات خاصة اميركية وبريطانية موجودة فعلاً حالياً داخل الاراضي العراقية، ليس فقط لجمع المعلومات، ولكن لترتيب اتصالات مع عناصر داخلية في هذا البلد سيكون لها دور في انقلاب يجرى الترتيب له من الداخل، ورفض تنفيذ اوامره لا سيما في ما يتعلق باستخدام اسلحة الدمار الشامل التي تشير المعلومات الى ان الرئيس العراقي اعطى تفويضاً لقادة الوحدات الصاروخية بالاسلحة نفسها، باستخدامها ضد الاهداف المخطط نسفها في منطقة الخليج في حال انقطاع الاتصالات بينه وبين قادة القطاعات العسكرية، وهو امر يشكل هاجساً كبيراً للقيادة الاميركية ولدول المنطقة وشعوبها. لذلك بدأت فعلاً الحرب النفسية المخطط شنها ضد العراق، بحض الرئيس جورج بوش القادة العسكريين العراقيين على عدم طاعة أوامر صدام حسين في ما يتعلق باستخدام اسلحة الدمار الشامل، حتى لا يتعرضوا للمحاكمة الدولية كمجرمي حرب. يعني الإعداد السياسي للحرب في المفهوم الاميركي أموراً مهمة يتعين على الديبلوماسيتين الاميركية والبريطانية النهوض بها من بينها: توفير غطاء من الشرعية الدولية للحملة العسكرية باستصدار قرار من مجلس الامن يفرض على العراق السماح للمفتشين الدوليين بممارسة عملهم بحرية كاملة ومن دون عوائق وضمان عدم استخدام اي من الاعضاء الدائمين في المجلس حق الفيتو، خصوصاً روسيا وفرنسا والصين، وضمان ضم دول مجاورة للعراق من بينها ايران الى التحالف الجديد، وتأمين ولاء المنطقة الكردية عبر اجراء مصالحة بين مسعود البرزاني وجلال طالباني. كما حرصت الادارة الاميركية على التنسيق المسبق مع اسرائيل، وتعهدت اخطار تل ابيب قبل موعد الضربة بوقت كافٍ، وزودت الدولة العبرية ثلاث بطاريات "باتريوت" حديثة PAC-3 تشكل مع نظام الدفاع الصاروخي الاسرائيلي الذي تم نشره اخيراً حول المناطق الحساسة في الدولة العبرية قرب تل ابيب وفي محيط ديمونة حائطاً للدفاع ضد هجمات الصواريخ العراقية المتوقعة. الاعداد العسكري للحرب وعلى خط مواز بدأت القيادة الاميركية منذ شهور في نشر قواتها البرية والجوية والبحرية، في منطقة الخليج وما حولها الى جانب القوات البريطانية، وسيكون لها في نهاية تشرين الثاني نوفمبر الموعد المتوقع لشن الضربة بين خمس وست حاملات طائرات ونحو 250 قاذفة مقاتلة تحمل كميات كافية من الذخائر الذكية ونحو 2000 صارخ كروز توماهوك، اضافة الى أربع مجموعات برمائية مع وحدات مشاة الاسطول المخصصة للتدخل السريع. وسيكون انتشار مقاتلات "ستيلث" الشبح قريباً في قاعدة "انجرليك" في جنوبتركيا وقاعدة "العديد" في قطر، ويتوقع ان يرتفع حجم القوات الاميركية من 55 الفاً الى 100 الف جندي و2500 طائرة و60 سفينة حربية. وقد تصل إذا اتسع نطاق العملية الى 250 الف جندي، من بينهم 1000 من القوات الخاصة، موجود منهم حالياً "الدينجرز" و"الباريهات الخضراء" ووحدات "سيل". ويتوقع وصول قوات "دلتا" و"عجول البحر" ووحدات العمليات الخاصة في سلاح الجو الفوج 160 و"المغاوير 75" قريباً. أما بريطانيا فستشارك في الحرب بالفرقة المدرعة "جرذان الصحراء" وسيتم تدعيمها ليصل حجم المشاركة البريطانية الى ما بين 15 و19 الف جندي وسربين من مقاتلات "تورنادو". كما يتوقع مشاركة القوة الخاصة "أس أي أس" البريطانية والفرقة المحمولة جواً "سي آي أس" والفرقة المحمولة بحراً "أس بي أس" اضافة الى فرقتي مظلات. وستنتشر هذه القوات بين تركياوالاردن ومنطقة الخليج. وفي اطار الاستعدادات العسكرية، رصد الكونغرس 14 بليون دولار للبنتاغون واطلقت الولاياتالمتحدة ستة اقمار اصطناعية من طراز "لاكروس" وو"كي بي -1" على مدار 320 كلم فوق الارض، للتجسس ومسح الاراضي العراقية على مدار الساعة. كما طلبت من اسرائيل 200 طائرة من دون طيار للتشويش على انظمة الدفاع الجوي العراقية، ونشرت 11 قاذف صواريخ "باتريوت" في الكويت. ويجرى حالياً في الولاياتالمتحدة تدريب 2000 من الجنود والضباط العراقيين المنشقين على النظام ويتوقع ان يرتفع عددهم قريباً الى 10 آلاف فرد، قيادتهم مدنية ومهمتهم ليست محاربة الجيش العراقي ولكن "صلة وصل" بينه وبين قوات التحالف التي ستقود عملية التغيير. اما عن الاسلحة والذخائر الحديثة التي ستلعب دوراً مهماً في الحرب المقبلة فتشمل القنابل "جي بي يو -28 بي" الحنجرة الغائرة لاختراق التحصينات العميقة تحت الارض وتدميرها، وهي موجهة بالليزر، وقنابل التفجير الحجمي ويطلق عليها قذائف الابخرة الحارقة خليط وقود وهواء يتفجر في الجو، والقنابل العنقودية التي تحوي شحنات من القنابل الصغيرة الموجهة والمضادة للافراد والدبابات، كما تم نشر القاذفات المقاتلة الاحدث في الجيش الاميركي "بي - 2" في قاعدة دييغو غارسيا، والمسلحة بالمقذوف "بونكر" الموجه بالليزر، وكذلك مقاتلات "بلو 113". واشارت مصادر الى إعداد قنابل من طراز بي-61" وهي قنابل هيدروجينية يمكنها اختراق تحصينات على عمق 20 متراً تحت الارض، حيث تنفجر على هذا العمق وليس قبل ذلك، ومخطط استخدامها في حال الطوارئ إذا لم تنجح القوات الخاصة والبرية في تحقيق مهماتها وتمكنت القوات العراقية من الصمود طويلاً في السراديب والأنفاق تحت الارض وتحت مياه دجلة والثرثار والحبانية. وضعت القيادة العراقية خطتها للدفاع عن العراق بمشاركة ثلاثة من الجنرالات الروس المتقاعدين في شكل ثلاثة نطاقات دفاعية على النحو التالي: أ - النطاق الدفاعي الأول: ويقام في مواقع دفاعية عدة بعمق كيلومترين الى ثلاثة، على الحدود العراقية مع الكويت والسعودية والاردنوايران، وحول الموصل وكركوك. وتتولى الدفاع فيه فرق المشاة العاملة من الجيش، وتدعمها في عمقها اربعة فرق مدرعة بواقع فرقة مدرعة في كل اتجاه. ويصل اجمالي عمق النطاق الدفاعي الاول الى 15 - 20 كلم في كل اتجاه استراتيجي. ب - النطاق الدفاعي الثاني: يبدأ من حدود مناطق الحظر الجوي الشمالية والجنوبية وحتى النطاق الخارجي عن بغداد خط عرض 36 في الشمال وخط عرض 32 في الجنوب، ويتكون من موقعين دفاعيين بعمق 10 كيلومترات، وتتولى الدفاع فيه فرق الحرس الجمهوري حيث تمثل الفرق الميكانيكية الخطوط الدفاعية مرتكزة على انظمة من المواقع الهندسية، ومدعمة بالصواريخ المضادة للدبابات، في حين تتمركز الفرق المدرعة خلفها ب 5 - 8 كيلومترات استعداداً لشن ضربات مضادة في الاتجاهات التي ستخترق منها القوات الأميركية بعدما تنجح وحدات الصواريخ المضادة للدبابات في صدها. ج - النطاق الدفاعي الثالث: حول بغداد وتكريت، وتدافع عليه فرق النخبة من الحرس الجمهوري وقوات خاصة اخرى تعرف ب"جيش الظل" قوامه 50 ألف جندي، يتميزون بالولاء الخاص للنظام، ومعظمهم من ابناء تكريت وعشائر اخرى تدين بالولاء لصدام حسين. وقسمت بغداد الى اربعة مربعات عسكرية طبقاً لأحيائها، وتم توفير احتياجات كل مربع من الاسلحة والذخائر واجهزة الاتصالات، والمؤن الغذائية والمياه والمستشفيات، مع شق انفاق وممرات سرية لسرعة الاختفاء والمناورة بالقوات والمؤن من مربع الى آخر عند الحاجة. وتحددت مهمة قوات النطاق الدفاعي الاول في صد هجوم القوات البرية الأميركية، وقوات المعارضة القادمة من الخارج ومن المناطق الكردية، وربما من جانب ايران بواسطة فيلق "بدر" المعارض، وعرقلة تقدمها، مع استيعاب الهجمات الجوية بواسطة وسائط الدفاع الجوي المتمركزة في حدود هذا النطاق الدفاعي وحوله، وحرمان المقاتلات المعادية من التركيز على بغداد، اضافة الى منع القوات البرية من الاتصال بأي قوات خاصة اميركية يكون تم حصارها في نطاق بغداد في العمق، حتى يتم القضاء عليها بواسطة القوات المخصصة للدفاع عن بغداد. أما مهمة النطاق الدفاعي الثاني، فيتولى مسؤوليتها فيلق الحرس الجمهوري، بعد سقوط النطاق الدفاعي الاول، وانتشرت الفرق المدرعة والميكانيكية على طول محاور التقدم الى بغداد وتكريت، وتعمل في مجموعات صغيرة مسلحة بالصواريخ المضادة للدبابات لعرقلة وتعطيل تقدم مركبات القتال المهاجمة، سواء الأميركية او من قبل قوات المعارضة، ومنعها من الاتصال بقوات الإبرار الجوية الخاصة التي انزلت في نطاق بغداد، وسرعة تدمير هذه القوات ومنعها من دخول بغداد بأي وسيلة. وتم تجهيز مناطق من طرق التقدم والجسور للنسف. واذا ما نجحت قوات النطاق الدفاعي الاول في التمسك بمواقعها أو الفرق الميكانيكية المدافعة في مواقع النطاق الثاني، فتستعد الفرق المدرعة الثلاث النداء، حمورابي، والمدينة المنورة لشن هجمات مضادة لتدمير ما تم صده من القوات الأميركية في النطاق الاول او مشارف النطاق الثاني وعليه. ويطلق على النطاق الدفاعي الثالث "عش الدبابير" حول بغداد بسبب تعدد مستويات الدفاع عنها، وكثافة العناصر المشاركة فيها، وهي من قوات النخبة في الحرس الجمهوري جيدة التسليح والتدريب ومضمونة الولاء، ومجهزة تماماً لإدارة حرب مدن وشوارع، لذلك تم تزويدها أسلحة متقدمة واجهزة اتصالات متطورة، وتم زرع عبوات مفخخة على كل مداخل بغداد وتكريت والجسور المقامة على نهري دجلة والفرات وروافدهما، وطورت هذه العبوات محلياً لتكون شديدة الانفجار. وتشكل مع الاسلحة المضادة للدبابات والمضادة للأفراد مناطق قتل مغطاة تماماً بنيران المدفعية. أما اللواء الثالث حرس جمهوري قوات خاصة فيتولى الدفاع عن منطقة الزعفرانة جنوببغداد، وهو اللواء الذي استكمل تدريبه على إدارة حرب المدن. ويتولى "جيش الظل"، أو ما يطلق عليه "جيش الخفاء" مسؤولية الدفاع داخل بغداد في حال سقوط القطاعات الدفاعية الثلاث، وهو سلاح الملاذ الاخير الذي سيعتمد عليه النظام العراقي في معركة البقاء، وتم إخضاعه لتدريب مكثف على جميع أنواع السلاح والمتفجرات وحرب الشوارع، كما تم تزويد عناصره بنظام اتصالات خاص يعتمد على الهواتف النقالة، حيث تضع القيادة العراقية في اعتبارها ان جميع مراكز الاتصالات ستتعرض إما للدمار أو الاعاقة الالكترونية. لذلك تم تجهيز سنترالات للهاتف النقال، وتمت برمجة السنترالات لتعمل وفق أرقام مختصرة، وقسمت هذه القوات على الاحياء السكنية في بغداد، ولكل حي مركز قيادة يسيطر على عشرات المجموعات الامنية الصغيرة الموزعة على شكل عنقودي، ولكل قيادة حرية التصرف والحركة في منطقتها، وتتعاون القيادات الميدانية مع بعضها بحسب حاجة المعركة، مع وجود احتياطي اخير في محيط المنطقة الرئاسية التي يسيطر عليها قصي النجل الاصغر لصدام، ومسؤول الامن والدفاع والحرس الجمهوري في النظام العراقي حيث يستخدم هذا الاحتياطي بحسب سير المعركة وظروفها، وحاجة كل قطاع لدعم اضافي بناء على حجم العدو الذي يهاجمه وخطورته، مع السعي الى استدراج الأميركيين في حرب شوارع داخل بغداد. وتتولى ميليشيات "فدائيو صدام" 20 ألف عنصر مهمة السيطرة على الاوضاع الداخلية، واخماد اي انتفاضات او ثورات داخلية قد تنجح قوى المعارضة الداخلية والخارجية في إثارتها، كالتي حدثت في مدن الشمال والجنوب في ما عرف ب"انتفاضة مارس 1991" عقب هزيمة الجيش العراقي في حرب تحرير الكويت. لذلك لدى هذه الميليشيات أوامر بفتح النار فوراً ومن دون أوامر فوقية على أي تظاهرات معادية للنظام في اي مدينة او قرية في العراق، تساعدها في ذلك قوات اخرى شبه عسكرية تقدر بحوالى 22 ألفاً من قوات الأمن العام. وفي اطار إعداد بغداد لتكون منطقة قتل لأي قوات أميركية تقتحمها، تم تلغيم المنشآت الحيوية فيها استعداداً لنسفها، وفي مقدمها مقار الحكومة والحزب والجيش وقصور الرئاسة والاجهزة الامنية والمصارف بعد سحب الاموال منها، ومستودعات المواد الغذائية والجسور والاماكن المقدسة، واعتماد مناطق بديلة لمقرات الحكومة والحرب واجهزة الأمن والاستخبارات. ومن شأن هذه الخطة شل الحرب الجوية الأميركية، وتقليل فعالية الضربات الجوية، لأن طبيعة انتشار القوات العراقية على النحو السابق ذكره في مجموعات صغيرة، وتكتيكات عملها يجعل بغداد بأكملها هدفاً عسكرياً، ومن المستحيل ان تدمر الهجمات الجوية بغداد بالكامل للقضاء على نظام صدام، كما ان من شأن هذه الخطة استدراج القوات الأميركية الى جيوب قتل داخل وبين النطاقات الدفاعية، والى حرب شوارع داخل المدن العراقية، خصوصاً بغداد بهدف تكبيدها خسائر بشرية جسيمة، كما ان الاخفاء والتحصين الجيد للاسلحة ومركبات القتال ستقلل من حجم الخسائر فيها نتيجة الهجمات الجوية، اضافة الى ان نجاح القوات العراقية المدافعة على النطاقات الدفاعية الثلاث في التمسك بمواقعها وصد تقدم القوات البرية الأميركية المهاجمة وتأخيرها، سيسهل على القوات المدافعة في بغداد حصار وتدمير اي قوات إبرار خاصة يتم إبرارها جواً في نطاق بغداد. وليس من المستبعد أن تتضمن الخطة الدفاعية العراقية شن ضربات إجهاضية مسبقة ضد القوات الأميركية في مناطق تمركزها في الخليج، بواسطة ما يمتلكه العراق من صواريخ بالستية ارض/ ارض مزودة برؤوس تقليدية وفوق تقليدية، كذلك شن هجمات جوية انتحارية ضد السفن الحربية الأميركية في الخليج، أو بواسطة طائرات من دون طيار موجهة عن بعد. وليس من المستبعد ان تشمل الخطط العراقية اعادة اجتياح الكويت واستعادة المناطق الكردية في شمال العراق، وتوجيه ضربات صاروخية غير تقليدية كثيفة ضد إسرائيل، وقاعدة العديد في قطر، اضافة لاحتمال قصف عواصم عربية عدة وحقول النفط في الخليج، بهدف توسيع نطاق الحرب وتحويلها الى حرب اقليمية تشعل المنطقة برمتها، الى جانب تنفيذ عمليات إرهابية في العمق العربي وداخل الولاياتالمتحدةوبريطانيا بواسطة مجموعات موالية لبغداد، في اطار الرد الانتقامي الصدامي المعروف ب"سيناريو شمشون" أي هدم المعبد على من فيه، حتى وإن كان في ذلك دمار شبه كامل للعراق، وتعريض شعبه لمهالك أشبه بالإبادة. * لواء ركن متقاعد وخبير استراتيجي مصري.