أعلنت السلطات الاندونيسية أن اثنين من مواطنيها اللذين خضعوا لاستجواب مع ثلاثين آخرين، مشتبه بهما رسميًا في تفجيرات بالي وسيظلان رهن الاعتقال، فيما أفادت تقارير في جاكرتا ان التفجيرات نفذها نحو ثمانية رجال مدربين في شكل جيد، استخدموا شاحنتين صغيرتين لنقل المتفجرات من نوع "سي 4" التي استخدمت في الهجوم على المدمرة كول قبل عامين. وأفادت تقارير أميركية أمس، أن واشنطن كانت حذرت أندونيسيا من هجوم إرهابي محتمل قبل حادث بالي. وفي الوقت نفسه، تردد أن الهدف المقبل للهجمات الارهابية سيكون ماليزيا التي أعلنت اعتقال أربعة يشتبه في أنهم يهددون الامن القومي. جاكرتا، بالي، كوالالمبور، واشنطن - رويترز، أ ف ب - قال الناطق باسم الشرطة في أندونيسيا صالح سعف إنها قررت تمديد اعتقال شخصين من بين 30 آخرين خضعوا للاستجواب في قضية تفجيرات بالي، مؤكدًا أن الاثنين مشتبه بهما رسميًا. لكنه قال لرويترز لاحقاً: "لا يوجد مشتبه بهم في بالي.. لكن لدينا شخصين مشتبه بهما في مانادو" وهي مدينة تقع على جزيرة سولاويسي الى الشمال من بالي حيث وقع انفجار ضد سفارة الفيليبين. ونقلت صحيفة "كوران تمبو" عن مصادر أمنية مطلعة أن تفجيرات بالي نفذها نحو ثمانية رجال مدربين في شكل جيد واستخدموا شاحنتين صغيرتين وربما استعانوا بأجهزة تحكم عن بعد. وقالت الصحيفة المرموقة، إن الشاحنتين توقفتا في مرحلة أولى أمام مرقص "ساري" الذي يتردد عليه الاجانب، وتسببتا في تعطيل حركة السير في الشارع الضيق في حي كوتا السياحي. وبعد ذلك غادروا الشاحنة الاولى المفخخة ليصعدوا إلى الثانية التي انطلقت بسرعة كبيرة قبل الانفجار. وأكد مصدر أمني أن "هناك احتمالين: إما أن تكون القنبلة انفجرت من طريق آلة للتوقيت أو أن مرتكبي الاعتداء ضغطوا على زر لتفجيرها من بعد، حتى يتاح لهم الوقت الكافي للفرار". ونقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول في الاستخبارات الاندونيسية أن الاعتداء نفذه ثمانية أشخاص: سبعة من أندونيسيا تحت أمرة شخص أصله من الشرق الاوسط. وأضاف أن الثمانية "غادروا بالي". وفي الوقت نفسه، أفادت معلومات غير مؤكدة سرت أمس، أن عربيًا مجهول الهوية دفع أموالاً للجماعة الاسلامية لشراء متفجرات من الجيش الاندونيسي من نوع "سي 4" الذي استخدم في الهجوم على المدمرة كول. وإلى ذلك، نفت الشرطة الاندونيسية ما تردد من أن ضابطًا في سلاح الجو الاندونيسي اعترف بتصنيع القنبلة التي استخدمت في بالي. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نقلت عن مصادر أمنية أندونيسية أن الرجل أعرب عن أسفه للعدد الكبير من الضحايا، غير أنه لم يقر لحساب أي جهة قام بتصنيع القنبلة. وقال الناطق باسم الشرطة إنها "تستجوب عضوًا سابقًا في سلاح الجو لديه المعرفة بتجميع القنابل"، لكن الضابط ليس قيد التوقيف وأخضع للاستجواب لان معلوماته قد تكون مفيدة للتحقيق، كونه يسكن المنطقة التي وقعت فيها الانفجارات وسارع إلى مكان سقوط الضحايا فور وقوعها. وقال الامين العام لمجلس الوزراء الاندونيسي بامبانغ كيسوو أمس إن جاكرتا تعتزم إصدار لائحة لمكافحة الارهاب بعد تفجيرات بالي. وفي غضون ذلك، أعلنت الشرطة في ماليزيا المجاورة، اعتقال أربعة أشخاص مشتبه بعلاقتهم بالجماعة الاسلامية المحلية. وقال قائد الشرطة نوريان ماي خلال مؤتمر صحافي إن اثنين منهم تلقيا تدريبًا عسكريًا في أفغانستان والآخر مرتبط بشبكة "القاعدة". وردًا على سؤال عما إذا كانوا على علاقة بتفجيرات بالي، قال: "لا أعتقد ذلك". لكنه أقر بأن المشتبه بهم "لديهم علاقات مع مجموعات خارج ماليزيا". وأضاف إن ماليزيا ستبحث في كل الفرضيات لدى إعلان السلطات الاندونيسية الجهة المسؤولة عن الاعتداء. وأعلنت استراليا أمس، أن عدد الاستراليين الذين يعتبرون في عداد المفقودين بعد حادث بالي، بلغ 140 شخصًا في حين أن عدد القتلى ارتفع إلى 30 شخصًا. كذلك، أعلنت واشنطن أنها تحاول الحصول على معلومات عن 5 أميركيين يفترض أنهم كانوا في الحي الذي يوجد فيه الملهى في بالي أثناء التفجيرات. وفي وقت أفادت تقارير أميركية أن واشنطن حذّرت جاكرتا من هجمات محتملة قبل تفجيرات بالي، وجهت أحزاب المعارضة في أستراليا انتقادات حادة لاجهزة الاستخبارات الاسترالية بسبب عجزها عن إبلاغ مواطنيها بالتحذيرات التي تلقتها من أميركا من تهديدات تواجه السياح الغربيين في بالي. وكانت "واشنطن بوست" نقلت أمس، فحوى تقرير للاستخبارات المركزية سي آي أيه تداولته الاجهزة المعنية في دول عدة، قبل أسبوعين، ومفاده أن بالي تشكل هدفًا محتملاً لاعتداء إرهابي.