جاءت الانتخابات الاشتراعية المبكرة في جمهورية الجبل الأسود بنتائج غير متوقّعة، ترافقت مع إقبال للناخبين على تصويت غير مسبوق في أي انتخابات أخرى في منطقة البلقان. وأظهرت النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات ان لائحة "الجبل الأسود، جمهورية ديموقراطية أوروبية" الانفصالية بقيادة الرئيس ميلو جوكانوفيتش، ستحصل على 39 مقعداً في البرلمان الجديد المؤلف من 75 مقعداً، ما يؤهلها تشكيل حكومة تتمتّع بغالبية صوتين. وفي المقابل. فإن اللائحة الداعية لاستمرار الاتحاد مع صربيا، التي حملت اسم "من أجل تغيير السلطة الحالية" بزعامة رئيس "الحزب الشعبي الاشتراكي" بريدراغ بولاتوفيتش ستحصل على 30 مقعداً. واعترف الناطق باسم هذه اللائحة دراغان كوبريفيتسا بأن مؤيدي جوكانوفيتش فازوا في الانتخابات، معتبراً ان "خيار الناخبين ينبغي القبول به". وأشار الى ان سبب تراجع عدد المقاعد الذي كان متوقعاً للائحة 35 "يعود الى ان خمسة في المئة من الناخبين الذين كان ينبغي ان يصوّتوا للاتحاديين، لم يذهبوا الى مراكز الاقتراع، وهو ما صبّ في مصلحة الانفصاليين الذين حشدوا مؤيديهم بأقصى إمكاناتهم". أما المقاعد الستة الباقية، فإن 4 منها ستكون من نصيب الليبراليين الذين كان لهم 8 نواب في البرلمان السابق، في حين حصل ائتلاف ألباني دخل الانتخابات في شكل مستقل على مقعدين. وتجاوزت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات 77 في المئة من مجموع الناخبين المسجّلين في اللوائح البالغ عددهم 455 ألفاً، وهي نسبة كبيرة جداً بمعايير انتخابات منطقة البلقان. ورأى وزير الأقليات في الحكومة الاتحادية راسم لياييتش وهو بوشناقي من منطقة السنجاق في تصريح ل"الحياة" امس، ان الانفصاليين الفائزين في جمهورية الجبل الأسود "مضطرون للانتظار ثلاث سنوات على الأقل قبل المضي في فكّ الاتحاد مع صربيا، التزاماً بالاتفاق الذي وقّعه الرئيس جوكانوفيتش مع الحكومتين الاتحادية والصربية برعاية منسّق الشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا". وأوضح الوزير لياييتش، ان هذا الاتفاق "ينص على تغيير اسم يوغوسلافيا مطلع العام المقبل الى اتحاد صربيا والجبل الأسود، والعمل به 3 سنوات مع استمرار التباحث في شأن بقائه أو إبرام اتفاق بديل، وفي حال الإخفاق يُلجأ الى استفتاء في جمهورية الجبل الأسود لحسم وضعها النهائي في الاتحاد".