بدا الديموقراطيون الذين يشكلون غالبية في مجلس الشيوخ الاميركي اكثر ميلاً الى تبني قانون يسمح للرئيس جورج بوش باللجوء الى القوة ضد العراق على رغم احتجاجات الجناح اليساري في الحزب المعارض بشدة لاي عمل منفرد. وتوقع زعيم الغالبية الديموقراطية في المجلس توماس داشل ان يعتمد القانون الذي يطالب به بوش بغالبية كبيرة "في وقت قريب جدا". في الوقت ذاته شهدت مدن اميركية تظاهرات رافضة للهجوم على العراق شارك في احداها في نيويورك افراد من عائلات ضحايا هجمات 11 أيلول سبتمبر. واشنطن - لوس انجليس - أ ف ب، رويترز - سعى الرئيس بوش أمس الى كسب تأييد الرأي العام الاميركي، في وقت استعد الكونغرس لاقرار استخدام القوة ضد العراق . وأُعلن أن خطابا كان مقررا ان يلقيه بوش مساء أمس في سينسيناتي بولاية اوهايو يشرح قضيته ضد الرئيس صدام حسين لكنه لن يكشف معلومات جديدة عن برامج التسلح العراقي. ويناقش الكونغرس هذا الاسبوع مشروع قرار يخول الى الرئيس التحرك، ويتوقع ان يوافق بسهولة على الاجراء خلال اسبوع او عشرة ايام على ابعد تقدير. لكن الديموقراطيين الذين يسعون الى الاحتفاظ بغالبيتهم في مجلس الشيوخ والسيطرة على مجلس النواب في الانتخابات التي تجري في تشرين الثاني نوفمبر المقبل ما زالوا منقسمين، فبعضهم يرى ان بوش فشل في اثبات ان هناك خطراً قائما يتطلب الرد عليه باللجوء الى القوة بينما أيّد آخرون موقف الرئيس الجمهوري. وقال السناتور الديموقراطي ادوارد كنيدي في برنامج "واجه الامة" في شبكة "سي.بي.اس": "لن اؤيد هذا القرار. صدام شخص خطير ويملك اسلحة خطيرة. لكن الادارة لم تثبت ان هذا يشكل خطرا قائما ووشيكا على الولاياتالمتحدة". وقال السناتور الديموقراطي ايفان باي لشبكة "فوكس نيوز" مساء اول من امس: "يجب ان نتحرك قبل فوات الاوان". وتوقع السناتور توم داشل ان يوافق مجلس الشيوخ على القرار بغالبية 75 صوتا ضد 25 صوتا لكنه صرح بانه لا يزال يسعى الى تغيير صياغة المسودة التي يؤيدها البيت الابيض. واضاف انه سيمتنع عن التصويت. معرباً عن اعتقاده بأنه "سيكون هناك تأييد واسع من نواب الحزبين لمشروع القرار". وقال ساندي بيرغر مستشار الامن القومي السابق في حديث الى شبكة "سي.ان.ان" انه يريد من بوش شرح الاخطار المحتملة، مضيفا: "على الشعب الاميركي ان يفهم انه اذا مضينا قدماً في هذا فإن الامر ليس سهلا". عشرون الفاً تظاهروا في نيويورك وشهدت اكثر من 24 مدينة في الولاياتالمتحدة تظاهرات ضد الحرب على العراق بينها نيويورك وشيكاغو وسياتل وواشنطن وبورتلاند وهيوستن واتلانتا. ونظمت التظاهرات مجموعة "نوت ان اور نيم" ليس باسمنا التي تضم حركات سلمية. وتعد المجموعة لمسيرة اخرى في واشنطن في 26 تشرين الاول اكتوبر الجاري للتنديد باحتمال شن حرب على العراق. وافادت تقديرات الشرطة ان حوالى ثلاثة آلاف شخص شاركوا في تجمع ضد الحرب قرب حرم جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس. وفي سان فرانسيسكو نظمت تظاهرة مماثلة بمشاركة حوالى خمسة آلاف شخص في وسط المدينة. وافادت تقديرات في الصحف المحلية ان نحو عشرين الف شخص شاركوا في مسيرة في سنترال بارك في نيويورك. وأفاد مراسل وكالة "فرانس برس" ان اقارب لضحايا الاعتداء على مركز التجارة العالمي شاركوا في التظاهرة. وقالت جانيت ويليامز التي قتل اخوها بيل في اعتداءات 11 ايلول: "لا اريد ان تقصف بلادي باسمي اطفالا عراقيين ونساء ورجالا وابرياء". واعلنت الممثلة سوزان ساراندون والى جانبها زوجها الممثل تيم روبينز انها ترفض "جنون حرب سيموت فيها مئات الالاف من الاشخاص". ودعت الاميركيين الى الاتصال هاتفيا بالنواب في الكونغرس لحملهم على معارضة الحرب، فيما انتقد روبينز شن حرب "هدفها الوحيد هو النفط". واعتبر ثلاثة ارباع الاميركيين ان الرئيس بوش لا يهتم بما فيه الكفاية بالاقتصاد ويركز اهتمامه على الملف العراقي بحسب ما جاء في استطلاع للرأي نشرت نتائجه امس صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سي بي اس". ورأى 69 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع ان على بوش الاهتمام اكثر بالاقتصاد مقابل 27 في المئة اعتبروا انه يقوم بذلك بما فيه الكفاية. وأيد 41 في المئة الطريقة التي يدير بها شؤون الاقتصاد وهي ادنى نسبة منذ انتخابه. ويأمل 70 في المئة مقابل 17 في المئة في ان يتطرق المرشحون للانتخابات الى الاقتصاد اكثر من الحرب على العراق. وأيد 67 في المئة مقابل 27 في المئة تدخلا عسكريا في العراق واطاحة الرئيس صدام حسين. وإعتبر 63 في المئة مقابل 30 في المئة ان على الولاياتالمتحدة انتظار عودة المفتشين الدوليين الى بغداد قبل اي هجوم. ورأي 53 في المئة ان هدف بوش اطاحة صدام بدلا من القضاء على اسلحة الدمار الشامل التي يفترض ان يملكها العراق 29 في المئة.