تمكنت سلطات الموانئ والشؤون البحرية اليمنية في ساعة مبكرة امس من وقف تسرب النفط الخام من الناقلة الفرنسية "ليمبورغ" التي تعرضت لحادث حريق تلته انفجارات في أربعة من خزاناتها الأحد الماضي، اثناء توجهها الى ميناء الضبة اليمني الخاص بتصدير النفط. وتمكن رجال الاطفاء والانقاذ من اخماد الحريق داخل الناقلة، وانتشال جثة بحار بلغاري وعليها آثار حروق. ولم يصل فريق المحققين الفرنسيين حتى مساء أمس الى مدينة المكلا، ويتوقع ان تبدأ اليوم التحقيقات اليمنية - الفرنسية، وينضم اليها محققون اميركيون. ووصل الى المكلا اثنان من الخبراء الفرنسيين التابعين للشركة المالكة للناقلة، وقررت السلطات اليمنية اعادة استجواب القبطان بحضور خبراء في الشؤون البحرية، نظراً الى التناقضات الكبيرة بين أقواله التي أدلى بها الى المحققين اليمنيين وبين تصريحاته الى الصحافيين امس، التي أفاد فيها ان الانفجارات لا يمكن ان تعزى الى خلل فني. وأكدت مصادر حكومية يمنية ل"الحياة" ان كل التحقيقات لم تسفر عن أي معلومات تفيد باقتراب زورق غريب من الناقلة قبل الحادث، باستثناء أقوال الطالب الفرنسي المتدرب مع طاقمها والذي أفاد أنه شاهد زورقاً يقترب منها، ولم يؤكد هل تسبب في الانفجار. وتفقدت الناقلة امس لجنة حكومية يمنية تضم وزراء النقل والشؤون البحرية والنفط والسياحة والبيئة ووكيل وزارة الداخلية وعدداً من الخبراء. واطلعت على الاضرار التي لحقت بالسفينة الراسية على بعد نحو 16 كيلومتراً من شواطئ مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت. وامتدت بقع النفط المتسرب من الناقلة على مساحة تغطي 140 كيلومتراً بين ميناء الضبة ومدينة المكلا، وشوهدت الطيور البحرية والاسماك التي نفقت بسبب التلوث النفطي، ما يشير الى كارثة بيئية نتيجة الحادث. وعلمت "الحياة" ان الحكومة اليمنية استعانت بخبراء دوليين في التحقيقات. ورجح معظم المؤشرات حادثاً عرضياً علماً ان التحقيقات الأولية التي اجرتها السلطات اليمنية استبعدت احتمال تعرض الناقلة لهجوم ارهابي، والفجوة التي ظهرت في الهيكل الخارجي للناقلة مرتفعة عن سطح الماء، وتبدو نتيجة انفجار من داخل الناقلة وليس من خارجها. في غضون ذلك ناقش الرئيس علي عبدالله صالح مع المنسق الاميركي لمكافحة الارهاب في الخارجية الاميركية فرانسكيس تيلور امس التعاون في مجال مكافحة الارهاب. واكدت ل"الحياة" مصادر مطلعة ان الرئيس اليمني ابلغ المسؤول الاميركي انزعاج صنعاء من المضايقات التي يتعرض لها اليمنيون اثناء زيارتهم الولاياتالمتحدة او مواطنوهم الموجودون في هذا البلد.