في خطوة تعكس تعليقاً للأزمة التي اثارها قرار ليبيا الانسحاب من جامعة الدول العربية أبقى العقيد معمر القذافي الطلب الذي قدمته بلاده في حوزة الأمين العام للجامعة السيد عمرو موسى في الوقت الحالي. واتفق القذافي مع موسى خلال استقباله له في طرابلس ظهر أمس على أن يقوم الأخير بإجراء مشاورات مع القادة العرب في شأن "الرسالة السياسية" الليبية عبر تقديم طلب الانسحاب من الجامعة. كما اتفقا على عودة موسى إلى ليبيا مجدداً للتشاور. وصرح موسى عقب اللقاء الذي استمر حوالي الساعة بأنه الطلب الذي قدمته ليبيا الخميس الماضي "تعبير عن الإحباط والغضب مما آلت إليه أوضاع الأمة العربية وأهمية تطوير العمل العربي وبسرعة لمواجهة التهديدات الخطيرة الحالية". وأعلن موسى أنه سيعرض الموقف على القادة العرب ويتشاور في الأمر مع وزراء الخارجية لمتابعة الموقف إزاء التطورات الجارية في المنطقة. وكشفت ل"الحياة" مصادر ديبلوماسية في طرابلس "أن المضمون السياسي للطلب الليبي وأسبابه مازالت قائمة إنما الآثار القانونية لهذا الطلب ستصبح في يدي الأمين العام وفي أمانته الشخصية في الوقت الحالي، فيما يبقى في مقدور ليبيا تحريك طلبها مجدداً في ضوء الاتصالات والمشاورات التي يجريها موسى من جهة وتجريها طرابلس مع العواصم العربية من جهة ثانية". وأوضح موسى في تصريح الىپ"الحياة"، رداً على سؤال عن امكان اتباع دول أخرى النهج الليبي نفسه يأساً من العمل العربي المشترك: "نعم، الاحتمالات كلها قائمة وانفراط العقد في العالم العربي قائم ونتيجته ستكون فوضى كبرى في العالم العربي، ومنطقة الشرق الأوسط". وأضاف "أن هذا الانفراط ليس شيئاً يحتفي به أعداء العرب إنما سيعانون منه أيضاً". وأشار موسى إلى أنه سيبدأ مشاوراته فوراً وخصوصاًَ مع الرئاسة اللبنانية للقمة. وكانت السلطات الليبية التي أعلنت يوم أمس السبت حداداً رسمياً شاملاً وقف المطارات وتعطيل الاتصالات الهاتفية سمحت لطائرتي موسى ووزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل بالهبوط في مطار معيتيقة الدولي شرق طرابلس. الحداد في ذكرى ال 91 للمذابح الايطالية بحق مئات الليبيين. وصرح موسى لدى وصوله إلى طرابلس بأن "الأمة تمر بمرحلة من أخطر المراحل. نحن في مرحلة نكون أو لا نكون ومن ثم ينبغي ألا ننفرط وإنما نصر على العمل وعلى أن ندخل إلى مواقف جادة وحاسمة، وأن نقاوم هذه الهجمة الشرسة على الأمة". وشدد موسى على أن بقاء ليبيا في الجامعة مهم للكل بما ذلك ليبيا نفسها... ولديّ أمل كبير في أن تكون الرسالة الليبية قد وصلت". ولكن ستظل ليبيا مع اشقائها العرب. وأوضح موسى أن الضعف العربي الحالي لن يكون قائماً لفترة طويلة داعياً إلى ضرورة أن يتحمل الكل مسؤولية الحاضر والمستقبل. والتقى موسى ايضا امين اللجنة الشعبية العامة وزير لشؤون الوحدة الافريقية الدكتور علي عبدالسلام التريكي الذي اعتبر "أن القرار الليبي يعبر عن الاحباط الذي يصيب الأمة العربية بالشلل في الوقت الراهن. ولا يتعلق بالجامعة كمؤسسة وجدت على أساس قومي وبهدف الدفاع عن الأمة والحفاظ على الأمن القومي العربي".