في الوقت الذي استمرت فيه التحقيقات في ملابسات انفجار ناقلة النفط الفرنسية "ليمبورغ" الأحد الماضي أمام السواحل اليمنية، واعرب افراد من طاقمها مجدداً عن اقتناعهم بأنها تعرّضت ل"اعتداء"، قتل جندي أميركي من "المارينز" وجرح آخر في تبادل لإطلاق نار في جزيرة فيلكا الكويتية مع شخصين كويتيين قتلا ايضاً في الحادث الاول من نوعه منذ 1991. راجع ص 2 وأعلنت السلطات الكويتية مساء ان الهجوم حادث "ارهابي" قام به كويتيان قُتلا بتبادل النار مع الأميركيين. ووزّعت إسمي الرجلين اللذين كان تردد في البدء أنهما آسيويان. وقالت وزارة الداخلية ان القتيلين هما أنس أحمد ابراهيم الكندري المولود عام 1981 وجاسم مبارك الهاجري المولود عام 1976. وافادت مصادر مطلعة انهما تدربا في افغانستان. وأوضحت مصادر رسمية كويتية واميركية ان الحادث وقع خلال تدريبات تجريها قوات اميركية وكويتية في الجزيرة التي لم تعد مأهولة بالسكان منذ الاحتلال العراقي لها العام 1990. ونقلت مصادر أخرى ل"الحياة" عن شهود ان الحادث وقع عندما كان جنود المارينز يقومون بتدريبات على الرماية فاقتربت منهم سيارة "بيك أب" بيضاء وترجل منها شخصان يحملان بنادق "كلاشنيكوف" وراحا يطلقان النار على المارينز الذين ردوا عليهما، مما ادى الى مقتل المهاجمين وجندي اميركي وجرح آخر. وذكرت معلومات أولية ان منفذي الهجوم من العمال الآسيويين الذي ينفذون اعمال بناء في الجزيرة السلطات الكويتية قالت مساء انهما كويتيان، في حين رجّحت معلومات أخرى ان يكونا قدما الى الجزيرة على متن زورق صغير توطئة للهجوم. ويذكر ان وجود المارينز في فيلكا يعود لأيام قليلة فقط وضمن مناورات "ايغر ميس" المقررة للنصف الاول من الشهر الجاري، مما يعني ان مخططي الهجوم يتابعون تحركات القوات الاميركية في الكويت. وطوقت البحرية الاميركية الجزيرة بعد الحادث، وذكرت معلومات ان 26 مدنياً احتُجزوا في فيلكا للتحقيق معهم، وإن كان المرجّح ان التورط في الحادث اقتصر على القتيلين. وتقع جزيرة فيلكا، ومساحتها نحو 40 كيلومتراً مربعاً، على بعد عشرين كيلومتراً شرقا عن سواحل مدينة الكويت وسبعين كيلومتراً جنوب ميناء الفاو العراقي. وهي تعتبر منذ سنوات موقعاً عسكرياً لا يُسمح للمدنيين بزيارته، مما يثير تساؤلات عن الطريقة التي وصل بها الشخصان الضالعان في الحادث الى هناك. لكن الجزيرة شهدت نزول متسللين ايرانيين وعراقيين اليها في محاولتهم الدخول الى الكويت. في موازاة ذلك، تفقّد محققون يمنيون وفرنسيون أمس الهيكل المتفحم لناقلة النفط الفرنسية "ليمبورغ" التي تعرّضت لانفجار يوم الأحد. واعرب افراد من طاقمها مجدداً عن اقتناعهم بأن الانفجار نجم عن اعتداء. وكان اللافت، في هذا الإطار، ان صحافيين جالوا أمس بطائرة فوق الناقلة المنكوبة ولاحظوا فجوة بيضاوية الشكل في جنبها بعرض ثمانية امتار. وذكرت وكالة "رويترز" ان طرف الفجوة مندفع الى داخل الناقلة، بعكس تقارير سابقة أشارت الى ان الفجوة مندفعة الى الخارج وهو ما كان سيوحي بأن الانفجار وقع داخلها، وهي نظرية تُرجّحها المصادر اليمنية. واكد قبطان الناقلة هوبير ارديون للصحافيين في فندق في المكلا ان "الانفجار كما حدث لا يمكن ان يعود الى خلل فني ... وقع الانفجار على الاقل في الجانب الخارجي من السفينة. انا واثق من ذلك تماماً". وقال أحد أفراد الطاقم لوكالة "فرانس برس" انه "شاهد مركباً كبيراً بمحرك يتوجه باقصى سرعته نحو السفينة باتجاه المكان الذي اندلعت فيه النيران في هيكل السفينة". وأضاف انه "لم ير هذا الزورق وهو يرتطم بالناقلة". وفي باريس، رجّحت مصادر نفطية فرنسية ل"الحياة" ان الانفجار في الناقلة "عمل ارهابي يستهدف المصالح الغربية، سعياً الى زعزعة التحالف الدولي ضد الإرهاب". وقالت ان الادلة حتى الآن تُرجّح العمل الإرهابي، مشيرة الى تصريحات قبطان الناقلة والى كونها حديثة الصنع وتحظى بصيانة جيدة. كذلك رجّح مصدر قضائي، من جهته، ان يكون الانفجار ناجماً عن "عمل ارهابي". وقال ان القاضي جان لوي بروغيير المكلف ملفات الإرهاب سيتوجه الى اليمن في حال تأكدت نظرية العمل الإرهابي. وأضاف ان ثمة أسباباً عديدة تجعل فرنسا مستهدفة من الشبكات الإسلامية المتطرفة، منها انها سبقت الولاياتالمتحدة في مكافحتها، وفككت في التسعينات شبكات عدة جزائرية وفرنسية ومغربية.