بيروت - "الحياة" عرض رئيسا الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري التحضيرات الجارية لعقد القمة الفرنكوفونية في بيروت نهاية الاسبوع الحالي وحجم المشاركة فيها وأبرز المواضيع التي ستبحثها. وأطلع الحريري رئيس الجمهورية على نتائج الزيارتين اللتين قام بهما لكل من ماليزيا واليابان تحضيراً لعقد مؤتمر "باريس -2"، مبدياً ارتياحه للنتائج التي حققتها الزيارتان. وكان لحود اكد ان العنف لا يجر إلا العنف والحوار يبني عالماً آتياً من الظلام. وقال في حديث لمجلة "الحدث السياحي" التي صدرت لمناسبة مؤتمر القمة الفرنكوفونية: "تلتقي دول الفرنكوفونية على ارض لبنان لتؤكد ان العهد الذي قطعه وطن الارز مع الحقيقة جدير بأن يكون نموذجاً للتعاطي الاستراتيجي الدولي، فلبنان لم يؤمن يوماً بأن نظاماً مولوداً من سقوط ايديولوجيات وانهيار جدار يفصل بين الشعوب يمكن ان يحول العالم الى معتقل كبير يتغلب فيه منطق القوة على قوة الحق، وهو اذ يستضيف قمة الدول الفرنكوفونية انما يشهد ان مصالحة منطق العقل وسياسة التعاطي الدولي ممكنة في ظل السيادة اقوى منها هي سيادة الحق". واعتبر لحود "ان المعضلة الجوهرية التي تفترض ثقافة اليوم وانجازاته وابعاده الانسانية هي ان الجهود تبقى فردية والتعاطي الدولي تغلب عليه الانسانية وما الاستئناس بتشويه الواقع إلا سمة تطبع يومياتنا، فلنجعل من تضافر جهودنا اثناء هذه القمة استجابة لارادة تتهيأ لتكون خياراً لعهد لا تغدو فيه الانسانية الى ذبول انما يبقى الانسان مصدر الجهد والتلاقي". وكانت الهيكلية الامنية الخاصة بالقمة الفرنكوفونية انهت تدريباتها لقطاع التدخل السريع في محيط المنطقة الامنية المعزولة التي ستشهد فاعليات القمة. وعقد وزير الثقافة غسان سلامة مؤتمراً صحافياً في المركز الاعلامي للقمة شرح فيه الترتيبات المتخذة لعقد جلساتها والتغطية الاعلامية لها، مشيراً الى "ان المشاركين يمثلون القارات الخمس، فهناك ممثلون لدول آسيوية كفيتنام وكمبوديا ومجموعة كبيرة من الدول الافريقية، ومن اوروبا الشرقية ومن اميركا، وكل هذه الدول ستأتي بعدد من القضايا التي تهمها، لكن لا يعني ان المنظمة وصلت الى مستوى من التسييس او ان كل الاعضاء فيها يريدونها ان تتسيس حيث تصبح نوعاً من المنظمات الدولية كمجلس الأمن او جامعة الدول العربية وهذه منظمات سياسية اساساً، لذلك ستكون هناك عناوين كبيرة في القرارات النهائية لكن المناقشات على مستوى الرؤساء ستتجاوز بكثير ما حصل في القمم السابقة لأن ليس هناك من منظمة تغير من اهتماماتها بصورة فجائية انما يتم الامر تدريجاً". وأعرب عن اعتقاده بأن "قمة بيروت ستكون نقطة مهمة في هذا التحول الذي بدأت هذه المنظمة تشهده منذ قمة هانوي 1997". ونفى "وجود اي مشكلة بين لبنان والدول الافريقية لأن ليس لدى لبنان سفارات في 55 دولة، لذلك كانت لدينا صعوبات كبيرة في الاتصال بعدد من الدول البعيدة في المحيط الهادئ والمحيط الاطلسي او في قلب افريقيا". وأعلن "ان من اصل 51 دولة عضواً و5 دول مراقبة، إضافة الى دولتين مدعوتين بصفة شخصية حصلنا على ردود ايجابية منها جميعاً باستثناء دولة واحدة اعتذرت عن الحضور ودولة واحدة لم يأتنا الرد منها. اما الدولة الوحيدة التي اعتذرت عن عدم الحضور لأسباب مالية فهي الدومينيكان". وأشار الى "ان مرشحاً واحداً لمنصب الأمين العام للقمة يحضر القمة وهو وزير خارجية الكونغو هنري لوبيز الذي ترشح رسمياً قبل تأجيل القمة السنة الماضية ولا يزال شكلياً مرشحاً للمنصب". وأوضح "ان المشاركين في القمة عندما يتحدثون عن حوار الثقافات لا يقومون بتشخيص الوضع العالمي لنقول ان الحوار جارٍ على قدم وساق بين الدول والشعوب والافراد والمجتمعات، نحن نقول اننا ندعو الى تجنب كل شكل من اشكال الصراع بين الثقافات والحضارات وبالتالي هذا الامر لا يشير الى ان حوار الثقافات بأحسن حال والا لما وضعناه عنواناً لهذه القمة. نحن نسعى بالوسائل الآيلة الى تقديم لغة الحوار على لغة الصراع ولا ارتباط بين شعار القمة والوضع القائم في المنطقة".