قال أحد اعضاء "لقاء قرنة شهوان" ل"الحياة" ان حالاً من الاحباط والغيظ تسود الشارع المسيحي من جراء الخطوات الهادفة الى إلغاء المعارضة ورفض التحاور معها، والاصرار على إقفال محطة "ام تي في" التلفزيونية المعارضة، والتي تجلت اكثر ما تجلت في قرار محكمة المطبوعات تكريس اقفال هذه المحطة. وأشار عضو "اللقاء" الى ان "الغيظ والاحباط ازدادا مع الحملة السياسية العنيفة التي شنها الموالون ضد المعارضة واتهامها تارة بالتقسيم وأخرى عبر ربطها بالسياسة الاميركية في المنطقة ثم بالسياسة الفرنسية، وغيرها من الاتهامات التي تعزز الفرز الطائفي في البلد، وتهيئ حججاً واهية لتبرير الانقضاض على المعارضين بفتح الملفات القضائية تمهيداً لشلهم عن الحركة". وذكر بعض اعضاء "القرنة" ان دعوته الى التظاهر الخميس المقبل "سببها هذه الحال التي تسود الساحة المسيحية، اذ يعتقد كثيرون انه طفح الكيل من سياسة الحكم تجاه المعارضة وان الرأي العام يطلب خطوات تصعيدية في الدفاع عن الحريات اكثر من تلك التي نتخذها في وقت يسعى كثيرون داخل "اللقاء" الى خفض سقف ردود الفعل نظراً الى تفهمه الظروف الاقليمية التي تعيشها المنطقة، ونظراً الى حرصه على عدم القيام بخطوات تستفز الجانب السوري بفعل حساسية اوضاع المنطقة". ويشير احد القياديين في "قرنة شهوان" الى ان ما اتخذوه من مواقف احتجاجية، بما فيه دعوة الحكومة الى الاستقالة وتحميلها مسؤولية ضرب الحريات "هو موقف في الشكل. فنحن مقتنعون ان الحكومة لن تستقيل وان المشكلة في الأساس هي مع الحكم الذي هو غير مسؤول دستورياً، لكن موقفنا دعوة للحكومة وتحديداً رئيسها رفيق الحريري الى التدخل لدى الحكم كي يوقف اجراءاته المتصاعدة ضد الحريات والمعارضة والتي تزيد اجواء الاحتقان في البلاد". ويضيف القيادي نفسه: "ان الخطوات الاخرى هي بمثابة دعوة الى دمشق كي تتدخل وتوقف هذا الجموح القائم عند الحكم في سياسته الانتقامية ضد المعارضين ونحن نتجنب التطرق الى سورية والى مسألة الانسحاب السوري منذ فترة لعلمنا ان هذا الأمر ليس مطروحاً في هذه المرحلة الاقليمية والدولية الحرجة". ولا تلقى هذه الشروحات من قبل قادة "لقاء قرنة شهوان"، الذين يعتبرون انه من غير المعقول ان لا يكون لديهم رد فعل على قرار تكريس اقفال "ام تي في"، آذاناً صاغية لدى الموالين وأركان السلطة وحلفاء سورية. ويشدد جميع هؤلاء على ان دعوة المعارضة الى شرح الترابط بين الحرية والديموقراطية من جهة والسيادة والاستقلال من جهة ثانية هي "أخطر من الدعوة الى تظاهرة الخميس". ويقول مصدر وزاري: "ان هذه الخطوة موجهة ضد سورية وللتحريض عليها وكان على قادة المعارضة ان ينتظروا نتائج المراجعة القضائية امام محكمة التمييز بعد رد طلب عودة البث الى "ام تي في" بدل اتخاذ مواقف تصعيدية". واتهم المصدر الوزاري نفسه بعض قادة "لقاء قرنة شهوان" بأنهم "لا يقرأون الظروف الداخلية والاقليمية جيداً. فالتماسك بين أركان الحكم لم يكن قوياً في اي وقت، مثلما هو الآن. والدول الكبرى المعنية بلبنان تتجه الى مزيد من التفهم للسياسة القائمة فيه". ويقول احد اقطاب الموالاة: "ان بعض اركان "اللقاء التشاوري النيابي" المسيحي، الموالي، كان قام بمبادرة قبل اكثر من اسبوع، من اجل ترطيب الاجواء والخوض في حوار جديد، الا ان التصعيد الاخير، اعاد تجميد الامور مرة اخرى". وكشف القطب الموالي ل"الحياة" ان نائب رئىس المجلس النيابي ايلي الفرزلي ورئىس اللقاء التشاوري قبلان عيسى الخوري اجتمعا لأكثر من ساعتين الى البطريرك الماروني نصرالله صفير "وخاضا حواراً طويلاً معه وشددا امامه على انه لا يستطيع تجاوز اللقاء وموقفه ورؤيته للوضع الداخلي والعلاقة مع سورية لأن فيه رموزاً مهمة تمثل شريحة من المسيحيين". وأشار القطب نفسه الى ان الاجتماع انتهى الى "قبول صفير بالتحاور مع "التشاوري" على اساس ورقة عمل يعدها اركانه تتناول القضايا الخلافية في البلد، وتحملها لجنة مصغرة منه الى بكركي. وأبلغ صفير الفرزلي والخوري انه سيدعو في المقابل "لجنة مصغرة من "لقاء قرنة شهوان"، كونها تؤمن بأفكارنا الى الاجتماع الذي ستحضنه بكركي مع اللجنة المنبثقة عن التشاوري الذي بدأ اركانه يحضرون لصوغ ورقة عمل لهذا الغرض". واعتبر القطب "ان هذه المحاولة يمكنها تشكيل مخرج من المأزق القائم، لكن دعوة "قرنة شهوان" الى التعبئة في الجامعات والمدارس وتحويل السيادة الى مسألة فئوية يؤسسان لمناخات سلبية اكثر لا تتيح استكمال مبادرة الحوار، على رغم ان التشاوري سيظل على تواصل مع بكركي". وقال القطب النيابي ان على اركان قرنة شهوان "ان يقتنعوا ان ليست لديهم بدائل للحوار خارج اطار اللقاء التشاوري".