بيروت - "الحياة" حدد رئىس الجمهورية اللبنانية اميل لحود شرطين اساسيين لإحداث إصلاح سياسي داخل النظام من خلال قانون انتخاب، الاول تعزيز الانتماء الوطني وبالتالي إلغاء الحصانات الطائفية والسياسية التي تحول دون الانتاج والمحاسبة والثاني اسقاط لغة التطرف الطائفي من اي جهة اتت. وفي اول موقف مباشر من السجال الدائر حول فكرة تحويل لبنان الى دائرة انتخابية واحدة نقل زوار لحود عنه قوله امس انه منفتح "على كل الطروحات المرتبطة بقانون جديد للانتخاب يؤمن الاستقرار والتوازن الطائفي ويؤدي الى اطلاق مسيرة الدولة لا سيما ان التجربة اثبتت استحالة اجراء اي اصلاح اداري من دون اصلاح سياسي". داعياً الى اقتراح الصيغ المناسبة التي تراعي الشرطين المذكورين، مشيراً الى "ان الصيغة يجب ان تكون جاهزة قبل الانتخابات النيابية المقبلة وان مثل هذا القانون سيكون الخطوة الاولى السياسية لإجراء كل الاصلاحات المطلوبة على مختلف المستويات داخل الدولة". في المقابل، وصف وزير الصحة سليمان فرنجية بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير ان طرح الدائرة الواحدة جاء كرد فعل ونحن لا نسير في اي قانون رد فعل وهو جاء نتيجة لما كنا نحذر منه من تشنجات، وقلنا يومها قد يأتي من يطالب بالديموقراطية العددية، واليوم من يطالب ديموقراطياً بالدائرة الواحدة، اين هم اليوم القبضايات الذين كانوا يقاتلون منذ سنة، انهم يفتشون كيف يحمون رؤوسهم من هنا وهناك، نحن "ام الصبي" في الموضوع وكنا نقول لهم أن يهدأوا ويترووا ويحاوروا وأي قانون يأتي لرد فعل يجب الا يطرح بهذه الطريقة ونحن مع قانون يوحد جميع اللبنانيين اما ان تكون هناك طائفة او فئة متضررة او ملغاة جراء قانون كهذا فهذا لا يجوز". واعتبر فرنجية "ان الرئىس لحود لا يسير بمشروع الدائرة الواحدة لأنه يريد قانوناً يوحد اللبنانيين ويؤدي الى الانصهار الوطني"، وقال: "نحن مع اي قانون يؤمن الانصهار الوطني وأعتبر ان الدائرة الصغرى لا تفي بهذا الغرض والدائرة الكبرى كما هو مطروح لا تؤمن ايضاً الانصهار الوطني، وعندما كنا نحذر من التشنج كانوا يصفوننا بالخونة، فكل فعل يولد رد فعل، وأنا أسأل اليوم اين هم قبضايات "قرنة شهوان" الذين كانوا يدعون حماية المسيحيين؟". وعن الحملة التي تعرضت لها النائبة معوض في الشمال قال: "انا ضد حملة كهذه. صحيح ان هناك خلافاً سياسياً بيننا، لكن ليس بهذه الطريقة يمكن ان ينال من النائبة معوض". ولفت الى "ان القاسم المشترك بين اعضاء "لقاء قرنة شهوان" هو الخلاف مع سورية ووجود المعارضة". وقال: "القرنة مجموعة التقت، بعضها يؤمن بالعلاقة باسرائىل والبعض الآخر لا يؤمن بهذه العلاقة ويؤمن بالعلاقة بسورية بطريقة افضل مما هي عليه اليوم، وهذا ليس لدينا مشكلة معه... نحن ندعو الى الحوار ويأتينا الرد بأنهم لا يتحاورون لأننا نختلف بالرأي، وأعتقد ان احداً لا يتحاور مع من هو من رأيه بل مع من يختلف بالرأي معه". ورأى ان "رئىس الجمهورية هو أب لكل اللبنانيين ويجب ان نجلس ونتحاور ونضع المواضيع الخلافية جانباً". وعن تحريك ملف مروحيات البوما والمعني به الرئىس أمين الجميّل قال فرنجية: "يدخل هذا الموضوع ضمن الصراعات والحرب الدائرة بين كيان الدولة وكيان المعارضة التي فشلت في المعركة ولهذا تلزمنا فترة هدنة وحوار بكلام ارقى مما يقال". وذكرت اوساط فرنجية انه كرر امام البطريرك صفير استعداد "اللقاء التشاوري النيابي" لفتح حوار لكنه رأى ان المشكلة ليست عنده انما عند الآخرين. وأضافت ان فرنجية اثار مع صفير قضية موقفه السلبي من "اللقاء التشاوري"، مشيرة الى ان صفير اكد انه لم يتخذ اي موقف سلبي من التشاوري، وانما هناك من لجأ الى تأويل موقفه ونقل عن لسانه كلاماً لم يقله في اشارة الى ما نسب اليه من انه قال ان البطريرك و"لقاء قرنة شهوان" في مركب واحد. وقالت ان فرنجية اوضح لصفير ان بيان مجلس المطارنة قابل للتعديل مثل اي بيان آخر، وان اي بيان ليس انجيلاً ليصار من خلاله الى تحديد من هو المسيحي. ونبه النائب نعمة الله ابي نصر الى "ان اعتماد الدائرة الواحدة يؤدي إضافة الى تشكيله مخالفة دستورية وانقلاباً على الطائف وتجاوزاً لأبرز بنوده الميثاقية، الى خلل في التمثيل الصحيح لمختلف فئات الشعب حيث يأتي لمصلحة فئة على حساب فئة أخرى". وفي ساحة النجمة، اقر "اللقاء التشاوري النيابي" اصدار النظام الداخلي وقرر تشكيل لجنة للمتابعة، وقال نائب رئىس اللقاء نائب رئىس المجلس النيابي ايلي الفرزلي: "ان النواب ارتأوا في ما يتعلق بالدائرة الانتخابية الواحدة، ان يعتبروا ان هذه آراء تطرح وتناقش ولم يتقدم احد بأي مشروع كي يجرى بحثه".