أكدت قيادة قوات المعارضة السودانية امس انها استولت على حامية تابعة للجيش السوداني وقطعت الطريق الرئيسي الذي يربط ميناء بورتسودان بالعاصمة الخرطوم، لكن الجيش السوداني نفى بشدة قطع الطريق الاستراتيجي واعتبر الاعلان عن ذلك "محاولة لصرف الأنظار عن هزائم المتمردين في الجنوب". وأفاد بيان اصدرته "القيادة العسكرية الموحدة" للمعارضة ووزع في القاهرة أ ف ب، ان "قوات التجمع الوطني الديموقراطي تمكنت من اغلاق طريق بورتسودان - كسلا - الخرطوم نهائياً بعد استيلائها على حامية رساي الاستراتيجية". واضاف البيان ان "حامية رساي تقع الى الشمال الغربي من حامية همشكوريب التي تشرف على الطريق القومي وتعتبر آخر الحاميات الحكومية لحماية الطريق". وفي الخرطوم، نفى الناطق باسم الجيش الفريق محمد بشير سليمان بشدة ان تكون قوات المعارضة استولت على حامية رساي القريبة من الحدود الاريترية وقطعت طريق بورتسودان - الخرطوم. مؤكداً ان المعارك مستمرة في شرق البلاد. ورأى ان "العدو يحاول تشتيت جهودنا وصرف النظر عن هزائمه في جنوب البلاد". ونفى حاكم ولاية كسلا الفريق آدم حامد موسى صحة اعلان الناطق باسم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" ياسر عرمان الاستيلاء على رساي وقطع الطريق البري. وقال ل"الحياة" في اتصال هاتفي من كسلا ان "حامية رساي تبعد عن الطريق 60 كيلومتراً". واكد ان القوات الخاصة التي تحرس الطريق "تقوم بمهمتها ولن يتمكن المتمردون من الوصول اليه". وأبلغ مسؤولون في ثلاث من شركات النقل العاملة في نقل الركاب والبضائع بين الخرطوموبورتسودان "الحياة" ان حافلاتهم وناقلاتهم تسير بصورة طبيعية بين المدينتين. وأوضحوا انهم لم يلاحظوا أمراً غير طبيعي غير كثافة الوجود العسكري للجيش على طول الطريق وتحرك ناقلات عسكرية ضخمة في اتجاه الشرق تحمل دبابات وراجمات صواريخ ومدافع. وقال مدير في شركة "الرونق" للنقل بين كسلا وبورتسودان السيد محمد بشير ان حافلات شركته التي تحركت فجر امس من بورتسودان على اتصال مع رئاسة الشركة في الخرطوم. ولم تبلغ عن وقوع أي حوادث في الطريق. وقال ناظر قبائل بني عامر السيد علي دقلل في شرق البلاد المقيم في كسلا ل"الحياة" ان الأوضاع "هادئة تماماً في المدينة"، وذكر ان "معارك ضارية تدور في رساي" وان الطريق بين كسلا وبورتسودان لم تقع فيه أي حوادث وان المواطنين يتنقلون بين المدينتين بصورة طبيعية.