أفادت تقارير في واشنطن أمس أن الولاياتالمتحدة حذرت الاجهزة الأمنية في آسيا، خصوصاً الاندونيسية، من هجوم محتمل على أماكن تجمع السياح في جزيرة بالي، قبل أسبوعين من وقوع التفجيرات هناك. وجاءت التحذيرات بعد عمليات تنصت قامت بها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي اي". وأعلنت السلطات الاندونيسية أمس أنها تعتقل اثنين يُشتبه بعلاقتهما في تفجيرات حصلت في جزيرة قريبة من بالي، فيما أفادت مصادر أمنية أن البحث يجري عن ثمانية آخرين يتزعمهم "شرق أوسطي" يعتقد بأنهم غادروا الجزيرة بعد تنفيذ التفجيرات بمادة "سي 4" التي استخدمت في الهجوم على المدمرة "كول" قبل عامين في اليمن. وأشارت إحدى الفرضيات إلى أن المنفذين اشتروا المتفجرات من عميل لهم في الجيش الاندونيسي بعد حصولهم على تمويل من "عربي مجهول"، كما أبلغ خبير اطلع على وثائق المحققين وكالة "رويترز". راجع ص 10 وأعلن سفير الولاياتالمتحدة في جاكرتا رالف بويس ان مهاجم قنصلية بلاده في بالي أُصيب خلال القائه قنبلة كان يحملها وربما كان معتقلاً. لكن الشرطة الاندونيسية قالت انها لا تعرف عن هذا الرجل شيئاً. في غضون ذلك، بدا أن فكرة إعلان حال الطوارئ لمكافحة الارهاب في أندونيسيا، أحدثت خلافاً بين الرئيسة ميغاواتي سوكارنو بوتري ونائبها حمزة هاس الذي يفضل الاكتفاء بتفعيل دور الاجهزة الامنية والتحقيقات للوصول إلى منفذي التفجيرات. ويعارض إعلان الطوارئ لأن من شأن ذلك تكبيل الحركات الاسلامية وبينها "حزب التنمية المتحد" الذي يتزعمه. وانتقل هذا الخلاف إلى الاجهزة الامنية والجيش. وأبلغ مصدر سياسي تحدثت إليه "الحياة" عبر الهاتف أن "الشرطة وجهاز الاستخبارات يدعمان فكرة إعلان الطوارئ، لأنهما يجدان في ذلك فرصة لفرض سيطرتهما ونفوذهما على الأمن في البلاد". أما الجيش فينقسم تيارات بين مؤيد ومعارض لحال الطوارئ، وإن كان قائده أندريارتونو سوتارتو يعطي الاولية لإبعاد العسكر عن السياسة، والتفرغ للدفاع عن البلاد من الاعتداءات الخارجية والحركات الانفصالية. واعتقلت السلطات الماليزية أربعة إسلاميين بتهمة تهديد الامن القومي، إثر تكهنات بعلاقة محتملة لهم في التفجيرات، وسط مخاوف من أن تكون ماليزيا الهدف المقبل لهجوم إرهابي جديد. في غضون ذلك، أرسل مجهولون ثمانية طرود مفخخة إلى مقار أجهزة مكافحة الارهاب في كراتشي، انفجرت ثلاثة منها، مما أسفر عن إصابة ثمانية رجال أمن بجروح. علماً أن المدينة كانت مسرحاً لحملة مركزة على عناصر "القاعدة" ومتعاونين معها في الاشهر الماضية. وعلمت "الحياة" في إسلام آباد أن الاجهزة الامنية تشتبه في علاقة "القاعدة" بتلك الهجمات التي ربطتها مصادر مطلعة باعتقال اليمني رمزي بن الشيبة "منسق" هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001، وتسليمه إلى الاميركيين الشهر الماضي. واعتقل أحد العاملين في خدمة البريد السريع للتحقيق معه في ملابسات إرسال الطرود المفخخة. الى ذلك، شهدت الساعات ال24 الماضية "حرب مواقع" بين الإسلاميين المؤيدين ل"القاعدة" ومعارضيهم الذين يُشتبه في أنهم يتلقون دعماً من السلطات الأميركية أو محسوبون عليها. فقد ضُرب موقع "القاعدة" الذي بث بيانها أول من أمس عن تفجير الناقلة الفرنسية. ولكن لم تمر ساعات على ضربه حتى ظهر الموقع ذاته على موقعين مختلفين، متحدياً الأميركيين ان يستطيعوا حجبه. وحاولت "الحياة" دخول موقع "القاعدة" الجديد، لكنه كان ضُرب مجدداً. وكانت هذه الحرب "مستعرة" حتى المساء.