} لم يكن فوز دعاة الانفصال في جمهورية الجبل الأسود كاسحاً، في الانتخابات التي جرت أول من أمس، اذ اثبت مؤيدو البقاء داخل الاتحاد اليوغوسلافي حضورهم كقوة ذات شأن، ما يهدد بصراع عنيف بين الطرفين في حال دعا الرئيس ميلو جوكانوفيتش الى استفتاء في شأن الاستقلال. أعلنت اللجنة التي أشرفت على الانتخابات البرلمانية الطارئة في الجبل الأسود، النتائج الرسمية المبدئية التي أظهرت أن ائتلاف "النصر للجبل الأسود" الاستقلالي بزعامة الرئيس ميلو جوكانوفيتش جاء في الصدارة بحصوله على 35 مقعداً في البرلمان، وتلاه التحالف الاتحادي: "معاً من أجل يوغوسلافيا" بقيادة بريدراغ بولاتوفيتش الذي حصل على 33 مقعداً. وتوزعت المقاعد التسعة الباقية في البرلمان المؤلف من 77 مقعداً بين ثلاثة احزاب صغيرة. وأشارت اللجنة الى ان الانتخابات ستعاد في بلديتين على الأقل، من بين 21 بلدية في جمهورية الجبل الأسود، بسبب حصول "تجاوزات" فيهما. ورجحت اللجنة اعلان النتائج الرسمية النهائية للبلديات الأسبوع المقبل. وبعد اعلان هذه النتائج، أكد جوكانوفيتش أمام تجمع من انصاره في العاصمة بودغوريتسا أمس، ان هذا الفوز "نصر للخيار السياسي لسيادة الجبل الأسود". وقال "نحن ندرك انه يجب علينا بذل المزيد من الجهود لجمع القوى السياسية والوصول بالجبل الأسود الى جمهورية مستقلة وأوروبية". وأوضح ان فريقه "سيتعاون مع التكتل الليبرالي والأحزاب الألبانية الموالية للاستقلال من اجل تشكيل حكومة قوية"، لأن تحالف "النصر للجبل الأسود" حصل على أقل من نصف مقاعد البرلمان، ما يجعله غير قادر على تشكيل حكومة لوحده. ووعد جوكانوفيتش بتنظيم استفتاء عام حول استقلال جمهورية الجبل الأسود. ومن جانبه، اتهم رئيس الفريق الاتحادي، بريدراغ بولاتوفيتش الحكومة بالتزوير واستخدام أموال الدولة ووسائل الاعلام وحتى الشرطة في الحملة الانتخابية. وأشار الى انه سيطلب اعادة الاقتراع في مراكز كثيرة نتيجة "أدلة مؤكدة" على التزوير الواسع الذي مارسه جوكانوفيتش. وأوضح بولاتوفيتش ان القوى الرافضة للانفصال "هي الفائزة في الانتخابات". ودعا مؤيديه الى "عدم الخضوع للمزورين". وأكد ان العلاقات التاريخية والثقافية والاجتماعية بين الجبل الأسود وصربيا "هي أقوى من مخططات الانفصاليين". وأشار بولاتوفيتش، الى انه "من غير المجدي بجمهورية صغيرة مثل الجبل الأسود، لا يتعدى عدد سكانها 650 الف نسمة، ان تستقل وتكوّن لنفسها كياناً خاصاً بها". وعقدت لجنة منظمة الأمن والتعاومن الأوروبية التي راقبت الانتخابات، مؤتمراً صحافياً في بودغوريتسا أمس، أكدت تسجيل "مخالفات متفرقة، لم تهدد نزاهة العملية الانتخابية وحرية الاقتراع". وأشارت اللجنة الى أن غالبية هذه المخالفات تحض اخطاء في اللوائح الانتخابية وقيام أشخاص بالتصويت أكثر من مرة، اضافة الى ان الوجود الأمني الكبير للشرطة قرب مراكز الاقتراع، كان غير مريح بالنسبة الى كثير من الناخبين الذين قالوا "انهم طلبوا منهم التصويت لمرشحي الحكومة". وذكرت اللجنة انها تلقت شكاوى كثيرة من المعارضة يجري التحقيق في شأنها. وانتقدت العبارات العنيفة التي تبودلت بين الأطراف المتنافسة وخصوصاً التهديدات التي وجهت الى الاقليات العرقية اذا وقفت الى جانب الاستقلاليين. وعلى رغم وعود جوكانوفيتش بتنظيم استفتاء حول الانفصال عن الاتحاد اليوغوسلافي في غضون شهرين، من اجل "قيام دولة مستقلة في الجبل الأسود في ذكرى عيدها الوطني في 13 تموز يوليو المقبل"، فإن المراقبين يتوقعون الا يحصل الاستفتاء في الموعد الذي جرى الحديث عنه، وذلك لأن التأييد الشعبي للطرفين يكاد يكون متقارباً ما يجعل حصول الاستقلال على الغالبية غير مضمون، اضافة الى الضغوط الدولية الرافضة للانفصال.