صنعاء - "الحياة"، ا ف ب، رويترز، ا ب - تفقّد خبراء يمنيون وفرنسيون وأميركيون مجدداً أمس ناقلة النفط الفرنسية "ليمبورغ" الراسية منذ الأحد الماضي قبالة ميناء الضبة قرب المكلا، على بعد 800 كيلومتر من صنعاء، إثر الانفجار الذي استهدفها وأدى الى مقتل أحد افراد طاقمها. وكرر مسؤولون أميركيون وفرنسيون ان الناقلة تعرّضت على الأرجح لهجوم، إذ عثر المحققون على حطام زورق وبقايا متفجرات على متنها. وفي حين قال مسؤولون يمنيون ان حطام الزورق قد يكون لقارب نجاة تحمله الناقلة، رد خبراء غربيون بأن لون زورق النجاة يختلف عن لون الحطام الذي عُثر عليه. وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو-ماري امام صحافيين أمس: "المعلومات التي تلقيناها مساء أول من أمس وخلال الليل تتجه اليوم الى فرضية الاعتداء، لأننا عثرنا في داخل الناقلة على اجزاء من زورق وآثار متفجرات". وأشارت الى تبني "جيش عدن أبين الإسلامي" تفجير الناقلة، وهو البيان الذي تلقته "الحياة" من جماعة "أنصار الشريعة" في لندن. وتابعت ان "تبني المسؤولية يدفع الى الاعتقاد بأن سفينة أميركية كانت مستهدفة اساساً"، مشيرة بالتالي الى "امكان حصول خطأ، إذا صح التعبير". واضافت: "هذا التبني يشير الى مساهمة الناقلة في تزويد سفن اميركية او غربية نفطاً، واستهدفت بالتالي في شكل غير مباشر". ونقلت وكالة "اسوشيتد برس" أمس عن مصادر في الاستخبارات الأميركية تشكيكها في صحة بيان "جيش عدن" الذي أشار الى ان "ليبمورغ" لم تكن هي المستهدفة بالهجوم بل فرقاطة اميركية موجودة في المنطقة، فيما نقلت وكالة "فرانس برس" عن قبطان الناقلة اوبير ارديون ان اي فرقاطة اميركية لم تكن في جوار الناقلة وقت الانفجار. واوضحت الوزيرة اليو-ماري ان القواعد الفرنسية في المنطقة "تخضع لتعزيزات أمنية"، مؤكدة "تصميم الحكومة الفرنسية على مكافحة الارهاب من دون كلل". وكان محققون فرنسيون صعدوا مع خبراء يمنيين وأميركيين الخميس الى متن الناقلة، اكدوا العثور على بقايا الياف زجاجية لمركب قد يكون اصطدم بالناقلة. ولاحظوا ان قسماً كبيراً من الصفائح الحديد في الفجوة التي احدثها الانفجار موجّه الى الداخل. وقال احد المحققين الفرنسيين في المكلا ان "الخبراء مقتنعون بنسبة 99 في المئة بأن المسألة تتعلق بعمل ارهابي". وافاد مسؤول في البنتاغون ليل الخميس ان المحققين الاميركيين الذين تفقدوا ناقلة النفط، عثروا على بقايا متفجرات من نوع "تي.ان.تي" و"حطام مركب صغير على جسر" الناقلة. واضاف ان "الاختبارات بالنسبة الى بقايا تي.ان.تي كانت ايجابية في بعض المواقع". واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق ان الانفجار ناتج عن اعتداء، وتحدث احد المسؤولين عن "دلائل كثيرة تشير الى ان الانفجار من فعل ارهابيين". لكان اليمن شدد ليل الخميس - الجمعة على انه لا يمكن في المرحلة الحالية تأكيد فرضية الاعتداء. وقال وزير النقل والشؤون البحرية اليمني سعيد اليافعي في تصريح بثته وكالة الانباء الرسمية سبأ ان "المحققين عثروا على بقايا الياف زجاجية على متن ناقلة النفط، لكنها قد تكون لقارب النجاة التابع للناقلة والذي دمر في الحادث". وتابع اليافعي الذي يرأس لجنة التحقيق اليمنية: "لهذا السبب اتفق على تفحص الحطام في المختبر لتحديد هل يعود لقارب النجاة المدمر ام لا". وابلغ قائد الناقلة "ليمبورغ" وكالة "فرانس برس" أمس انه لم يكن هناك أي قارب نجاة في الجزء من الناقلة حيث عثر المحققون على حطام مركب. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر قريب الى التحقيق قوله عندما سئل عن تصريحات الوزير اليمني التي اعتبر فيها ان الحطام ربما كان لأحد زوارق النجاة على متن الناقلة نفسها: "على الارجح هذا صحيح لأن زورقي النجاة اللذين كانا في الناقلة احترقا بفعل النيران، لكن لون زوارق النجاة كان احمر بينما الحطام الذي عثر عليه كان ازرق أو ابيض، وهو اللون نفسه لزوارق الصيد في المنطقة". ورأت صحيفة "لويدز ليست" البريطانية التي تشكل مرجعاً في الاوساط البحرية ان صور الفجوة في هيكل السفينة تؤكد فرضية الاعتداء. و"تظهر بوضوح ان المعدن على جوانب الفجوة التي يبلغ قطرها ثمانية امتار مثني الى الداخل". واعتبر عدد من افراد الطاقم وكذلك شركة "اوروناف" المالكة للناقلة ان الانفجار ناتج عن اعتداء. واكد احد البحارة الفرنسيين على متن "ليمبورغ" انه شاهد زورقاً يقترب بسرعة من الناقلة قبل بضع ثوان من الانفجار. وقال مسؤول يمني ان 20 شخصاً اعتُقلوا "كاجراء وقائي". وفي باريس، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرانسوا ريفاسو عزم بلاده على كشف مرتكبي الاعتداء على الناقلة. وقال ان الخارجية طلبت من بعثاتها في "المناطق الحساسة" اتخاذ إجراءات امنية احترازية لحماية الجاليات الفرنسية. أما الناطق باسم وزارة الدفاع جان فرانسوا بيرو الذي تحدث خلال المؤتمر الصحافي ذاته، فأشار الى إجراءات يتم التداول في شأنها بين شركات النقل البحري والقوات البحرية الفرنسية بهدف تعزيز أمن السفن. وأوضح ان سفناً حربية في المحيط الهندي - بينها فرقاطتان فرنسيتان - تعمل تحت قيادة ألمانية ربما تلجأ الى تأمين حماية للسفن التجارية مثلما فعلت بين عامي 1987 و1988. لكنه قال ان هذا الإجراء لن يكون "دائماً".