أعلن الجيش السوداني أمس إنه استرد مدينة توريت الاستراتيجية في جنوب السودان، في خطوة تمهد لمعاودة مفاوضات السلام السودانية مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة جون قرنق. وتزامن هذا التطور مع إعلان الحركة أن ليس لديها "اي اعتراض مبدئي على توقيع اتفاق ينهي العمليات الحربية قبل استئناف المحادثات" الاثنين المقبل. وفي غضون ذلك استمر قتال عنيف في شرق السودان، واعلنت قوات المعارضة بقيادة قرنق انها استولت على حامية وقطعت طريق بورتسودان - الخرطوم، الا أن الخرطوم نفت صحة هذه الانباء وأيدها في ذلك، مسؤولون في شركات نقل تعمل على هذا الطريق الحيوي. راجع ص 6. وانسحبت الحكومة السودانية من المفاوضات مع المتمردين احتجاجا على احتلال قرنق توريت في الاول من الشهر الماضي، واكدت انها لن تعود الى التفاوض قبل استعادة المدينة وموافقة جماعة قرنق خطيا على وقف النار. واعلن الناطق باسم الجيش السوداني الفريق محمد بشير سليمان أمس أن "الجيش اقتحم توريت فجرا، وأجلى المتمردين الذين استخدموا كل قدراتهم لشل تحرك الجيش برزع الالغام واقامة المكامن والقصف، لكن الجيش قصم ظهرهم وطردهم من تحصينات اقاموها على مشارف المدينة ثم اقتحمها". واضاف أن المعركة لاستعادة توريت "استمرت اسبوعين وشهدت قتالا ضاريا". وافادت مصادر عسكرية في الخرطوم، أن وزير العلوم الدكتور الزبير بشير الذي يقود مجموعة من المتطوعين متخصصة في تدمير الدبابات دخل توريت مع القوة الاولى التي وصلت اليها، بعدما راجت اشاعات في الخرطوم عن اسره في المعارك الاخيرة. وفي نيروبي، رويترز، أعلن الناطق الرسمي باسم "الحركة الشعبية" سامسون كواجي المتحدث أن "ليس لدينا مبدئيا اي اعتراض على توقيع اتفاق ينهي العمليات الحربية قبل استئناف المحادثات. عندما ياتي الرابع عشر من الشهر الجاري موعد استئناف المحادثات، سنكون في مشاكوس لاجراء محادثات السلام. يذكر أن قرنق رفض في الماضي وقف النار اثناء التفاوض، لكنه عرض أخيرا "فترة طمأنينة".