القاهرة - "الحياة" - وزع وزير الثقافة المصري فاروق حسني وشريف الشوباشي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي ليلة أول من أمس جوائز مسابقة الدورة السادسة والعشرين للمهرجان في حضور عشرات من النجوم المصريين والعرب والأجانب. ومنحت لجنة التحكيم التي رأسها المخرج اسماعيل ميرشانت جائزة أفضل فيلم "الهرم الذهبي" الى الشريط الهنغاري "اللحظات الدامية" للمخرج بيتر جاردوش. وتقاسم الفيلم التركي "هاجر" للمخرجة هاندان ابيكشي والفلسطيني "تذكرة الى القدس" من اخراج رشيد مشهراوي، جائزة لجنة التحكيم الخاصة "الهرم الفضي". ونال جائزة الاخراج الهندي مرينال سن عن فيلم "هذه أرضي". أما جائزة السيناريو ففازت بها المخرجة التركية هاندان ابيكشي عن "هاجر". ونال الفنان احمد زكي جائزة أفضل ممثل عن فيلم "معالي الوزير" للمخرج سمير سيف. وكانت "الحياة" توقعت الخميس الماضي فوزه بالجائزة بعدما أجمع النقاد على تميز ادائه. أما جائزة أفضل ممثلة فتقاسمتها الايرانية كاتايون رياحي عن فيلمها "العشاء الأخير" والهندية نانديتا داس عن فيلم "هذه أرضي". ونال الفيلم الاميركي "أنا سام" اخراج جيسي نيلسون جائزة العمل الاول. وحصل الفيلم المصري "خريف آدم" للمخرج محمد كامل القليوبي على جائزة أفضل فيلم عربي، وفاز الفيلم اليوناني "النذر" بجائزة الابداع. وكرمت ادارة المهرجان في حفلة الختام المخرج الاسباني الشهير كارلوس ساورا والنجمة الاسبانية فيكتوريا ابريل والممثل الهندي شاشي كابور تقديراً لمشوارهم السينمائي. غياب الجمهور من جهة ثانية، صرح عدد من النقاد العرب أن "مهرجان هذا العام افتقد الرغبة الجماهيرية المحمومة في متابعة فعالياته وافلامه". فقال الناقد فيصل عبدالله إن متابعة فاعليات المهرجان اقتصرت على "المتخصصين من النقاد والصحافيين على رغم تنوع الافلام المعروضة وجرأة معظمها في تناول الجنس الذي يعد دافعاً اساسياً لدى كثيرين لارتياد دور العرض التي تقدم افلام المهرجان مما طرح سؤالاً كبيراً هو: لماذا فقد المهرجان صلته بالجمهور؟". اما الناقد زياد الخزاعي فرمى باللوم على النقاد المصريين "لانهم لم يبحثوا في اسباب الظاهرة كما لم ينجحوا في تشكيل ذائقة جديدة للجمهور التقليدي الذي اعتاد على سينما الحكايات والمآسي وهي السينما التي تغيب الآن وتنزوي عن معظم المهرجانات المحترمة". وأضاف: "للاسف لم ينجح المهرجان في بلورة هوية واضحة له ولهذا السبب يفقد جمهوره تدريجياً وأصبح مجرد سلة لجمع الافلام وعرضها في توقيت واحد ولا يقوم بدور حقيقي في جذب الانتباه لافلام او تقنيات سينمائية جديدة". وبدوره لفت الناقد خليل صويلح النظر الى مسألة اخرى قد تكون مسؤولة عن غياب الجمهور. وأشار إلى "ان غياب النجوم المصريين عن حضور الافلام ومتابعتها يعطي انطباعا بأن افلام المهرجان ثقيلة وتفقد قدرتها بالتالي على جذب الناس طالما فشلت في لفت انتباه صناع السينما انفسهم". وأضاف إن "الاسماء المكرمة كذلك تنتمي في معظمها الى ذاكرة سينما الستينات البعيدة عن الجمهور الحالي الذي انتظر ديمي مور فوجد فانيسا ردغريف وايرين باباس ومديحة يسري وهن رغم دورهن المميز غير قادرات على جذب الجمهور من الشرائح العمرية الجديدة". واضافة الى فشل المهرجان في جذب الجمهور فشل كذلك في جذب الافلام العربية الجديدة حيث لم يعرض في المسابقة الرسمية الا اربعة افلام عربية فقط، اثنان منها انتاج فلسطيني، بخلاف الفيلمين المصريين "معالي الوزير" و"خريف ادم". وفي المقابل نجحت دورة هذا العام في عرض نوعية جديدة من الافلام لم تكن ذات حظ في الدورات السابقة حيث خصص المهرجان قسماً خاصاً من اقسامه للسينما الافريقية. وبرز حضور السينما الهندية ونجومها. فتم تكريم المنتج الهندي اسماعيل ميرشانت والممثل شاشي كابور الى جانب حصول المخرج الهندي مرينال سن على جائزة افضل مخرج. وزادت نسبة الافلام الناطقة بالفرنسية في المهرجان، وتراجع تماماً حضور السينما الاميركية حيث لم يشارك في المسابقة الرسمية سوى فيلم اميركي وحيد هو "العم سام".