على رغم مرور نحو عشرين سنة على صدوره، لاقى كتاب "فطير صهيون" لمؤلفه وزير الدفاع السوري العماد اول مصطفى طلاس اقبالاً لدى زوار الدورة 18 ل"معرض الكتاب الدولي" في دمشق. ولتلبية الطلب على الكتاب قررت "دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر" اصدار طبعة ثامنة منه باللغة العربية، اضافة الى طبعات اخرى باللغات الانكليزية والفرنسية والايطالية. وقال مصدر في الدار ل"الحياة" انها طبعت عشرين ألفاً من "فطير صهيون" في كل طبعة باعتباره ان هذا الكتاب هو أكثر كتبها رواجاً بين عناوينها ال600 من اصل نحو 38 ألف عنوان موجودة في المعرض، مشيراً الى ان "الاقبال عليه يعود الى رغبة الاجيال الصاعدة في معرفة وضع اليهود وأثرهم في ايذاء العرب والاخرين والاساس الذي يدفعهم الى قتل الاخرين". كان الكتاب أثار جدلاً وضجة كبيرين منذ صدوره لأنه تضمن "وثائق تاريخية" تروي قيام عدد من اليهود بقتل الراهب توما الكبوشي وخادمه ابراهيم امارة في العام 1840 لصنع "فطير صهيون" من دمهما في عيد يوم الغفران في فترة كانت دمشق "مرتعاً لنفوذ قناصل الدول الاوروبية. كل منهم يعمل للنجاح فيها تحت ستار حماية الاقليات. القنصل الفرنسي يزعم حماية الكاثوليك، والروسي حماية الارثوذكس، والنمسوي حماية اليهود مع القنصل البروسي الالماني والانكليزي". وقد نقضت الانتقادات الاسرائيلية هذه الرواية واعتبرتها من الخرافات الشائعة عن بعض الطقوس الدينية اليهودية. جديد الطبعة الثامنة فصل تضمن ترجمة لكتاب "شهيد براغ الصغير" الذي يتحدث عن مقتل الغلام سيمون ابلي عام 1694 في براغ، اضافة الى تفاصيل الضجة التي اثيرت حول الكتاب منذ صدور طبعته الاولى عام 1985وشملت قيام رئيس "مركز شمعون فيزنتال" في لوس انجليس الحاخام مارفن هير بإرسال نسخ من الكتاب الى وزير الخارجية الاميركي الاسبق جورج شولتز لحضّه على التحرك، وتبعت ذلك احتجاجات رسمية سجّلتها السفارة الاميركية وسفارات دول اوروبية اخرى لدى الخارجية السورية، اضافة الى تفاصيل رسائل المركز اليهودي الى الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران لطلب تدخله لمنع جامعة السوربون من قبول مناقشة رسالة دكتوراه كان أعدها طلاس بعنوان "النهج الاستراتيجي للمارشال جوكوف" وذلك بسبب اتهام طلاس ب"معاداة السامية"، وكان الرد الرسمي السوري على ذلك:"نحن لسنا عرقيين ولا اعداء الديانات السماوية ومن بينها اليهودية. نحن ضد الصهيونية"، فيما قال طلاس اخيراً: "هل يعرفون معنى السامية التي يتهمونني بمعاداتها؟ هل يعرفون انني عربي وأن العرب ساميون، وان معاداة العرب هي معاداة للسامية؟". لذلك فهو وعد في مقدمة الكتاب "القارئ ومحبي القراءة بأن اتابع الطبعات وان اضيف في كل طبعة وثيقة جديدة او فصلاً جديداً يلقي الضوء على تحريف التوراة وعلى جرائم شعائرهم الدينية منطلقاً من الايمان بقوله تعالى: "فأما الزبد فيذهب جفاء، واما ما ينفع الناس فيكمث في الارض، كذلك يضرب الله الامثال" الرعد 17.