جدد العراق أمس رفضه اصدار قرار جديد من مجلس الامن بشأن عمل المفتشين الدوليين في العراق، واعتبر ان التحركات الاميركية داخل المنظمة الدولية تهدف "الى ايجاد ذرائع للعدوان" عليه، ووصف مشروع القرار الاميركي الجديد ب "اعلان حرب". ودعت بغداد بعثة المراقبة بين العراقوالكويت التابعة للأمم المتحدة يونيكوم للابلاغ عن الانتهاكات التي ترتكبها الطائرات الاميركية والبريطانية في المنطقة منزوعة السلاح. بغداد - "الحياة"، أ ف ب - قال رئيس اللجنة الدائمة للعلاقات العربية والدولية في المجلس الوطني العراقي البرلمان سالم الكبيسي ان مشروع القرار الجديد الذي تقدمت به الادارة الاميركية هو "بمثابة اعلان حرب على العراق"، مضيفاً ان "ادارة الشر الاميركية تريد اضافة شرعية على مشروعها السيئ" من خلال مجلس الامن لتنفيذ "مخططاتها العدوانية الشريرة ليس ضد العراق فحسب وانما ضد دول المنطقة كلها". وشدد البرلماني العراقي على ضرورة قيام مجلس الامن، خصوصاً الدول دائمة العضوية والمجتمع الدولي "بقطع الطريق على محاولات الادارة الاميركية لتمرير هذا القرار العدواني الجديد". وجدد الكبيسي التأكيد على عدم وجود حاجة لاصدار قرار جديد وقال: "طالما ان العراق اعلن قبوله عودة المفتشين من دون قيد او شرط فلا حاجة لأي قرار جديد يضيف فقرات ومواضيع جديدة على العراق"، مضيفاً "ان بامكان المفتشين الدوليين ان يعودوا ويمارسوا عملهم، وان على مجلس الامن ان يعمل على عودتهم بأسرع وقت ممكن"، مؤكداً "تعاون العراق معهم من اجل انهاء مهمتهم". وجددت الصحف العراقية أمس حملتها على الادارة الأميركية، واعتبرت صحيفة "العراق" ان "اصدار اي قرار جديد من شأنه ان يعقد الامور وينقلها الى المرحلة الاسوأ"، ووصفت تصريحات الرئيس جورج بوش الاخيرة التي قال فيها انه يرفض اي قرار لا ينص على اللجوء الى القوة آلياً ضد العراق بأنها "سابقة خطيرة تلغي افكار ومبادرات المجتمع الدولي ومصادرة حقوقه والعمل على اجباره في ركوب موجة الحقد والشهوة العدوانية الاميركية". من جانبها رأت صحيفة "الثورة" ان "واشنطن لا تسعى الى حل سياسي وانما ايجاد ذرائع للعدوان من خلال مشروع عدواني يتضمن فقرات يستحيل تنفيذها" وشددت على ضرورة مواجهة ما اسمته ب "الارهاب الاميركي" وقالت "لا بد من موقف دولي شامل لايجاد نظام دولي متعدد الاقطاب لا مجال فيه لهيمنة القطب الواحد الذي بات واضحاً فيه ان الولاياتالمتحدة تمارس الارهاب والابتزاز ضد الجميع". وقالت الصحيفة "لقد بات واضحاً ان ادارة بوش تمارس الارهاب على الجميع، فهي فضلا عن ممارستها تجاه مجلس الامن والمجتمع الدولي تمارسه ضد لجنة انموفيك والمنظمة الدولية للطاقة الذرية". الى ذلك، جدد وزير الخارجية العراقي ناجي صبري دعوة حكومته الى المنظمة الدولية للايعاز الى بعثة المراقبة بين العراقوالكويت يونيكوم لكي تؤدي مهماتها في ابلاغ مجلس الأمن عن الانتهاكات التي تقوم بها الطائرات الحربية الأميركية والبريطانية عبر المنطقة منزوعة السلاح بين البلدين حال وقوعها، واعتبر ان ذلك يشكل "ارهاب دولة وعدواناً سافراً على العراق وشعبه وسيادته وحرمة أراضيه، وعلى عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة". واتهم الوزير العراقي في رسالة له بعث بها الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان الطائرات الحربية الأميركية والبريطانية بالقيام خلال الفترة بين 14 أيلول و11 تشرين الأول اكتوبر الماضيين ب884 خرقاً للحدود الدولية انطلاقاً من دولة الكويت وعبر اجوائها ومياهها الاقليمية وعبر المنطقة منزوعة السلاح بين البلدين. وأوضح صبري أن من أولى مهمات "يونيكوم" تسجيل تلك الخروقات بشكل دقيق وتحديد نوعية الطائرات وجنسيتها، وطالب "مجلس الأمن بالقيام بمسؤولياته لوقف هذا العدوان". وفي تطور منفصل، أعلن مسؤول عراقي كبير ان بلاده سلمت الكويت 409 صناديق من الأرشيف الوطني الكويتي، تخص وزارتي الخارجية والداخلية ودائرة الأمن الكويتية. وعبر السفير غسان محسن حسين رئيس الجانب العراقي في عملية تسليم وتسلم الأرشيف عن ارتياحه للأجواء الايجابية التي سادت العملية التي تجري تحت اشراف ممثلي الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية، وتوقع الانتهاء منها يوم الأربعاء المقبل. على صعيد آخر، اعلن مصدر رسمي عراقي أمس ان وزير التجارة محمد مهدى صالح سيفتتح الاربعاء المقبل مجمع عرعر بالقرب من الحدود مع المملكة العربية السعودية، الذي يتوقع ان يسهل وصول الصادرات السعودية الى العراق. وذكر المصدر ان احتفالاً رسمياً سيقام في موقع المجمع الذي شيد حديثاً لهذه المناسبة يحضره عدد من المسؤولين العراقيين.