نابلس الضفة الغربية - رويترز - دهمت قوات اسرائيلية منازل في الضفة الغربية امس واعتقلت ثمانية اشخاص على الاقل يشتبه في كونهم من النشطين، مواصلةً بذلك حملة القمع التي تشنها ضد الانتفاضة الفلسطينية وسط نداءات من واشنطن بالتزام الهدوء. وقال جيش الاحتلال وشهود عيان فلسطينيون ان حملات الاعتقالات شنتها القوات الاسرائيلية قبيل الفجر ركزت على مدينة نابلس وان الذين اعتقلوا ينتمون لحركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات و"حركة المقاومة الاسلامية" حماس. وذكر شهود عيان ان القوات الاسرائيلية فتشت ستة منازل كان سكانها قد فروا بالفعل. واصيب اربعة جنود وهم يفجرون باب منزل رجل مطلوب القبض عليه في مخيم بلاطة للاجئين بمدينة نابلس. وجاءت هذه الحملات بعد يوم من اعلان اسرائيل انها ستخفف قبضتها على مدينتين بالضفة الغربية في الوقت الذي عاد فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون من واشنطن بعد اجراء محادثات مع الرئيس الاميركي جورج بوش وعلى رغم جولة يقوم بها حالياً في المنطقة مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز لعرض خطة السلام التي يطلق عليها اسم "خريطة الطريق". وتحرص واشنطن الحليف الوثيق لاسرائيل على اقناع حليفتها بتخفيف حظر التجول والاغلاق الذي تفرضه في الوقت الذي تحاول فيه جذب تأييد العرب لاحتمال شن حرب ضد العراق. وقال الجيش انه اوقف حظر التجول المفروض على جنين الى اجل غير مسمى كما سيقلل من وجوده العسكري في الخليل قبل محادثات محتملة بشأن الانسحاب. واضاف الجيش انه جرى تخفيف القيود المفروضة على الحركة ايضا في الخليل وطولكرم ونابلس وقلقيلية. ولكن من غير المرجح ان تساعد هذه الاجراءات على تهدئة التوترات التي تزايدت من جراء القصف الاسرائيلي الذي اسفر عن مقتل ستة فلسطينيين في مخيم يبنا للاجئين في مدينة رفح الخميس الماضي. وطالبت الولاياتالمتحدة بتحقيق اسرائيلي في جرائم القتل. وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية آن ماركس: "نشعر بالقلق البالغ من التقارير التي تفيد بوجود مدنيين واطفال بين القتلى والمصابين". واضافت: "يتعين على الحكومة الاسرائيلية ان تفتح بصورة رسمية تحقيقا لتوضيح ظروف هذه الحوادث وان تعيد النظر في اجراءاتها وتتخذ جميع التدابير الضرورية لتجنب مقتل مدنيين خلال عملياتها". والقت اعمال العنف بظلالها على مهمة بيرنز في المنطقة والمتعلقة بالخطة السلمية التي وضع الرئيس الاميركي جورج بوش خطوطها العريضة في حزيران يونيو الماضي مطالبا باقامة دولة فلسطينية موقتة الحدود تعلن خلال 18 شهرا تقريبا بعد سريان الاصلاحات والتوصل لتسوية سلمية نهائية بين الجانبين خلال ثلاثة اعوام.