نقلت إذاعة "أصداء موسكو" عن أقرباء رهائن محتجزين داخل المسرح أن الخاطفين هددوا بالبدء في إعدام المحتجزين بدءًا من الساعة السادسةمن صباح اليوم إذا لم تستجب الحكومة الروسية لمطالبهم. وأفادت الشركة المسؤولة عن انتاج العرض المسرحي أن أحد أفرادها المحتجزين أكد أن المجموعة الخاطفة هددت بالبدء بقتل الرهائن اعتبارًا من اليوم. ووعد قائد جهاز الاستخبارات الروسية نيكولاي باتروشيف بعدم التعرض لحياة أعضاء المجموعة الشيشانية إذا أفرجوا عن الرهائن. ونقلت وكالة أنباء "أنترفاكس" عن باتروشيف عقب لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الداخلية بوريس غريزلوف "إننا نجري مفاوضات وسنواصل القيام بها، ونأمل بأن تؤدي إلى نتائج إيجابية تتعلق بالافراج عن الرهائن". وكانت المفاوضات مع الخاطفين استمرت طوال ليل أول من أمس، وتولاها عدد من النواب بينهم غريغوري يافلينسكي رئيس كتلة "يابلوكو" المعارضة للحرب الشيشانية، الذي رفض التعليق على نتائج مفاوضاته ملمحًا إلى أنه سينقل إلى القيادة السياسية خلاصة ما سمعه من الخاطفين. وتحدث موفسار باراييف قائد المجموعة التي هاجمت المسرح إلى قناة "أن تي في" التلفزيونية التي سمح لمصورها بدخول بهو المسرح وليس القاعة التي يوجد فيها الرهائن. وأكد باراييف أن الخاطفين لن يتراجعوا عن مطلبهم إنهاء الحرب ولن يطرحوا شروطًا بديلة. ووافق باراييف على الافراج عن سبعة أشخاص صباحًا ثم أطلق سراح ثمانية آخرين. وغالبية ال15 المفرج عنهم من الأطفال الذي تتراوح أعمارهم بين 12 و14 سنة والمرضى. وذكر سيرغي إيغناتشينكو الناطق باسم وزارة الأمن الروسية أن الخاطفين مارسوا ضغوطًا على الرهائن وأجبروهم على الاتصال بذويهم لتنظيم تظاهرات مناوئة للحرب واعتبروا ذلك شرطًا أوليًا للافراج عنهم. وفعلاً نظمت تظاهرة أمام مبنى المسرح شارك فيها نحو 30 شخصًا وحاول نحو 60 شخصًا التجمع في الساحة الحمراء الملاصقة للكرملين للغرض نفسه، إلا أن الشرطة منعتهم. وأصدرت وزارة الداخلية بيانًا طلبت فيه من المواطنين الامتناع عن المشاركة في أي "تحرك غير شرعي". ورأى المراقبون أن هذا الموقف يعني أن السلطات لا تعتزم الموافقة على تنفيذ شروط يقدمها الخاطفون. ودعا أحمد قادروف رئيس الادارة المدنية الشيشانية الذي عينته موسكو إلى الامتناع عن التفاوض مع الخاطفين وطالب ب"شلهم"، واتهم الرئيس مسخادوف بالتورط في العملية وقال إن "يديه ملطختان بالدماء". ومن جانبه قال إيغناتشينكو إن لدى وزارة الأمن شريط فيديو يؤكد تورط مسخادوف ويقول فيه الأخير إن عملية ستحصل "وتغير تاريخ مسار الحرب الشيشانية". وعرض الشريط كصورة من دون صوت، واعتبره رجال الأمن دليلاً قاطعًا على "ضلوع" مسخادوف على رغم أنه لم يتحدث تحديدًا عن خطف رهائن. ولاحقًا ذكر فلاديمير فاسيلييف نائب وزير الداخلية أن هناك "دلائل لا تدحض" على أن مسخادوف شارك في التخطيط لهذه العملية، واستشهد بما قاله موفسار باراييف في هذا الشأن إلى مراسل صحيفة "صنداي تايمز" الذي كان دخل المبنى لتأمين الافراج عن مواطن بريطاني مريض. وفي استوكهولم نفى أحمد زكاييف نائب رئيس الوزراء في حكومة مسخادوف أن يكون الرئيس الشيشاني متورطًا وقال "إنه لا يمكن وهو في الشيشان أن يتحمل المسؤولية عما يجرى في موسكو". وأضاف أن القيادة الشيشانية "ترفض بشدة هذه الأساليب الارهابية". وفيما يستمر تبادل الاتهامات على صعيد القيادات الأمنية والسياسية بدأت على الصعيد الشعبي ردود فعل متباينة بين مناوئ للحرب وداع إلى إنهائها بسرعة، ومنها ما يتضمن تهديدات سافرة لكل الشيشانيين المقيمين في موسكو وسائر المدن الروسية. ونظرًا لخطورة الموضوع واحتمال اندلاع اشتباكات مدنية طلب الرئيس فلاديمير بوتين من وزيري الأمن والداخلية التدخل لمنع أي اعتداء على أساس قومي، وقال إن الشيشانيين "أبناء وطننا ويدافعون عن مستقبل جمهوريتهم ... بالسلاح أحيانًا". ودعا إلى "منع أي أعمال غير شرعية وعدم الانجرار لاستفزازات يدفعنا إليها الخاطفون". وفي الأثناء استجاب طبيبان أردنيان هما زكي أحمد وأنور رشيد لطلب رسمي بدخول المبنى وإسعاف الرهائن. وكان الخاطفون اشترطوا ألا يكون الأطباء الذين يسمح لهم بالدخول من رعايا روسيا. وبعدما أمضيا نحو سبع ساعات خرج الطبيبان من المبنى ليؤكدا حاجة الرهائن إلى أدوية وطعام وإسعاف، مشيرين إلى أن الخاطفين سيطروا على عدد كبير من الأدوية واحتفظوا بها لأنفسهم.